بقلم/جهاد الخازن
جاريد كوشنر يهودي أميركي أرثوذكسي يلبس قبعة طائفته (يارمولكا). عمره 36 سنة، وخبرته في العقار من طريق أسرته التي تتبرع للمستوطنات في فلسطين المحتلة، وهو زوج إيفانكا، ابنة الرئيس دونالد ترامب.
هو مستشار للرئيس وعمله يشمل قضايا داخلية وخارجية منها إصلاح البيروقراطية الأميركية بجعلها تتبنى أفكاراً تجارية، كما أنه يمارس كثيراً من عمل وزير الخارجية كما رأينا في ذهابه مع العسكريين إلى العراق وعودته ليكون مع ترامب في اجتماعاته مع الرئيس الصيني زي جنبنغ، فهو يدير ملفات الصين والمكسيك والشرق الأوسط.
ما يهمني من كل ما سبق أن الرئيس ترامب اختار زوج ابنته مبعوثاً إلى الشرق الأوسط، ويعتقد أنهما قادران على دفع السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
ترامب رجل أعمال ناجح، ومثله زوج ابنته، إلا أنهما لا يعرفان كثيراً عن السياسة الخارجية وكوشنر حتماً يعرف إسرائيل، إلا أنه يخلو من أي عمق سياسي ومعرفة بتاريخ فلسطين وشعبها.
أقرأ مقالات كتبها ناس يعرفون كوشنر والعناوين من نوع «عملت لجاريد كوشنر. هو رجل الأعمال الخطأ لإعادة اختراع الحكومة».
لم أجد في كوشنر أي صفة تؤهله لصفة مستشار رئيسي لدونالد ترامب غير أنه زوج بنت الرئيس. ولكن حتى «المستشارية» في خطر لولا وضعه العائلي، فهو طلب حق الاطلاع على ملفات الأمن القومي، والمطلوب من الذي يصرَّح له بذلك أن يكشف اتصالاته بدول خارجية في السنوات السبع التي تسبق منحه حق الحصول على أسرار الدولة. المحققون اكتشفوا أن كوشنر لم يكشف عشرات الاتصالات في الأشهر الأخيرة مع دول أخرى، فهو اجتمع مع السفير الروسي سيرغي كيزلياك، ومع رئيس بنك روسي تملكه الدولة هو سيرغي غوركوف، الذي سبق أن عمل في التجسس لروسيا. كوشنر يقول إنه نسي، وأصدق أنه نسي اجتماعاً أو اثنين ولكن كيف ينسى عشرات الاجتماعات.
اليوم المنافسة حامية بين كوشنر وستيف بانون، وهذا يعمل مساعداً استراتيجياً أول للرئيس ترامب. كل من الرجلين يريد أن يكون عقل ترامب وقلبه، وداخل البيت الأبيض في غليان، وكوشنر يمثل الوسط في حين يمثل بانون يمين اليمين ويطلب من الرئيس عدم التنازل ولو بوصة واحدة في أي قضية حتى لا يشجع الجانب الآخر.
يبدو أن ترامب ضاق بالخلاف الذي يؤثر في عمل البيت الأبيض، وتحديداً هناك كوشنر وغاري كوهن، المستشار الاقتصادي الأول للرئيس في جانب، وبانون ومعه رينس بريبوس، رئيس موظفي البيت الأبيض في الجانب الآخر.
ترامب أمر كوشنر وبانون بحل الخلافات بينهما، وهناك معلومات من موظفين كبار حول ترامب تقول إن الرئيس يفكر في إجراء تغييرات أساسية في الموظفين حوله.
بانون خسر عضوية اللجنة الرئيسية في مجلس الأمن القومي بعد أن رأس الجنرال هـ. ر. ماكماستر المجلس. وأغامر وأقول اليوم إن كوشنر سيخرج منتصراً من المنافسة المستمرة مع بانون.
أقرأ «بانون ليس عبقرياً» وهذا عنوان مقال في «نيويورك تايمز»، وهو صحيح، وأزيد عليه أن سياسة بانون تمثل أقصى اليمين الأميركي، خصوصاً مع مركزه السابق في موقع «بايبارت» الإلكتروني المتطرف إلى حد الكذب، كما في حملته على اللاجئين السوريين. كل ما سبق وقضايا أخرى تجعلني أرجح انتصار زوج البنت في النهاية.
أرسل تعليقك