آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

(ترامب يعد اردوغان ولا يفي)

اليمن اليوم-

ترامب يعد اردوغان ولا يفي

بقلم / جهاد الخازن

اجتمع الرئيسان دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان في البيت الأبيض وتبادلا كلمات الود وأكدا تحالفهما ضد الإرهاب في الشرق الأوسط من «داعش» أو غيره.

كان ترامب هنأ أردوغان على فوزه في الاستفتاء الذي أعطى الرئيس التركي صلاحيات واسعة لإدارة بلاده كما يريد، وهو أكد أهمية الحلف القائم بين البلدين وإلى جانبه أردوغان وقال: مرة أخرى، نحن نريد مواجهة التهديد معاً.

ما سبق جميل وكاذب، فأردوغان ذهب إلى واشنطن وعنده طلبان لا ثالث لهما، الأول عدم تسليح الجماعات الكردية المقاتلة في سورية التي تقف مع المعارضة الوطنية ضد النظام، والثاني تسليم الداعية فتح الله غولن المتهم بأنه كان وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في تموز (يوليو) الماضي، وهي محاولة أدت إلى اعتقال عشرات ألوف من رجال الجيش والشرطة، وطرد موظفين حكوميين ورؤساء جامعات، وتكميم الصحافة واعتقال معارضي أردوغان في الميديا المحلية.

أردوغان عاد خالي الوفاض وهو ليس ديموقراطياً، ولم يكن كذلك يوماً. هو تدرج في أحزاب تركية إسلامية، وحزبه العدالة والتنمية فاز في انتخابات 2002 ونجح في دفع الاقتصاد إلى الأمام لذلك لا يزال في الحكم رئيساً للوزراء أو للجمهورية حتى اليوم.

حتى قبل محاولة الانقلاب الأخيرة، كان أردوغان ينصب المكامن للجيش التركي الذي يُفترَض فيه حماية العلمانية التي أرسى أسسها كمال أتاتورك في عشرينات القرن الماضي. في سنة 2008، زعم أردوغان أن هناك مؤامرة من العسكر ضده واعتقل كبار الضباط. المؤامرة المزعومة انتهت إلى لا شيء في المحاكم سنة 2011، وكبار قادة الجيش استقالوا احتجاجاً.

أردوغان كان حليف غولن يوماً، ثم حاربه وهو يعتبره خطراً على الرئيس وحزبه، بسبب شعبيته الكبيرة بين الأتراك. هو هادن الأكراد في يوم آخر، والآن يشن حرباً عليهم من تركيا إلى سورية وغيرها.

ربما كان أفضل ما يشرح العلاقة بين أميركا ترامب وتركيا أردوغان زيارة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون أنقرة في آذار (مارس) الماضي. هو امتدح حكم أردوغان وحاول طمأنته إلى ثبات الحلف بين البلدين، والتعاون ضد أطماع إيران في المنطقة. إلا أن الخلافات طفت على السطح ووزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو يدعو الولايات المتحدة إلى وقف تزويد الأكراد بالسلاح واعتقال الداعية غولن. الوزير اتهم بريت بهارارا، المدعي في المنطقة الجنوبية من نيويورك، بأنه عميل لقوى معارِضة لتركيا، كما زعم أن التحقيق مع رجال أعمال لهم صلات مع أردوغان سببه سياسي. ترامب طرد بهارارا من عمله لأسباب غير تلك التي عرضها الوزير التركي.

أعتقد أن خلاف أردوغان مع إدارة ترامب على قضايا يعتبرها النظام في تركيا أساسية، أو حاسمة، لن يجعل رجب طيب أردوغان يميل إلى الاعتدال حتى لا يخسر حليفاً قديماً لبلاده. هو فاز بالاستفتاء في نيسان (أبريل) الماضي بغالبية هزيلة هي 51.3 في المئة، وهي نسبة حجبت أيضاً واقعاً مهماً هو أن أردوغان خسر في إسطنبول وأنقرة وإزمير، أي في المدينة التي كان رئيس بلديتها يوماً، وفي عاصمة حكمه، وفي أكثر مدن تركيا ليبرالية وانفتاحاً.

مع ذلك أردوغان لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة بين أنصاف المتعلمين والفقراء في الأناضول، ولكن هل يستمر التأييد إلى الأبد؟ المواطنون ينتظرون مستوى معيشة أفضل وعدهم به أردوغان مرة بعد مرة ولا يزالون ينتظرون التنفيذ. ثم إن أردوغان وحيد في حربه على الأكراد الأتراك، وقد اعتقل بعض السياسيين الذين يمثلونهم، ويحاول منعهم في سورية من التسلح دفاعاً عن أنفسهم.

أرجو أن يكون واضحاً أن كل ما سبق لا يلغي تأييدي رجب طيب أردوغان ضد إسرائيل، كما فعلت قبل أسبوع، وكما سأفعل في أي مواجهة جديدة. في غضون ذلك، أجد أن سياسة أردوغان تغلب مواقفه الأخرى ويبدو أنها داء لا دواء له.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يعد اردوغان ولا يفي ترامب يعد اردوغان ولا يفي



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen