بقلم / جهاد الخازن
الميديا الأميركية لها موقف ضد الدول العربية، والصحف الكبرى تضم ليكوديين من المحافظين الجدد يريدون تحالفاً مع إيران ضد دول الخليج ومصر وغيرها. كل حديث آخر «خرافة يا أم عمرو» لأنني أتابع الميديا الأميركية بتركيز ليس عندي مثله وأنا أتابع الميديا العربية.
افتتاحية في «واشنطن بوست» كان عنوانها «التحالف الدموي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية». الافتتاحية تحدثت عن بيع الولايات المتحدة السعودية، منذ إدارة باراك اوباما، سلاحاً ثمنه 58 بليون دولار.
وزارة الخارجية الأميركية هذا الأسبوع أعلنت بيع ذخيرة ومعدات «لأربع دول بينها المملكة العربية السعودية». لاحظت أن اسم السعودية كان في الفقرة الأولى من الخبر مع أن ما اشترت السعودية، في أول صفقة لها مع إدارة دونالد ترامب، كان بالونات للمراقبة وقطع غيار لطائرات هليكوبتر مسلحة.
السعودية وكل دولة عربية تشتري السلاح من الولايات المتحدة بأعلى الأسعار، فيما إسرائيل تحصل عليه مجاناً لتقتل الفلسطينيين. «واشنطن بوست» نفسها نشرت خبراً في آذار (مارس) 1988 عن شراء السعودية صواريخ من الصين. أعتقد أن السلاح الأميركي موجود في دول مثل الصين وروسيا بنصف سعر الأميركي منه أو أقل. الأمير خالد بن سلطان مثـّل السعودية في شراء الصواريخ من الصين، وأتمنى لو أن الملك سلمان بن عبدالعزيز يكلفه شراء السلاح من الصين وروسيا، لتسكت أبواق الشر الليكودية في واشنطن.
أرجو أن يكون واضحاً إطلاقاً أنني أدافع عن السعودية لأنها بلد عربي. معرفتي بالملك سلمان تشمل العمر كله، ولم أطلب منه في حياتي شيئاً. وهو موجود ليؤكد صدق كلامي هذا. أيضاً لم أطلب شيئاً من أي عضو في حكومته ولم يُعرض عليّ شيء، فما أكتب اليوم هو رأيي كمواطن عربي.
خبر آخر كان عنوانه «غارة مميتة على اليمن هي درس لفريق الأمن القومي (العامل) لترامب»، والحديث هنا عن غارة أميركية في اليمن قُتِل فيها 15 امرأة وطفلاً، بينهم بنت في الثامنة أبوها أنور العولقي الذي قتله الأميركيون في غارة سنة 2011.
أدين كل قتل ثم أسأل كم قتل الأميركيون في حروب من نوع استعمار جديد في كوريا وفيتنام وحول العالم كله منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؟ كم قُتِل في قرية ماي لاي؟ أرقام رسمية تقول حوالى 400 معظمهم من النساء والأطفال. النساء حمين الأطفال بأجسادهن ثم قُتِل الجميع. الأميركيون يسمحون لأنفسم بقتل الفيتناميين وغيرهم لكن القتل في غارة في اليمن يرفضه ليكود أميركا.
الحوثيون في اليمن معتدون، والسعودية والإمارات وكل الدول التي تواجههم هناك تدافع عن نفسها، فهي لا تريد وجود إيران عبر الحوثيين على حدودها. الحوثيون يدمرون اليمن على رؤوس أهله، وكل كلام غير هذا يروّج له ليكود أميركا.
الملك سلمان والرئيس ترامب تحدثا على الهاتف وما قرأت من مصادر سعودية وأميركية أنهما اتفقا على كل القضايا التي طرحت في المكالمة، بما في ذلك إقامة مناطق آمنة في سورية واليمن.
بأوضح عبارة ممكنة، أقول إن السعودية لا تحتاج الى الولايات المتحدة، وإنما هذه تحتاج إلى السعودية. الخبراء يقدرون أن تعويم شركة أرامكو سيعني شركة ذات أسهم قيمتها الدفترية نحو تريليوني دولار، وفق أرقام قرأتها في جريدة «فاينانشال تايمز» اللندنية، وهي عندي أصدق من ميديا أميركا مجتمعة. شركات أبل ومايكروسوفت وأمازون وأكسون موبيل قيمة كل منها في حدود 500 بليون دولار أو أقل. السعودية أقوى من أبواق الشر الأميركية.
أرسل تعليقك