آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

(الحرارة في لندن من مستوى خليجي)

اليمن اليوم-

الحرارة في لندن من مستوى خليجي

بقلم/ جهاد الخازن

أكتب ظهر الأربعاء والحرارة في لندن 34 درجة مئوية أو 94 درجة فهرنهايت، وأتذكر أنني جئت إلى لندن مع زوجتي في نهاية 1975 في ما اعتقدت أنه إجازة أسبوع نعود بعدها إلى بيروت. لا بد أن نعود يوماً لأجمل بلد وأجمل طقس وأجمل أصدقاء.

بقيت في لندن حتى صيف 1976، قبل الذهاب إلى جدة لأتولى رئاسة تحرير «عرب نيوز». حرارة الطقس في لندن ارتفعت في ذلك الصيف إلى 30 درجة مئوية أو أعلى قليلاً من ذلك، وسقط مئات الإنكليز، وربما ألوف، نتيجة ما نسميه «ضربة شمس». تملكتني حيرة، فالحرارة في ربيع بلادنا قد تصل إلى 30 درجة، ولم أسمع يوماً أن لبنانياً أصيب بضربة شمس لأن رأسه لم يتحمل حرارة 30 درجة.

ذكرى 1976 عادت إليّ هذه الأيام والحرارة في لندن ترتفع إلى 30 درجة مئوية أو أكثر، وغلبني الفضول وفتشت وقرأت أن الحرارة ارتفعت في لندن سنة 2011 وفي سنوات تالية، وكانت تسجل بميزان فهرنهايت قبل أن تنضم بريطانيا إلى السوق المشتركة، أو الاتحاد الأوروبي اليوم، وهي الآن في سبيل الخروج منه.

الحرارة المرتفعة على الطريقة البريطانية هي في حدود 30 درجة مئوية، ولم أتذمر يوماً منها، وإنما ضقت بهبوط الحرارة وأنا أزور لندن، فقد عرفتها وأنا أودع المراهقة، وقبل أن أستقر فيها. وشهدت سقوط الثلج في عاصمة الإنكليز، وحرارة دون الصفر في بعض الأيام. منذ عقدين أو أكثر لم أشهد سقوط الثلج في لندن، ما يعني أن ارتفاع حرارة الطقس حول العالم حقيقة لا إشاعة كما يزعم دونالد ترامب.

عندما كنت أفاجأ بحرارة دون الصفر في لندن وثلج أفكر أن الإنكليز غزوا العالم واحتلوا كثيراً منه هرباً من الطقس في بلادهم. من مضيق جبل طارق إلى رأس الرجاء الصالح إلى سنغافورة وغيرها، الطقس أفضل منه في لندن ولا جدال.

غير أنني أتوقف قليلاً لأقول أن المرة الأولى التي خبرتُ فيها ارتفاعاً مخيفاً في حرارة الطقس كانت في البحرين، فقد قُبِلتُ في الجامعة الأميركية ببـــيروت، وخالي الذي كان يدير شــــركة لأسرة القصيبي في المنامة دعاني إلى العمل عنده شهرين ويعطيني في نهايتهما ثمن سيارة «فولكسفاغن» لأن بنات الجامعة، على حد قوله، لن يركبن على دراجة نارية «فيسبا» ورائي.

وصلت إلى البحرين في أول تموز (يوليو) سنة 1963، وخرجت من الطائرة «فايكاونت» التابعة لطيران الشرق الأوسط وشعرت بأن بلاطة ضخمة ترقد على صدري، فأنا لم أكن شهدت في حياتي كلها علو درجة الحرارة إلى 40 مئوية وربما قرب الخمسين.

ذهبت إلى الكويت في ذلك الصيف، وكانت الحرارة مرتفعة كما في المنامة. وأقنعت نفسي بأن أهل الكويت يصطافون في بحمدون، ويتمشون في بحمدون المحطة بعد الظهر هرباً من حرّ بلادهم. أتمنى أن أراهم يعودون إلى بحمدون وأن أراهم يتمشون بـ «الدشاديش» البيض بعد الظهر.

بين هذا وذاك أقمت سنوات في العاصمة الأميركية واشنطن في ثمانينات القرن العشرين عندما عدت إلى الدراسة في جامعة جورجتاون. لا أعتقد أن واشنطن فريدة من نوعها، فقد كانت الحرارة تهبط إلى ما دون الصفر في الشتاء ويرافقها سقوط الثلج أياماً وأسابيع، ثم ترتفع الحرارة إلى 40 درجة مئوية أو أكثر في الصيف، ما يعني أن تغيّرها قد يبلغ 50 درجة مئوية.

اليوم أقيم في لندن وأقضي أسابيع في جنوب فرنسا صيفاً، ثم أحلم ببيروت وحمانا حيث كانت العائلة تقضي الصيف وأنا صغير. أعرف الدنيا كلها وأفضل شتاء لبنان وصيفه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرارة في لندن من مستوى خليجي الحرارة في لندن من مستوى خليجي



GMT 16:35 2020 الإثنين ,17 شباط / فبراير

رجل يحمل رسالة!

GMT 06:36 2019 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العلاج بالحدائق

GMT 04:59 2019 الخميس ,02 أيار / مايو

عيون وآذان (بوش الابن وآخرون)

GMT 02:30 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لبنان بلدي مسافراً وعائداً

GMT 00:37 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

قطيع شباب الصحافة
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen