بقلم - جهاد الخازن
التظاهرات الشعبية ضد النظام في إيران، بدأت في 28 من الشهر الماضي، والنظام أعلن يوم الأربعاء أنه قمعها ونظم تظاهرات تأييداً له. مراقبون محايدون قالوا أن «الربيع الإيراني»، ولعله شتاء إيران، مستمر رغم مزاعم الحكومة.
مشهد، وهي ثانية مدن البلاد، شهدت أولى التظاهرات بمشاركة ألوف الناس الذي احتجوا على انتشار البطالة والفساد وعدم توفير أدنى حدّ من العيش الكريم لهم.
التظاهرات الجديدة ذكرتني بتظاهرات 2009 احتجاجاً على فوز محمود أحمدي نجاد بالرئاسة. اقتصرت تلك التظاهرات على العاصمة طهران، أما التظاهرات الحالية فكانت في بلدات ومدن في طول البلاد وعرضها، ووصلت إلى الأهواز عاصمة مقاطعة خوزستان الغنية بالنفط.
المرشد آية الله علي خامنئي اتهم «أعداء» إيران بالوقوف وراء التظاهرات، ومساعدوه اتهموا الولايات المتحدة وبريطانيا والمملكة العربية السعودية بتأييد المتظاهرين بالمال والسلاح.
أجد صعباً جداً إلى درجة عدم التصديق أن يكون للسعودية ألوف الأنصار في مشهد وغيرها. السعودية وقفت ضد التدخل الإيراني في هذا البلد أو ذاك، مثل وجودها في العراق، ودعمها بالمقاتلين النظام السوري، وتأييدها الحوثيين في اليمن رغم أنهم لن يربحوا الحرب هناك ولو طالت.
المتظاهرون في إيران هتفوا «الموت للديكتاتور»، أي آية الله خامنئي. هو رجل مسنّ ومريض، ولعل إدارة الحكم في أيدي الرجال الذين يحيطون به، خصوصاً من الحرس الثوري. وقد هدد أحد قادة الحرس بإعدام المتظاهرين بتهمة «محاربة»، أي شنّ حرب على الله تعالى.
هم لم يفعلوا أبداً وإنما تظاهر شبان من دون عمل، طلباً لعمل يكفي لشراء الطعام، والمتظاهرون انتقدوا تعثر الاقتصاد رغم أن إيران بلد منتج للبترول، كما طالبوا بقسط من الديموقراطية لجميع المواطنين.
الرئيس دونالد ترامب انتصر فوراً للمتظاهرين، وقال في تغريدة أن شعب إيران ثار على النظام الفاسد الذي يمارس القسوة. هو قال في تغريدة ثانية عن إيران «حان وقت التغيير والإيرانيون جوعى للطعام والحرية».
نيكي هايلي، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، طلبت اجتماعاً لمجلس الأمن للبحث في الوضع في إيران، إلا أن غالبية من الدول الأعضاء في المجلس رفضت الطلب، ولا يوجد حتى كتابتي هذه السطور موعد لاجتماع مجلس الأمن كما طلبت السفيرة الأميركية.
توقعت الموقف الأميركي الذي يشمل التهديد بعقوبات جديدة على إيران موجهة تحديداً إلى الحرس الثوري. إلا أنني أعترف بأنني لم أتوقع موقف الرئيس حسن روحاني، فهو في البداية قال أن عند المتظاهرين طلبات محقة، إلا أنه صمت بعد ذلك، وموقف حكومته إزاء المتظاهرين مال إلى التشدد حتى إنني قرأت أن عدد المعتقلين من المتظاهرين زاد على ألف، والقتلى بلغوا واحداً وعشرين، بينهم مراهق وشرطي. في أهمية هذه السطور أن الرئيس روحاني فاز بالرئاسة مرة ثانية في أيار (مايو) الماضي بغالبية ساحقة شجعت المراقبين مثلي على توقع إصلاحات اقتصادية تساعد المواطنين. ما حدث أن الرئيس روحاني نسي وعوده لملايين الإيرانيين الذين انتخبوه، أو قرر أن تناسيها أسلم له.
كما أن «أهل مكة أدرى بشعابها»، فأهل إيران أدرى بما يحتاج إليه البلد. ما يهمني من الموضوع أن يركز النظام في إيران على تحسين الاقتصاد، وعلى إيجاد عمل للشباب، وفي أهمية هذا وذاك أن يوقف تدخله أو تحرشه بالجيران، وتحديداً البحرين فهي بلدي مثل فلسطين ولبنان.
أرسل تعليقك