آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

(اردوغان يكشف تطرفه بنفسه)

اليمن اليوم-

اردوغان يكشف تطرفه بنفسه

جهاد الخازن
بقلم : جهاد الخازن

كان طموح رجب طيب أردوغان الخفي أن يصبح سلطاناً حاكماً بأمره، وأعطاه الانقلاب الفاشل فرصة تحقيق طموحه.

محاولة الانقلاب في 15 تموز (يوليو) أسفرت عن مقتل أكثر من مئتي تركي وجرح أكثر من أربعمئة. هناك عشرة آلاف معتقل، أكثرهم لا يعرف أهلهم عنهم شيئاً، وهل هم أحياء أو موتى. أيضاً 45 ألفاً طـُرِدوا من عملهم وكان بينهم مئات القضاة والمدّعين العامين. صدرت في أقل من أسبوعين 42 مذكرة لاعتقال صحافيين، وسُحِبَت 25 رخصة صحافية، وأغلق 20 موقع أخبار إلكترونياً. وفرضت أحكام الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر لا أستغرب أن تُمدَّد.

أردوغان انتقل من رئاسة الوزارة الى رئاسة الجمهورية، وبما أن الحكم في يدي الحكومة لا الرئيس فقد عمل أردوغان من اليوم الأول لتغيير نظام البلاد القائم منذ حوالى مئة سنة، فهو يريد نظاماً رئاسياً مع أن كل استطلاع للرأي العام التركي أظهر غالبية واضحة ضد الفكرة.

بعد الانقلاب الفاشل، قال اردوغان إنه يريد السيطرة على الجيش، أي جعله مؤسسة تتبع حزبه، وإنه إذا أقرّ البرلمان إعادة عقوبة الإعدام فهو سيوافق عليها، إلا أن الاتحاد الأوروبي أفهمه أن الإعدام يعني استحالة أن تدخل تركيا الاتحاد. هو أيضاً هدّد الولايات المتحدة مطالباً بتسليمه الداعية فتح الله غولن، حليفه السابق. أردوغان يكيل التهم لغولن يوماً بعد يوم، وقد اتهمه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب من دون دليل على الإطلاق. يبدو أن الرئيس التركي في تطرفه وعمى سياسته، مستعد غداً لاتهام غولن بالمسؤولية عن زلزال.

الحرس الجمهوري حُلَّ وحوالى 300 عضو من الحرس متهمون بالولاء لغولن، وقد اعتُقل ألوف في البداية عشرات منهم اتهِموا بتأييد غولن من دون دليل يدينهم.

الآن هناك مخاوف من اختفاء معتقلين، أو موتهم تحت التعذيب. وثمة تصريحات منشورة لبعض أهالي كثر من الجنود المعتقلين، يقولون إنهم لا يعرفون شيئاً عنهم وليس لهم أي اتصال معهم.

أردوغان لا يفتح فمه إلا ويدين نفسه (مثل دونالد ترامب في الولايات المتحدة). وبعد الاعتقالات وتهديد أميركا وأوروبا، قرأت له تصريحاً يقول إنه لن يعاقب الصحافيين الذين أهانوه.

الصحافة رأي وخبر. الرأي مقدّس والخبر يجب أن يكون صحيحاً وهناك مراجع تثبته. إذا قال صحافي تركي أو غيره عن أردوغان إنه متطرف أو ديكتاتور أو فاشل، فهذا رأي ومن حق قائله أن يصرّح به. لكن إذا قال الصحافي إن أردوغان لص يصبح كلامه خبراً يجب أن يأتي بما يثبته أو يدفع الثمن. أردوغان في جهله يريد أن يعاقب الصحافيين على إبداء رأي فيه، ثم يعتقد أن أبواب أوروبا يجب أن تكون مفتوحة لانضمام تركيا، مع أن الشرط الأول والأهم للانضمام هو أن يكون البلد العضو ديموقراطياً.

أغرب ما قرأت في الأيام الأخيرة، كان تصريحاً للرئيس بالوكالة لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب ناجل، فهو قال لأعضاء في الكنيست إن الاتفاق الأخير مع تركيا لإعادة العلاقات عُقِد قبل خمس سنوات. إذا كان هذا صحيحاً، فإن الاتفاق جرى ودماء النشطين من سفينة السلام «مافي مرمرة» لم تجف بعد، فقد هاجمها الإسرائيليون في عرض البحر في أيار (مايو) 2010.

كان أردوغان بنى سمعته بين غالبية من العرب والمسلمين على مواجهة إسرائيل والتصدي لإرهابها في الأراضي الفلسطينية، وشكرناه جميعاً. الآن يتبين لنا أنه مارس سياستَيْن، واحدة معلنة مع أهالي غزة، وأخرى سرية أبقت العلاقات مع إسرائيل.

أتكلم عن نفسي فقط، فقد خسر أردوغان ما كان له عندي من تأييد واحترام في البداية تقديراً لمواقفه الفلسطينية. أنا اليوم أقرب الى موقف المسؤولين المصريين الذين رحبوا بمحاولة الانقلاب على الرئيس التركي الذي دمر كل أسباب ثقتنا القديمة به.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اردوغان يكشف تطرفه بنفسه اردوغان يكشف تطرفه بنفسه



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen