بقلم - جهاد الخازن
تغريدات الرئيس دونالد ترامب تضم كذباً كثيراً، فهو يصر على أن روسيا لم تتدخل في انتخابات الرئاسة سنة 2016، وقد عين وزير عدل بالوكالة هو ماثيو ويتكر ربما لإنهاء التحقيق في التدخل الروسي. ترامب قال في تغريدة: عمل تحقيق مولر هو نوع من الفوضى. هم لم يجدوا أي تدخل (روسي) وفقدوا أعصابهم. إنهم ناس يصرخون ويهددون للوصول الى الأجوبة التي يريدونها. إنهم عار على أمتنا...
الرئيس أخطأ في حديثه عن خلفية روبرت مولر، فقد رشحه الرئيس الجمهوري جورج بوش ليكون رئيس مكتب التحقيق الفدرالي سنة 2001. وفي سنة 2011 الرئيس باراك اوباما عينه لعشر سنوات مع التمديد سنتين. مولر رشحه ليكون المحقق الخاص في التدخل الروسي نائب وزير العدل رود روزنستين.
ترامب قال في تغريدة أخرى إن الجامعات ستدرس في المستقبل مولر وعصابته من الديمقراطيين وما فعلوا لتدمير الناس. لماذا هو يحمي المحتالة هيلاري كلينتون (وبعدها أسماء خصوم للرئيس)... ترامب يصر على أن التدخل الوحيد كان من روسيا انتصاراً للديمقراطيين.
هل هذا صحيح؟ روبرت مولر مسجل كعضو في الحزب الجمهوري وليس الحزب الديمقراطي.
الصحيح هو أن أجهزة المخابرات الاميركية قررت سنة 2016 أن روسيا تدخلت في الانتخابات ضد هيلاري كلينتون، وأن أعضاء في حملة ترامب للرئاسة قابلوا عدداً من المسؤولين الروس وكانت هذه المقابلات سرية في البداية. إبن ترامب قابل محامية روسية زعمت أنها تملك مادة تسيء الى كلينتون. وقد اعترف جورج بابادوبولوس، مستشار ترامب، بأنه كذب في تصريحاته لمكتب التحقيق الفدرالي، وكذلك اعترف محامي ترامب السابق مايكل كوهن بالكذب أمام الكونغرس. أربعة من العاملين لحملة ترامب الانتخابية وجهت اليهم تهم قضائية بالتعامل مع الروس وربما صدرت تهم لآخرين من أعضاء الحملة. الكذب في تغريدات الرئيس يتجاوز مولر وتحقيقه الى قضايا أخرى. هو قال في تغريدة: لا سبب لهذه الحرائق القاتلة التي تكلف كثيراً من المال في كاليفورنيا سوى سوء إدارة الغابات. بلايين الدولارات تدفع كل سنة وهناك خسائر كثيرة في الأرواح والسبب سوء إدارة الغابات. العلاج الآن أو يتوقف الدفع من الإدارة الفدرالية.
خبراء قالوا إن الحرائق في جنوب كاليفورنيا لم تكن بسبب سوء الإدارة، والحرائق في شمال كاليفورنيا لم تبدأ في الغابات وإنما في مناطق أخرى.
هناك غابات في كاليفورنيا عدد الأشجار فيها يتجاوز الحد الذي يتعبر سليماً. إلا أن معظم الغابات تحت إشراف الحكومة الفدرالية، وخدمة الغابات الاميركية تقول إن حرائق الغابات صرف عليها من ميزانية إدارة الغابات التي تبلغ 600 مليون دولار.
أعود الى سياسة الرئيس دونالد ترامب فهو قال في تغريدة: إن مجال مضايقة الديمقراطيين الرئيس يسبب صداعاً لسوق الأسهم. هل هذا صحيح؟ عندما افتتحت سوق الأسهم بعد الانتخابات النصفية سقطت قيمة الأسهم بحوالي 240 نقطة، والرئيس اتهم الديمقراطيين بالمسؤولية عن ذلك.
هو قال أيضاً إن نتائج الانتخابات في فلوريدا يجب أن تؤيد ريك سكوت ورون ديسانتيس لأن أصوات الناخبين تؤيدهما وهناك أصوات أخرى ضاعت... القانون في فلوريدا ينص على إعادة إحصاء أصوات الناخبين إذا كان الفرق بين المرشحَيْن أقل من نصف واحد بالمئة، وهذا ما حصل فأعيد إحصاء أصوات الناخبين وتم تأكيد فوز سكوت وديسانتيس.
الرئيس الأنيس لا يرى شيئاً من هذا وإنما يؤيد المرشحين لمجلس الشيوخ والمحاكم لأنهما جمهوريان، وينسى أو يتناسى القانون.
نقلا عن الحياة
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك