السفر جزء من عملي، ونحن أمام سنة جديدة فلا بد أن أزور مصر ولبنان مرة أو مرتين، ودول الخليج العربي ست أو سبع مرات، وقد أصل إلى المغرب العربي.
أقرأ خلال السفر مجلات شركات الطيران. ولا أدّعي أنني أركز على شيء فيها أو أبحث عن شيء، وإنما أقرأ العناوين، وأهتم بمواعيد الرحلات، خصوصاً إلى المناطق التي أقصدها من مقر إقامتي في لندن.
فوجئت وأنا أتصفح عدد كانون الثاني (يناير) 2018 من مجلة الخطوط الجوية البريطانية بثلاثة مواضيع عن لبنان وقطر والبحرين.
المقال عن لبنان كتبته كريستين رويز التي تقول إن الفن في قلب عودة المركز الطليعي للبلاد. هي تتحدث عن معرض بيروت للفن وعنوانه «العروبة عين لبنان»، وتحيّي جرأة العارضين، وصراحة المعروضات. روز عيسى، المشرفة على المعرض، تقول: «هذه السنة أردنا أن نركز على فن الحرية»، وهي بذلك تشير إلى جرأة ما ضم المعرض من أعمال.
الكاتبة تقول إن المعرض جزء من نهضة جديدة في لبنان بعد حرب أهلية مدمرة، وعدم استقرار بسبب أوضاع المنطقة مثل الحرب الأهلية في سورية، واستمرار النزاع مع إسرائيل، ودخول قواتها لبنان مرة بعد مرة. إعادة تعمير بيروت، والبنايات العالية (الأبراج) والمتاجر الأنيقة والسيارات السريعة كلها تشير إلى عودة بيروت عاصمة للعالم العربي (كما كانت قبل الحرب الأهلية).
التحقيق يقدم أمثلة على عودة بيروت، مثل فندق غراي والمسبح في أعلى أدواره، ودار الأشرفية التي تبعد دقائق عن متحف سرسق، وحدائق الصيفي وما تعرض من أعمال الفنانين العرب. التحقيق كله جميل فأشكر كاتبته.
وجدت بعد ذلك تحقيقاً عن قطر عنوانه: قطر، تحفة عربية، كتبته هانا أوهارا. هي ترى أن قطر أصبحت هدفاً لزيارات السياح من حول العالم، وتتحدث عن الكورنيش الذي يشبه حدوة حصان وعن متحف الفن الإسلامي، وأسواق العاصمة الدوحة، وتقترح زيارة سوق الصقور، والصقر طائر يُستَعمَل في الصيد، والكاتبة حملت واحداً منها على يدها بعد أن ارتدت قفازاً للحماية من مخالب الصقر. المقال يتحدث أيضاً عن ركوب الجِمال وعن مدن قديمة تعود إلى القرن الثامن عشر دخلت عليها يد الحداثة. وعن ركوب القوارب في البحر. الكاتبة تنصح القارئ أن يزور قطر لأنه لن يندم.
قرأت بعد ذلك تحقيقاً عن البحرين كتبته سافرا دوكري التي تصف البحرين بأنها كنز عربي مخبوء أصبح الآن ضمن دائرة الضوء.
المقال يتوقع أن تصبح البحرين المركز الثقافي للعالم العربي، ويشير إلى المتحف الوطني ومعروضات عمرها ألوف السنوات، كما يسجل أن النفط اكتُشِف في البحرين سنة 1932 قبل أي بلد عربي آخر.
الكاتبة تقول إن مملكة البحرين تضم 33 جزيرة، فأزيد أنني عندما ذهبت إليها في صيف سنة 1960 قبل دخول الجامعة كانت هناك طريق تصل العاصمة المنامة بمدينة المحرق عبر جسر فوق البحر. المحرق كانت قرب المطار القديم الذي ركبت فيه طائرة «داكوتا» ذات محركين لمشاهدة الجزر والبحر حولها.
قرأت عن مهرجانات سنوية عدة تستضيفها البحرين، مثل مهرجان الربيع ومهرجان البحر ومهرجان المجوهرات. أما قلعة البحرين فهي تضم تاريخاً عمره خمسة آلاف سنة ما يجعلها مقصد المهتمين بالتاريخ.
الفنادق في البحرين كثيرة، وبعضها من الدرجة الأولى ويحاذي البحر. والمقال يتحدث عن 330 نوعاً من الطيور و15 نوعاً من الفَراش.
كل من التحقيقات الثلاثة عن لبنان وقطر والبحرين يضم في نهايته تفاصيل عن رحلات الخطوط البريطانية إليها. أتمنى في عدد قادم أن أقرأ عن مصر والمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى.
أرسل تعليقك