في الثامن والعشرين من الشهر الماضي طلب رئيس اوكرانيا بيترو بوروشنكو من حلف الناتو أن يرسل سفناً الى بحر آزوف بين بلاده وروسيا بعد مواجهة بحرية بين البلدين أسر فيها الروس ثلاث سفن حربية اوكرانية.
قبل يومين نشرت «نيويورك تايمز» مقالاً للرئيس بوروشنكو عنوانه إن فلاديمير بوتين يجب أن يعاقب وتحته بحرف أصغر إنه لا يجوز السماح لروسيا بارتكاب عدوان صارخ على اوكرانيا، فالغرب يجب أن يتصرف.
بوروشنكو قال في مقاله المنشور إن اوكرانيا أعلنت أحكاماً عرفية محدودة في أراضي بلاده قرب حدود روسيا لحماية نفسها إذا جددت روسيا العدوان. هو يقول إن روسيا سرقت شبه جزيرة القرم من اوكرانيا سنة 2014، وهو يزيد أن السفن الحربية الاوكرانية الثلاث كانت في طريقها من مرفأ اوديسه الاوكراني الى مرفأ ماريوبول الاوكراني أيضاً عندما اعترضتها سفن حربية روسية أطلقت عليها النار واحتجزتها بمَن عليها من بحارة.
بوروشنكو يقول أيضاً إن روسيا تهدد حلف الناتو في البحر الأسود، أي دولاً أعضاء هي تركيا وبلغاريا ورومانيا، وإن طائرات حربية روسية اعتُرِضت فوق بحر البلطيق.
المقال يشكر الرئيس دونالد ترامب لإلغائه اجتماعاً مع الرئيس بوتين خلال قمة الدول العشرين، ويريد فرض مزيد من العقوبات على روسيا.
أغرب ما قرأت عن المواجهة بين روسيا واوكرانيا أن الولايات المتحدة أرسلت السفينة الحربية ماكامبل قبالة فلاديفوستك لتبثت حرية الملاحة في المياه الدولية.
وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو صرح بأن الولايات المتحدة ستبدأ إلغاء معاهدة «القوات المتوسطة للأسلحة النووية» إذا لم تلتزم روسيا بشروطها. بومبيو قال إن العبء على روسيا وعليها أن تغير موقفها لصيانة المعاهدة.
إذا لم تعد روسيا الى الالتزام بنصوص المعاهدة فستبدأ إدارة ترامب نظاماً ينص على 60 يوماً لإلغاء المعاهدة. الولايات المتحدة تقول إنها التزمت بنصوص المعاهدة التي عقدت سنة 1987، وتمنع تطوير صواريخ متوسطة المدى، إلا أن روسيا تخالف نصوص المعاهدة منذ سنوات وقد نشرت نظام صواريخ يخالف المعاهدة.
السكرتير العام لحلف الناتو جينس ستولتنبرغ دعا روسيا الى الالتزام الكامل بنصوص المعاهدة للمحافظة عليها. روسيا تعرضت لعقوبات إلا أن الرئيس بوتين قاوم الاستجابة الى الضغوط الغربية.
الرئيس الروسي قال إن روسيا ستنتج صواريخ إذا خرجت الولايات المتحدة من المعاهدة النووية. بوتين يقول إن التهم الموجهة الى بلاده عذر استعملته الولايات المتحدة للخروج من المعاهدة.
القوات المسلحة الروسية أعلنت بلسان رئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف أن روسيا سترد على الدول التي تستضيف صواريخ اميركية مستخدمة تكنولوجيا ليزر حديثة. وزارة الدفاع الروسية أعلنت استخدام أسلحة ليزر جديدة بينها واحد يعرف بإسم «بيريسفيت» ويستطيع مواجهة الطائرات بلا طيار والصواريخ والطائرات الحربية.
كان الرئيس بوتين أعلن في آذار (مارس) الماضي عن بناء منظومات أسلحة جديدة، ورغم أن كلامه وجد معارضة في الغرب في حينه فإن معلومات لاحقة تؤكد صحته. سلاح ليزر «بيريسفيت» إسمه يعود الى راهب روسي من القرن الرابع عشر قاوم وحيداً هجوماً للتتر.
المواجهة مستمرة بين روسيا واوكرانيا وكل من الجانبين له أنصار.
نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك