بقلم - جهاد الخازن
أعود اليوم إلى معرض الشارقة الدولي للكتاب ولا أنسى أختنا العزيزة الشيخة بدور القاسمي التي انتخبت نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين أثناء انعقاد الدورة السبعين لمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب.
هي قالت إن صناعة النشر عابرة للحدود ولا يمكن أن تزدهر من دون تجاوز الحدود ومن دون أن تكون سبباً للتفاهم والتآلف بين البشر.
الشيخة بدور القاسمي أول امرأة عربية تحتل المنصب وثاني امرأة تتولى نيابة الرئاسة منذ تأسيس الاتحاد في باريس قبل 122 عاماً. هي ستبدأ العمل في الاتحاد الدولي مع مطلع 2019 وسترأس اللجنة التي تنظم المؤتمر الثالث والثلاثين للاتحاد الدولي للناشرين في مدينة ليلهامر النروجية في أيار (مايو) المقبل.
والد الشيخة بدور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة، صدرت له رواية جديدة هي «بيبي فاطمة وأبناء الملك»، التي تدور حوادثها في هرمز حيث تجد نفسها ضمن صراعات ووصاية إمبراطورية وضعت يدها على خيرات البلد ثم ورثتها إمبراطورية أخرى لا تغيب عن مستعمراتها الشمس.
حضرت ندوة ألقى فيها الشيخ سلطان محاضرة عن المؤرخ العربي أحمد بن ماجد أكد فيها أن المؤرخ الكبير من القصيم وإقامته كانت في جلفار.
الشيخ سلطان قال في محاضرته إن اهتمامه بأحمد بن ماجد بدأ سنة ألفين مع اكتشافه مغالطات وأخطاء في سرد سيرته. المؤرخ العربي اتّهِم بأنه كان مرشد فاسكو دي غاما، إلا أن الشيخ سلطان وجد ما جعله يذهب إلى مكتبة بلدية بورتو في البرتغال ووجد دفتر سفينة المكتشف الكبير حيث تكتب اليوميات واكتشف أن مرشده كان مسيحياً محلياً وليس ابن ماجد.
قيل في ابن ماجد إن أصله هندي، وقيل إن أصله إيراني، لكن الشيخ الباحث سلطان القاسمي استعان بعدد من الخرائط التاريخية التي تثبت أن ابن ماجد من القصيم. الشيخ سلطان قال إنه يعد كتاباً يحكي بطولة مقرن بن زامل بن أجود، ملك البحرين، عندما غزا البرتغاليون بلاده سنة 1521 وبسالته في الدفاع عن وطنه حتى قُتِل.
الفعاليات في معرض الكتاب كانت بالمئات بدءاً بالحضانة المخصصة للأطفال وهي تضم فعاليات رائعة عن الفن والقراءة، والعلوم والتكنولوجيا. اليابان كانت ضيف الشرف في معرض الكتاب، وكانت هناك جلسات عدة عنها مثل «حامل الشموع» وهذا عن تلوين الورق الياباني وإلصاقه على أكواب ملونة. الأطفال صنعوا مجموعة من صور الحيوان والزهور والكائنات عبر الإمساك بورقة واحدة فقط. وكانت هناك جلسات عن الطباعة الثلاثية الأبعاد. وتابعت من قصص الأطفال في المعرض قصة «ليلى والذئب» ثم ركزت على بعض الأمسيات الشعرية مثل أيقونات شعرية»، وأيضاً «التراث الثقافي العربي» و «المدى البهي» و «فضاءات» وأيضاً «الأدب عبر الحدود» ومثل ذلك «شخصيات وكتب» و «قصص تراثية.»
كانت هنا «مهارات يابانية» وأيضاً «حفلة شاي يابانية»، و «أطباق يابانية»، ولا أنسى «المطبخ البولندي» و «مطبخ الأجداد.» كذلك لا أنسى جلسات من نوع «مآثر زايد» و «أشعار زايد» و «جدارية زايد».
معرض الشارقة الدولي للكتاب ضم 20 مليون كتاب تحت سقف واحد بانتظار عشاق المعرفة، وأنا على ثقة بأن المعرض المقبل، أو الثامن والثلاثين، سيضم عارضين أكثر وكتباً أكثر، ومزيداً من كتب الشيخ سلطان التاريخية ورواياته، فأعود إلى المعرض مرة أخرى السنة المقبلة.
نقلا عن الحياة
أرسل تعليقك