بقلم/جهاد الخازن
انتخابات الرئاسة الفرنسية معقدة من بدايتها وحتى الدورة الثانية والنهائية من التصويت. هناك شروط عدة لقبول ترشيح أي راغب في مجد الرئاسة، ثم هناك طريق مليء بالأشواك، والجولة الأولى في 23 نيسان (أبريل) والجولة الثانية في 7 أيار (مايو).
آخر استطلاع للرأي العام أعطى إيمانويل ماكرون تقدماً بين الناخبين، فقد أيّده 26 في المئة مقابل 25 في المئة لمرشحة الجبهة الوطنية اليمينية مارين لوبن. ماكرون وسطي عمره 39 سنة وكان وزيراً للاقتصاد.
كان يُفترَض أن يتقدم فرنسوا فيون على المرشحين الآخرين فهو يمثل يمين الوسط الفرنسي، إلا أن المجلة الساخرة «كانار انشانيه» نشرت تفاصيل عمّا أصبح فضيحة تحمل اسم زوجته «بينيلوب غيت». فقد زُعِم أنه أعطاها مرتباً مجموعه نحو مليون يورو لتعمل مساعدة برلمانية له، إلا أنها لم تفعل شيئاً غير قبض المرتب. النتيجة أن ناخبين كثيرين تخلوا عنه، وهو في الاستطلاع الأخير أيّده 20 في المئة من الناخبين.
لا أعتقد أن بونوا هامون المرشح الاشتراكي سيصل إلى الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة، إلا أنني أسجل له أن أسهمه تتحسن يوماً بعد يوم، وهو في الاستطلاع الأخير نال تأييد 13 في المئة من الناخبين.
لن أجزم اليوم برأي، فأزعم أن هذا المرشح أو ذاك سيفوز بالرئاسة. لكن أقول أن قيادة الحزب الجمهوري أيدت فيون بالإجماع، وآلان جوبيه أعلن أنه ليس مرشحاً في انتخابات الرئاسة بعد أن تردد اسمه بديلاً إذا تخلى فيون عن طموحه الرئاسي تحت وطأة الفضيحة.
ونقطة خفيفة قبل أن أكمل، فامرأة اسمها سندي لي وعمرها 52 سنة اعتُقِلت لأنها قامت بحملتها الانتخابية وهي عارية الصدر، فقد كانت في شبابها تعمل في مجال البرامج العارية على المسارح.
أعود إلى الجدّ، وأسجل أن استطلاعاً للناخبين في الجولة الثانية وجد أن 65 في المئة منهم سينتخبون ماكرون، وأن 35 في المئة سينتخبون لوبن. ربما كان هذا صحيحاً، ولكن قرأت تعليقات أميركية على انتخابات الرئاسة الفرنسية لا تستبعد فوز مرشحة الجبهة الوطنية التي تهدد باستفتاء للانسحاب من الاتحاد الأوروبي على الطريقة البريطانية، وتعلن مواقف انتصاراً للعمل والنساء لا يوجد مال كافٍ لتنفيذها.
أزيد من عندي أن الأميركيين انتخبوا دونالد ترامب رئيساً، وهو يصلح لأشياء كثيرة أو أعمال، ليس بينها دخول البيت الأبيض. ترامب له «خطأ اليوم» تماماً مثل «صحن اليوم» في المطاعم، وإذا كان لي أن أحكم بينه وبين لوبن أجدها أقل ضرراً وأكثر حذراً من رئيس يريد تفصيل الولايات المتحدة، وهي بلد ديموقراطي رائد في حقوق الإنسان، على قياسه مع أنه يعاني من سمنة مفرطة وينكرها.
أعتقد أن العلاقات العربية مع فرنسا ستظل جيدة ووثيقة، بغضّ النظر عمّن سيفوز بالرئاسة الفرنسية. الرئيس فرنسوا هولاند دعا إلى مؤتمر تعزيزاً لفكرة الدولتين فلسطين وإسرائيل جنباً إلى جنب بسلام، وإسرائيل ردت برفض فكرة المؤتمر، وهي أخيراً منعت ممثلي جماعات حقوق الإنسان من دخول إسرائيل. ثم أسمع أن إسرائيل دولة ديموقراطية وسط «غابة» من الدول العربية غير الديموقراطية.
إسرائيل دولة مستوطنين لا حق لهم بالوجود في فلسطين، والرئيس هولاند مصيب في عقد المؤتمر ومتابعة الفكرة، وأمثال بنيامين نتانياهو إرهابيون أرجو أن أراهم في السجون.
أرسل تعليقك