آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

العرب في النظام الاقتصادي العالمي

اليمن اليوم-

العرب في النظام الاقتصادي العالمي

بقلم - جهاد الخازن


هل سمع القارئ بشيء اسمه بـ «بريتون وودز»؟ لم أكن سمعت بهذا الاسم من قبل، إلا أنني وجدت أن 44 دولة عقدت اجتماعاً هناك في فندق «ماونت واشنطن» من الأول من تموز (يوليو) الى 22 منه عام 1944 لبناء الاقتصاد العالمي من جديد.

الآن، يوان الصين ينافس دولار الولايات المتحدة، وهذا موضوع قد أعود إليه في المستقبل. اجتماع «بريتون وودز» جعل الدولار المعيار النقدي لكل عملات العالم، وعُقد والحرب العالمية الثانية مستمرة، إلا أن الاتفاق نصّ على أن من يسلم 35 دولاراً تسلمه الولايات المتحدة أونصة من الذهب.

في15-8 -1971، ألغت الولايات المتحدة تحويل الدولار الى ذهب في ما عرف باسم «صدمة نيكسون»، فالرئيس الأميركي كان وراء القرار، والولايات المتحدة أصبحت تطبع ما تريد من دولارات لا غطاء ذهبياً لها.

حضر اجتماع «بريتون وودز» 730 مندوباً من الدول الأربع والأربعين المشاركة، جاء اتفاقهم في اليوم الأخير من المؤتمر، وأسس المشاركون «صندوق النقد الدولي». كاد «البنك الدولي لإعادة الإعمار والتنمية» أن يسقط بعد أن اتهمته النروج بالوقوف وراء جرائم حرب. البنك صمد بعد أن توفي الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت في نيسان (أبريل) 1945، وخلفه الرئيس هاري ترومان. أكثر أعضاء الأدارة من منتقدي بنك إعادة الإعمار والتنمية تركوا الإدارة الأميركية والحملة ضده انتهت عام 1948.

هناك أمران مهمان أسجلهما للقارئ.

الأول، أن مندوبي الاتحاد السوفياتي حضروا المؤتمر، إلا أنهم رفضوا التوقيع على الاتفاق النهائي وزعموا أن الاتفاق أوجد فروعاً للبورصة الأميركية في «وول ستريت».

الثاني، أن دولتين عربيتين فقط كانتا بين الدول الأربع والأربعين المشاركة، وهما مصر والعراق. من الدول العظمى كانت هناك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وغابت ألمانيا، فقد كانت الخصم في الحرب العالمية الثانية، وحضر مع الاتحاد السوفياتي الصين ويوغوسلافيا.

أكمل بالولايات المتحدة، فهي أكبر قوة اقتصادية في العالم، وربما كانت أقوى دولة عسكرياً. وحسب الحجم التجاري هناك الدولار ضد اليورو، وبعده الين الياباني ثم الجنيه الاسترليني ثم الفرنك الفرنسي وبعده الدولار الاسترالي ثم الدولار الكندي، وفي المرتبة السابعة دولار نيوزيلندا.

إيران شاركت في مؤتمر «بريتون وودز»، وكانت قريبة من الدول الحليفة ضد ألمانيا، حتى قلب النظام وجاء آيات الله والمرشد الآن علي خامنئي والحرس الثوري. وتدهورت العملة الإيرانية وكل يوم يتراجع الريال، فقد أصبح عملة لا قيمة لها داخل إيران نفسها كما هو في بقية العالم.

في عامي 1944 و1945، لم تكن الدول العربية كلها مستقلة، ففرنسا كانت في لبنان وسورية وشمال أفريقيا، وبريطانيا في الأردن وفلسطين. دولنا استقلت واحدة بعد الأخرى، والمملكة العربية السعودية الآن، ومعها الكويت والإمارات العربية المتحدة، من أنجح الدول اقتصادياً. ليبيا تملك مخزوناً نفطياً كبيراً، وكان يمكن أن تصبح قوة اقتصادية لشعبها وللشعوب العربية الأخرى، إلا أن نظام معمر القذافي سقط، والبلد منقسم على نفسه ولا أرى حلاً سريعاً لمشاكله. طبعاً الحل أصعب في سورية، والعراق يعاني رغم مخزونه النفطي، وتركيا تحارب الأكراد في سورية والعراق وتزعم أن أحزاباً إرهابية تقودهم.

ماذا سيحدث غداً أو بعد غد؟ لست منجماً ولن أغامر بآراء يثبت المستقبل عدم صحتها، لكن أقول بثقة كبيرة إن هناك دولاً عربية قادرة على التقدم، وعلى مساعدة دول عربية وإسلامية أخرى. هناك تحالف في اليمن ضد الحوثيين، وبعض دولنا وقف مع فريق ضد آخر في ليبيا بعد سقوط القذافي، وأقول إن هناك نوايا حسنة، كما أن هناك خوفاً من المجهول.

أرجو أن تقود مصر والمملكة العربية السعودية مسيرة الاقتصاد العربي، فهما قادرتان ولهما حلفاء من الدول العربية الأخرى، ما يجعل كسر طوق «النحس» الذي يلاحق دولنا كلها ممكناً لتتفرغ شعوبنا الى بناء مستقبل اقتصادي زاهر.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب في النظام الاقتصادي العالمي العرب في النظام الاقتصادي العالمي



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen