بقلم - جهاد الخازن
أكمل مع مختاراتي من أخبار إسرائيل في الأسبوع الماضي، وقد قرأت هجوماً على يحيى سنوار، من حماس، بعد نشر مقابلة معه تحدث فيها عن معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة. من الردود ما يزعم أن سنوار يحاول اجتذاب أنظار الإسرائيليين ومنها ما يزعم أن إسرائيل ديموقراطية وترد على «الإرهاب» الذي يمارسه فلسطينيون من القطاع.
ما أعرف يقيناً أن إسرائيل قتلت متظاهرين فلسطينيين داخل قطاع غزة على الحدود مع الأرض المحتلة التي يسمونها إسرائيل. القتلى من الفلسطينيين منذ بدء المظاهرات كانوا عشرات وربما مئات ومع ذلك إسرائيل تلوم الضحية وهي تقتل.
قرأت مقالاً يتحدث عن مشكلة إسرائيل في سورية ومع روسيا بعد وصول صواريخ س-300 الروسية إلى الجيش السوري. هم يرفضون ما يزعمون أنه «خرافة» المسؤولية الإسرائيلية عن إسقاط طائرة روسية قتِل فيها 14 شخصاً. الإرهابي بنيامين نتانياهو يسعى إلى انتخابات نيابية جديدة، وهو يعتقد أنه يستطيع العودة رئيساً للوزراء بتأييد المستوطنين والإرهابيين الآخرين. قرأت أن الأحزاب الدينية في الائتلاف الحكومي مترددة وتريد ضمانات، ويبدو أن نتانياهو مستعد لتلبية طلباتها مقابل تأييدها له في الانتخابات وبعدها.
الإسرائيليون في جيش الاحتلال والمستوطنون يقتلون الفلسطينيين يوماً بعد يوم إذا استطاعوا ثم يمضي أسبوع على قتل اثنين منهم في منطقة باركان الصناعية، ولا تزال قوى الأمن الإسرائيلية كلها مجندة لاعتقال القاتل الذي كان يعمل في المنطقة الصناعية ذاتها حيث يعمل فلسطينيون جنباً إلى جنب مع إسرائيليين من دون حوادث في السابق. صحف إسرائيل استطاعت أن تتحدث الى بعض الفلسطينيين في المنطقة الصناعية واختارت أن تنشر ما يناسبها، فقد نشرت أن شخصاً مجنوناً دمر حياتهم أو أسباب عيشهم.
نتانياهو يميل إلى حلّ البرلمان الإسرائيلي وإعلان موعد انتخابات جديدة بالاتفاق مع أحزاب اليمين في حكومته المجرمة. هو يقول إنه لم يتخذ قراراً بعد إلا أن الأحزاب الدينية تتوقع أن يعلن قرار حلّ البرلمان خلال أيام.
الصحافة الإسرائيلية هاجمت الرئيس محمود عباس وقالت إنه وصل إلى نهاية الطريق في رئاسته، فهو قد يطلب انتخابات جديدة في أشهر أو سنة أو سنتين تنتهي فيهما ولايته الحالية، وهو أعلن أنه لن يرشح نفسه لأي منصب جديد.
أبو مازن يقاضي الولايات المتحدة أمام محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي إلا أن القضية الفلسطينية تطاول إسرائيل أيضاً، والميديا في إسرائيل تزعم أن لا حل مع أبو مازن وفق الشروط التي وضعها وتشمل جانباً دولياً في مفاوضات السلام، أو مع يحيى سنوار الذي يمثل حماس ورفضها وجود إسرائيل أصلاً، ناهيك عن القبول بدولة فلسطينية في الضفة والقطاع.
في غضون ذلك قطاع غزة قد ينفجر من جديد وهناك مظاهرات يومية على الحدود مع الأرض المحتلة ورصاص إسرائيلي يقتل الصغار مع الكبار. قيادة جيش الاحتلال تزعم أنها استخدمت وسائل لمقاومة المتظاهرين الفلسطينيين والذخيرة الحيّة ليبقوا داخل القطاع. هذا كذب إسرائيلي قديم - جديد، فهم يقتلون متظاهرين يحملون الحجارة ويزعمون أنهم يدافعون عن أنفسهم.
الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تتدهور يوماً بعد يوم، والقوات الإسرائيلية عززت على الحدود، وأقول إن السبب لتمكينها من قتل مزيد من الفلسطينيين. أرجح أن ينفجر الوضع على حدود القطاع في أيام أو أسبوع أو أسبوعين لأن أهل القطاع لا يستطيعون الاستمرار من دون أدنى حدود المطلوب للعيش اليومي. أرجح أيضاً أن حماس لا تريد انفجار الوضع وإعطاء إسرائيل فرصة لقتل مزيد من أبناء القطاع، إلا أنها قد لا تستطيع وقف موجة شعبية ضد الحصار المفروض على القطاع وأهله. أرجو أن تتدخل مصر والسعودية لمساعدة الفلسطينيين.
نقلا عن الحياة
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك