بقلم/جهاد الخازن
ما هي السياسة الخارجية الأميركية في عهد دونالد ترامب؟ لا أستطيع أن أحددها اليوم لأنها تغيرت عن السياسة الأميركية أمس، وهي ستتغير غداً.
ترامب خاض حملة انتخابية استمرت سنة وهو في الحكم منذ خمسة أشهر، ومواقفه التي قد نسميها سياسة خارجية تشمل التالي:
- أميركا أولاً، وهذا شعار أميركي عمره أكثر من مئة سنة، وهو لاقى قبول مواطنين كثيرين يريدون أن تهتم الإدارة بمشاكل البلاد لا أن تحل مشاكل العالم.
- موقف ضد الهجرة، خصوصاً من دول مسلمة. هو موقف يناقض نصّ الدستور وروحه وقد رفضته المحاكم مرة بعد مرة.
- معارضة اتفاقات التجارة الحرة.
- موقف ضد ارتفاع حرارة الطقس، وترامب يعتبره كذبة على رغم الأدلة العلمية القاطعة.
- بناء سور مع المكسيك لوقف الهجرة، منها تدفع ثمنه المكسيك.
- أهان أو أغضب المكسيك وكندا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأستراليا والصين وروسيا وغيرها.
- طالب بالاستيلاء على نفط العراق أولاً كثمن للغزو الأميركي، وثانياً لمحاربة «داعش».
- زعم أن تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية كذب، وصوّت مجلس الشيوخ بشبه إجماع لزيادة العقوبات على روسيا رداً على الرئيس.
- طلب من الدول الأعضاء في حلف الناتو، وعمره 68 سنة، أن تدفع أكثر في مقابل عضويتها، وتبيّن أنها تدفع المطلوب.
- رفض الالتزام بالمادة الخامسة في نظام الحلف التي تنصّ على أن الهجوم على أي دولة عضو هو هجوم على الأعضاء جميعاً. مجلس الشيوخ الأميركي صوّت بالإجماع تأييداً للمادة الخامسة.
- جعل ترامب المادة الخامسة وسيلة للمساومة بدل التزام.
- قال إن الصين تتلاعب بالعملة، وبعد اجتماعه مع الرئيس شي جينبينغ قال إن الصين لا تتلاعب بالعملة.
- ألغى كثيراً من نصوص الاتفاق الذي عقده باراك أوباما مع كوبا.
- أيّد المملكة العربية السعودية ضد قطر، وقال له وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس إن على الولايات المتحدة أن تسعى إلى حل الخلاف لا إذكائه، وصرح بأن على السعوديين والقطريين أن يحلوا المشكلة بالتفاوض.
- افتتاحية في «نيويورك تايمز» عارضت صفقة السلاح مع المملكة العربية السعودية إلا أن مجلس الشيوخ أقرها. رئيس الأعضاء الديموقراطيين في المجلس تشك شومر يهودي رفض الصفقة.
- ما هي سياسة الولايات المتحدة إزاء أفغانستان؟ لا سياسة واضحة والإرهابيون من «طالبان» ينفذون علميات انتحارية أو غيرها كل يوم ويقتلون أبرياء.
- ما هي سياسة دونالد ترامب إزاء سورية؟ هناك سياسات بعضها يقوم على تفاهم مع روسيا، وبعضها يهدد بمواجهة معها ومع إيران وحلفاء النظام الآخرين.
- في الحملة الانتخابية تعهد ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. يبدو أنه غيّر رأيه الآن، أو إلى حين.
- أرسل زوج ابنته جاريد كوشنر، وهو يهودي ملتزم يلبس قبعة اليهود على رأسه، مبعوثاً للسلام في الشرق الأوسط. أسرة كوشنر تتبرع للمستوطنات في الأراضي المحتلة. إسرائيل كلها فلسطين المحتلة.
في النهاية، أطلب من مصر والسعودية وكل دولة عربية الحذر في التعامل مع إدارة ترامب فسياستها الخارجية لا ثوابت لها، وإنما تتغير يوماً بعد يوم، لتوافق هوى الرئيس. السياسة الخارجية ليست تغريدات يعدلها الكاتب أو ينكرها بعد يوم، وإنما هي تخدم مصالح البلد، وعادة ما تكون «سياسة الممكن» لا طموحات مستحيلة.
أرسل تعليقك