بقلم/جهاد الخازن
السناتور بيرني ساندرز قد يدخل حلبة المنافسة على الرئاسة الأميركية في انتخابات 2020. إذا فعل فأنا أؤيده، ولكن لا أحاول قتل خصومه كما فعل أحد أنصاره أثناء التدريب على مباراة بيسبول.
هو يهودي علماني أصل أسرته من بولندا، درس اللغة العبرية صغيراً وتزوج وطلق، وزوجته الحالية جين كاثوليكية لا تجزم بأنه سيخوض الانتخابات مرة أخرى. أصدقاؤه يقولون إن علاقته بالدين اليهودي إثنية وثقافية فقط.
ساندرز سناتور مستقل إلا أنه نافس هيلاري كلينتون على الترشيح عن الحزب الديموقراطي السنة الماضية وخسر، فقد أيّده 41 في المئة من الناخبين الديموقراطيين مقابل 55 في المئة لكلينتون. هو أيضاً فاز في 23 ولاية خلال حملة الانتخابات الأولية.
سجله السياسي جيد، فقد كان عضواً في حزب الاتحاد الليبرالي الذي عمل ضد الحرب وأصبح رئيس بلدية في ولاية فيرمونت، ثم عضواً في مجلس النواب الأميركي سنة 1991، وأصبح عضواً مستقلاً في مجلس الشيوخ سنة 2007، وهو أول عضو مستقل منذ 50 سنة.
هناك أسماء أخرى مطروحة بين الديموقراطيين للترشيح سنة 2020 مثل السناتور إليزابيث وارن من ولاية مساتشوستس، ونينا تيرنر وهي سناتور سابقة في مجلس ولاية أوهايو.
غير أن شهرة ساندرز عبر الولايات المتحدة عنصر مساعد، وسجله يقول:
- إنه يهودي اشتراكي.
- شارك في مسيرة مارتن لوثر كنغ الى واشنطن سنة 1963 للمطالبة بحقوق المواطنين السود.
- عارض الإعفاء الضريبي الذي أصدره جورج بوش الابن زاعماً أنه للطبقة الوسطى، وهو في الواقع يخدم أكبر أثرياء البلاد ويؤذي الطبقة الوسطى والفقراء.
- خلال جلسة تثبيت راسل فويت نائباً لرئيس لجنة الإدارة والموازنة احتج ساندرز لأن فويت كتب على الإنترنت أن المسلمين الذين يعارضون المسيح يجب أن يكون مصيرهم النار. ساندرز قال إنه لا يمكن الدفاع عن مثل هذا الكلام فهو يمثل الكره.
- هاجم دونالد ترامب وقال إنه لم ينفذ ما وعد به خلال حملة الانتخابات، وتحدث تحديداً عن الرعاية الصحية والموازنة.
- وصف ترامب بأنه «مزيَّف» وقال إنه سيبيع الطبقة المتوسطة والطبقة العاملة لأنه ثري ينتصر للأثرياء. أيضاً وصف ترامب بأنه كذاب محترف و «يجب أن نهزم أيديولوجيا يمين الحزب الجمهوري».
- قال إن الديموقراطيين خسروا معركة انتخابات الرئاسة سنة 2016 إلا أنهم ربحوا معركة الأفكار، والحزب الديموقراطي يجب أن يفهم أنه لا يجوز له أن يؤيد وول ستريت، أو شارع المال والأعمال.
بالنسبة اليّ كمواطن عربي يقدم «قضيته» على غيرها، أسجل لساندرز أنه عارض غزو العراق سنة 2003، كما انتقد أعمال إسرائيل في الحرب على قطاع غزة سنة 2014، وأيضاً حذر من أن تؤدي الحرب على «داعش» الى انتشار «الإسلاموفوبيا»، أو كره المسلمين.
السجل السياسي لبيرني ساندرز كله جيد، إلا أن خصومه يقولون إنه سيكون في الخامسة والسبعين خلال انتخابات الرئاسة سنة 2020. أنصاره يردون بأن ترامب كان أكبر الرؤساء الأميركيين عمراً وهو يتسلم الرئاسة، وإنه سيكون في الرابعة والسبعين سنة 2020.
أعتقد أن عمر ساندرز سيُستعمَل ضده، إلا أنه من عمر ترامب وهو سياسي محترف سجله طيب، بعكس رجل الأعمال دونالد ترامب الذي يكذب يوماً بعد يوم، ثم لا يتراجع، وإنما ينتقل من كذبة إلى أخرى. ليس في سجل ساندرز كذب، ولا أحد من خصومه يتهمه بالكذب.
إذا فاز ساندرز بالرئاسة بعد ثلاث سنوات، فسيكون أول يهودي يشغل المنصب، وأراه اليوم أفضل لشغل الرئاسة الأميركية من منافسيه الجمهوريين والديموقراطيين.
أرسل تعليقك