آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

(سورية: مأساة إغريقية مستمرة)

اليمن اليوم-

سورية مأساة إغريقية مستمرة

جهاد الخازن
بقلم : جهاد الخازن

الوضع في سورية من نوع مأساة إغريقية أو أسوأ، والحلول المطروحة يناقض بعضها بعضاً، والنظام والإرهاب يقتلان المدنيين.

إيران و «حزب الله» لهما مقاتلون في سورية، وإيران تريد بقاء الدكتور بشّار الأسد رئيساً، وهو ما تريد روسيا أيضاً. المملكة العربية السعودية وتركيا والولايات المتحدة ودول كثيرة أخرى تريد رحيل الأسد والحفاظ على المؤسسات.

المعارضة السورية واهمة إذا اعتقدت أنها تستطيع إطاحة النظام باجتماع في لندن، والنظام واهمٌ إذا اعتقد أن البراميل المتفجرة ستهزم المعارضة، وأنه قادر على الحل العسكري بتهجير الناس من بيوتهم.

مؤتمر أصدقاء سورية في لندن لم يعطني أملاً بأي شيء إيجابي، وإنما أصابني بيأس. الهيئة التفاوضية العليا عرضت ستة أشهر من المفاوضات، ثم 18 شهراً فترة انتقالية، ورحيل بشار الأسد و «زمرته» وكتابة دستور جديد تتبعه انتخابات محلية وبرلمانية ورئاسية.

هذا عظيم ولكن مَنْ سينفذ؟ لو كان الكلام يحل شيئاً لكنت حرّرتُ فلسطين وحدي منذ عقود. السوري العالق بين مطرقة الحكومة وسندان الإرهاب ربما تابع مؤتمر لندن، وقال «فوت بعبِّي» فالمعروض لا يمكن أن ينفذ في الظروف الحالية أو غداً أو بعد غد.

أطراف النزاع، وتحديداً الولايات المتحدة وروسيا، من دون اتفاق على إيصال مساعدات إنسانية الى سكان حلب المحاصَرة المدمَّرة المنكوبة، فكيف يتوقع أحد الوصول إلى حل يشمل سورية كلها.

وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أنحى باللوم على روسيا لعدم التقدم نحو حل، وكان يلقي خطاباً في أكسفورد. في الوقت ذاته كانت وزارة الخارجية الأميركية تقول أن الخلاف مع روسيا هو على «نقاط تقنية» وأن الحل يظل ممكناً. الرئيس فلاديمير بوتين زعم أن الحل على بُعد أيام فقط. وقال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون في مقال مكتوب أن اجتماع لندن «أول صورة إيجابية لسورية من دون الأسد». ليته سكت.

أرجو من القارئ أن يلاحظ التناقض بين التصريحات الرسمية، ثم أرجو أن يلاحظ أن الحديث هو عن إغاثة سكان حلب وليس عن حل شامل في سورية... يعني إذا كانوا لا يتفقون على الجزء فكيف سيتفقون على الكل.

على سبيل التذكير، الحكومة السورية والمعارضة ضمّهما اجتماع في جنيف في نيسان (أبريل) الماضي، وطبعاً لم يتمخض عن شيء، إلا أن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا صرّح مرة بعد مرة بأنه يأمل باجتماع آخر بين الطرفين خلال أسابيع، مع أنه يعرف أن اجتماع نيسان سبقته اجتماعات كلها فشِل، والحرب الأهلية في سنتها السادسة، والشيء الوحيد الأكيد هو أن المدنيين السوريين يُقتَلون كل يوم، أو يُهجَّرون.

أشعر بيأس مطبق مع أنني قضيت العمر أحاول التفاؤل، وأقرأ عن مؤتمر هذا الأسبوع في رعاية الأمم المتحدة للدول التي تعارض استعمال القنابل العنقودية، فهي دانت بشدة استعمال هذه القنابل في سورية، وهذا بعد أن أعلنت آخر شركة في العالم تنتج هذه القنابل، وهي أميركية، قراراً بالتوقف عن صنعها.

ما هو الحل. اتفاق أميركي - روسي يغطي المنطقة كلها؟ إذا اتفقا أو اختلفا نحن الضحية. إلا أنني لا أرى الاتفاق آتياً وإنما أرى استمراراً للمأساة الإغريقية في سورية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية مأساة إغريقية مستمرة سورية مأساة إغريقية مستمرة



GMT 23:00 2021 السبت ,08 أيار / مايو

أخبار من سورية وفلسطين

GMT 17:06 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يريد الاحتفاظ بنفط سورية

GMT 16:57 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دونالد ترامب لن ينسحب من سورية

GMT 12:19 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إذ يقصّ علينا قاسم سليماني قصّة حربـ«نا»

GMT 06:43 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

عيون وآذان (أخبار أجدها مهمة)
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:24 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

اجتماع للحكومه اليمنية للوقوف على الأوضاع الراهنة في تعز

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen