مرشحو دونالد ترامب للمناصب العليا في إدارته القادمة يتراوحون بين سيئ وأسوأ منه، وربما استثنيت ريكس تيلرسون مرشحه لمنصب وزير الخارجية الذي سأتحدث عنه في النصف الثاني من هذا المقال.
هناك ثلاثة جنرالات في الإدارة المقبلة، وجيمس ماتيس عين وزيراً للدفاع مع أن لقبه «الكـَلْب الكـَلِب» وترامب استعمل هذا اللقب وهو يتحدث عن تعيينه. هو خصم لإيران وعنده ملاحظات على الاتفاق النووي معها، وإلى درجة أنه اختلف مع إدارة أوباما بسببها.
الجنرال الآخر جون كيلي اختير لمنصب وزير الأمن الوطني، وله موقف معلن ضد قضايا العرب والمسلمين.
ثم هناك الجنرال مايكل فلين الذي عين مستشاراًَ للأمن القومي وهو منصب شغله قبله هنري كيسنجر وزبغنيو بريجنسكي وكوندوليزا رايس. فلين له موقف حقير جداً من الإسلام والمسلمين وإلى درجة أنني لا أستطيع أن أختار منه شيئاً.
ماذا يجمع بين هؤلاء الجنرالات؟ كل منهم يرى أن الجماعات الإسلامية وإيران من أشد الأخطار على الولايات المتحدة، وهذا الكلام ليس لي بل ورد في عنوان مقال عنهم في «واشنطن بوست».
هل أزيد؟ عضو الكونغرس مايك بومبيو هو مرشح ترامب لرئاسة وكالة الاستخبارات المركزية. هو متطرف رفض الاتفاق النووي مع إيران، ودعا إلى إعدام إدوارد سنودون بعد تسريبه وثائق سرية أميركية.
وضاق المجال فأزيد اختيار ترامب لولاية حماية البيئة المدعي العام في أوكلاهوما سكوت برويت الذي يرفض إصرار العلماء على تغيير حرارة الطقس وخطر ذلك على البيئة، والسناتور جيف سيشنز لمنصب المدعي العام الأميركي. هو متهم بالعنصرية و144 منظمة عارضت تعيينه وأيده ليكود أميركا ما يعني أنه عنصري متطرف.
ما سبق كله لا يقاس شيئاً بردود الفعل على قرار دونالد ترامب اختيار ريكس تيلرسون، رئيس شركة النفط إكسون موبيل، لمنصب وزير الخارجية.
هو «متهم» بأنه صديق روسيا، وصديق الرئيس فلاديمير بوتين شخصياً، وقد منحته روسيا وسام الصداقة فأقرأ مقالات تشرح خلفية علاقاته الروسية.
في سوء ما سبق أو أسوأ أنه «متهم» بعلاقات حسنة مع مسؤولين في دول الخليج. طبعا هو رئيس شركة نفط كبرى، ودول الخليج تنتج أكبر جزء من النفط في العالم، والعلاقة واضحة الأسباب... إلا لعصابة الحرب والشر الإسرائيلية في الولايات المتحدة.
أقرأ في جريدة إسرائيلية مقالاً عنوانه «خيار ترامب لوزارة الخارجية له علاقات قوية مع الخليج وليس مع إسرائيل». ماذا تنتج إسرائيل؟ الموت لأهل فلسطين. هذا ليس صناعة يتقنها رئيس إكسون موبيل. مقال آخر كان عنوانه: اختيار ترامب ريكس تيلرسون وزيراً للخارجية يقلق الجماعات اليهودية. أقول إن شاء الله، فالمطلوب من وزير خارجية الولايات المتحدة أن يعمل لبلاده لا أن يعمل لدولة الجريمة والاحتلال والاستيطان. وحمل مقال آخر العنوان: أنصار إسرائيل قلقون لأن خيار ترامب لوزارة الخارجية له مواقف ضد إسرائيل. أقول إنني أرجو أن تستمر هذه المواقف.
كانت هناك مقالات أخرى إلا أنها جميعاً تعكس وجهات نظر اللوبي وأنصار إسرائيل الآخرين في الولايات المتحدة لا أي مصلحة أميركية، فأركان عصابة طابور خامس يخون «بلاده» كل يوم.
الميديا الأميركية الأخرى، أي التي ليست عميلة لإسرائيل، قلقة من الجنرالات في الإدارة المقبلة، ومن مواقف معلنة لهؤلاء الجنرالات، وهي محقة عندما نرى أن الجنرالات قد لا يستطيعون الترويج لمصالح بلادهم أو حمايتها.
المصدر : صحيفة الحياة
أرسل تعليقك