بقلم - جهاد الخازن
قرأت أن كل الوارثات جميلات. وبالمعنى نفسه: جمال المرأة بقدر ثروتها.
علو المركز الاجتماعي للمرأة نوع آخر من الجمال. طبعاً الحب جميل لكن يلغيه الجوع أو التقدم في السن. بكلام آخر، إذا دخل الفقر من الباب خرج الحب من الشباك.
أبقى مع الجمال فهو شيء تجتذب به المرأة الرجل العازب وترعب زوجها. طبعاً المرأة الجميلة يجب أن تكسر المرآة قبل أن تشيخ. عمليات التجميل تنجح لمدة قصيرة، ثم تصبح دليلاً على أن المرأة لجأت اليها.
المرأة ترى نفسها جميلة حتى إذا لم تكن جميلة فعلاً، وهي بالتالي متكبرة. الرجل متكبر بطبيعته إلا أنه متواضع علناً لأنه يعيش مع الناس. طبعاً الذي يحب نفسه لن يجد منافساً له.
الذوق في اختيار الأزياء المناسبة يزيد من جمال المرأة. وثمن الأزياء يدفعه الأغنياء طوعاً والفقراء على الرغم منهم، والاثنان يفعلان ذلك إرضاء لنسائهم.
طبعاً الزواج فخ تنصبه الشابة للمعجبين بها. وهي عادة ما تنجح في النهاية في اصطياد أحدهم. أصعب ما تواجه الشابة أن تثبت لرجل الأحلام أن نواياه جدية. هناك أذكياء من بين الرجال يقاومون الزواج، وقد يشيخون من دونه. ثم هناك مَن يتزوج وهو في الثمانين بنتاً جميلة في الثامنة عشرة من عمرها. هو يعتقد أنه سيعيش الى الأبد وهي تنتظر أن يموت لترثه. هو لو عمّر حتى المئة سيموت وهي في الثامنة والثلاثين، أي في عزّ الشباب ومغرياته.
أقول إن المرأة التي لها مستقبل تتحاشى الرجل الذي له ماضٍ.
قرأت أن أسوأ ما في الحب أنه جريمة بحاجة الى طرف ثانٍ لتُرتكب. أقول للرجل الذي لا يعرف كيف يحب إنه يجب أن يعرف كيف ينافق. هو أيضاً يجب أن يعرف أن المرأة دائماً أكبر من السن الذي تبدو عليه.
أجمل ما في الحب الأول أن طرفيه لا يدركان أنه سينتهي. هو شيء لا يبقى منه سوى الذكرى التي تزيد أو تنقص كما يريد كل من طرفي ذلك الحب الأول. قرأت أن الحب ثم الزواج لا نهاية سعيدة له. أعرف كثيرين أحبوا وتزوجوا وعاشوا في سعادة لذلك أعتقد أن الذي تنبأ بنهاية غير سعيدة هو زوج أو ما يبقى من العاشق بعد الزواج.
طبعاً أجمل ما في الزواج الناجح أن الزوجة تشارك زوجها همومه، وهي هموم ما كانت وُجِدت لو انه لم يتزوجها. طبعاً الحب شيء مثالي، والزواج شيء عملي، والطلاق أو الموت شيء نهائي.
أرى أن الزواج هو المغامرة الوحيدة التي يمارسها الجبناء. وأقول للشجاع والجبان إن المهم ألا يُضبط متلبساً، فالزوجة ليست أسوأ من غيرها، وزوجة الجار ليست أفضل أو أجمل أو أذكى. الحذر واجب، خصوصاً في الغرب حيث إذا أثبتت المرأة أن زوجها خانها تحكم لها المحكمة بملكية البيت والسيارة والأولاد. وقد تترك للزوج ثيابه.
أقمت في الولايات المتحدة سنوات وأنا أدرس في جامعة جورجتاون في واشنطن. وكان لي أصدقاء من السياسيين، وأجريت مقابلة للرئيس جيمي كارتر في أتلانتا. قال لي عضو من أصل عربي في مجلس الشيوخ إن عضو مجلس النواب أو مجلس الشيوخ لا يحضر الجلسات بانتظام إلا بعد أن يتزوج وتختفي الهالة المحيطة به. ربما كان هذا صحيحاً عندهم إلا أنني لم أره في البرلمان اللبناني حيث عرفت دائماً عدداً كبيراً من الأعضاء.
في النهاية، الزواج يانصيب يضيع فيه الرجل حريته والمرأة سعادتها. وأرجو من طرفي الزواج ألا ينسيا أن الزواج مثل اليانصيب فالفائز أو الفائزون قلّة مقابل ألوف بل مئات الألوف من الخاسرين.
طبعاً إذا بدت المرأة حزينة بعد الزواج فهذا لا يعني أنها خسرت في الحب. هي ربما تزوجت من أحبت ثم اكتشفت له طبيعة غير ما عرفت عنه والغرام يضع قناعاً على الحقائق.
أتمنى لقدامى المحاربين مثلي راحة البال وللذين على عتبة الزواج سنوات من السعادة.
أرسل تعليقك