آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

(أوباما ومشاكل إرثه السياسي)

اليمن اليوم-

أوباما ومشاكل إرثه السياسي

جهاد الخازن
بقلم : جهاد الخازن

قبل أشهر كان هناك حديث عن أن الرئيس باراك أوباما، في الأشهر الأخيرة له في البيت الأبيض، سيضمّن خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كلاماً عن عملية السلام في الشرق الأوسط وقيام دولة فلسطينية مستقلة. هذا الحديث تراجع الآن وحلّ محله تلميح إلى إلغاء مبدأ استعمال الولايات المتحدة السلاح النووي قبل غيرها في أي مواجهة عسكرية كبرى حول العالم.

الرئيس أوباما يريد أن يصبح موقفه من السلاح النووي جزءاً من إرثه السياسي إلا أن دولاً حليفة للولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ من تغيير سياسة أميركية عمرها عقود وعقود، ويبدو أن اتصالات سرية جرت فقد أعربت بريطانيا وفرنسا واليابان وكوريا الجنوبية عن تخوفها من أن يشجع الموقف الأميركي الجديد دولاً تمارس سياسات عدوانية معلنة على تنفيذ هذه السياسات.

كوريا الشمالية لها قدرة نووية، وتجرب بين حين وآخر صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل سلاح نووي، وهي قادرة على إيقاع أذى بالغ بمحيطها، خصوصاً بكوريا الجنوبية واليابان. الموقف الأميركي المعلن عن استعمال السلاح النووي في مواجهة قبل أي طرف آخر كان موقف ردع وتحذير، وإلغاؤه سيشجع على العدوان في رأي حلفاء الولايات المتحدة.

الرئيس أوباما يريد إلغاء الالتزام الأميركي باستعمال السلاح النووي كجزء من قرارات عدة تدعم برنامج الحدّ من انتشار السلاح النووي حول العالم الذي دعمته إدارة أوباما بقوة في السنوات السبع الأخيرة.

في الأصل كان قرار استعمال السلاح النووي أولاً، أو قبل أي طرف آخر، هدفه مواجهة غزو الاتحاد السوفياتي أوروبا، وتقليص احتمالات عدوان صيني أو كوري شمالي. إلا أن الوضع يختلف كثيراً الآن عنه في السابق، فالاتحاد السوفياتي سقط، والصين تمارس التجارة حول العالم وهي ناجحة جداً في عملها هذا، وكوريا الشمالية أقل أهمية من أن تبرر سياسة أميركية ظاهرها الدفاع عن الغرب وباطنها عدواني.

معارضو هذه السياسة يقولون إن حلفاء الولايات المتحدة في خطر كبير بسببها لأنها تشجع أعمالاً انتقامية على مجال واسع فتستعمل دول ومنظمات إرهابية أسلحة كيماوية وبيولوجية ضد دول حليفة، ولعل كوريا الجنوبية واليابان أول مَنْ سيدفع ثمن مواجهة بالسلاح النووي.

أيضاً المعارضون يقولون إن الرئيس أوباما قادر على بدء سحب 550 سلاحاً نووياً وخفض مخزون يضم حوالى ألف رأس نووي إستراتيجي. بعض هذه الأسلحة في أوروبا وسحبها يقلل الخطر على الحلفاء من رد فعل بسلاح مماثل أو سلاح كيماوي، ويوفر على الولايات المتحدة أكثر من مئة مليون دولار في السنوات المقبلة.

كنت، كمواطن عربي، آمل بأن يضم خطاب الرئيس الأميركي الأسود في الأمم المتحدة إشارة إلى الدولة الفلسطينية المرجوّة، إلا أن ما قرأت في الأيام الأخيرة لا يشير إلى شيء من هذا بل إلى رغبة الرئيس في بناء أرث «ممكن» بدل خوض مواجهة مع إسرائيل والكونغرس يؤيد سياستها الإرهابية.

الرئيس أوباما أنجز كثيراً في السنوات الأخيرة وهو استغل قدرته الرئاسية واستعمل القرارات الرئاسية 560 مرة حتى الآن لتنفيذ مشاريع عارضها الكونغرس ولكن فشل في جمع غالبية كافية لنقضها. الرئيس أوباما استعمل القرارات هذه لإطلاق برنامج الرعاية الصحية وبرنامج الحوافز الاقتصادية بمبلغ 800 بليون دولار لتنشيط الاقتصاد الأميركي بعد أن تركته إدارة جورج بوش الابن يعاني بسبب حروب عدوانية على بلدان عربية ومسلمة استدانت من الصين وغيرها لتمويلها.

إرث باراك أوباما يفترض أن يكون جيداً، إلا أن ما سيكتب عنه بعد رحيله سيكون مختلطاً لأن إسرائيل وأنصارها لن يغفروا له موقفه من بنيامين نتانياهو وحكومته الإرهابية. أرى هذا الموقف مجرد كلام خلا من أي إيجابية تفيد الضحية، أي أهل فلسطين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوباما ومشاكل إرثه السياسي أوباما ومشاكل إرثه السياسي



GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen