آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

مَن حلّ الجيش العراقي واجتثّ البعث؟

اليمن اليوم-

مَن حلّ الجيش العراقي واجتثّ البعث

حازم صاغية
بقلم : حازم صاغية

في أواخر 2014، أجرت قناة «العربية»، ممثلةً بالزميل طاهر بركة، مقابلة بُثت على خمس حلقات مع بول بريمر، ضمن برنامج «الذاكرة السياسية». وبريمر، الذي عُين مندوباً رئاسياً أميركياً في العراق بعد حرب 2003، بات يحظى بشهرة عربية ذائعة بوصفه الرجل الذي هندس «اجتثاث البعث» وطبقه، كما حل الجيش العراقي بقرار شهير وقعه بقلمه.

ومعروف أن الحل والاجتثاث، وبعدهما إعدام صدام بالطريقة الانتقامية الشهيرة، اضطلعت بأدوار بارزة في تفجر الصراع الطائفي، وفي نشأة «داعش» تالياً.

أما في مقابلة «العربية» التي تناولت في حلقتيها الأوليين اجتثاث البعث وحل الجيش، ففي أولاهما قال بريمر إن مئة قيادي عراقي معارض طلبوا من واشنطن، قبل حرب 2003، تخليص العراق من البعث لا من صدام وحده. ثم أضاف المبعوث الأميركي أن الخطة، كما ظهرت بعد الحرب، شاءت أن يقتصر الاجتثاث على 1 بالمئة فقط هم قيادات الحزب العليا، إلا أن التنفيذ العراقي لها اتخذ منحى آخر.

وجدير بالذكر أن قيادات شيعية هي التي تولت التنفيذ بأكثر المعاني توسعاً وسخاء، حتى درج القول إن اجتثاث البعث غدا اجتثاثاً للسنة في العراق. ولئن تردد اسم الراحل أحمد الجلبي بوصفه صاحب الفكرة، فقد تم تداول اسمه ككبش محرقة مذنب وسط آخرين منزهين.

أهم من ذلك ما ورد في الحلقة الثانية على لسان بريمر من أن القادة الأكراد والشيعة اعترضوا على «إعادة استدعاء» جيش صدام وهددوا بالانفصال عن العراق في حال تم ذلك.

لم يظهر بين سياسيي العراق وقادته من يكذب بريمر، لكنْ مع هذا، لم يُصحَّح الانطباع الشائع من أن ذاك المبعوث الأميركي هو وحده من اجتث البعث وحل الجيش بمحض إرادته، فيما بقية العراقيين أبرياء تماماً من دم العراق.

أما إعدام صدام يوم عيد الأضحى، وفي الكرادة، وعلى بعد أمتار من الاحتفال بزفاف نجل نوري المالكي، رئيس الحكومة آنذاك، فظل الحدث الأوحد الذي حالت فداحته الطائفية دون إلصاقه بالأميركيين وحدهم.

في الأحوال كافة، فبعض العراقيين هم من يحكمون بلدهم اليوم. وبعد سنوات على الجلاء الأميركي عنه، وقبل أيام تحديداً، أصدر مجلس نوابهم قانوناً يحظر البعث تماماً ويفرض العقوبات على مؤيديه ومروجيه، فيما أقر تشكيل محاكم خاصة للنظر في «الجرائم» التي أوردها ذاك القانون.

أما الجيش، فبدل حله أعيد تكوينه بالطريقة التي نعلم، والتي اختُبرت إبان استيلاء «داعش» على الموصل. لكنْ، أيضاً قبل أيام، قرر رئيس الحكومة حيدر العبادي ضم ميليشيات «الحشد الشعبي» الطائفية (150 ألف مقاتل و42 ميليشيا، وقرارها لقاسم سليماني) رسمياً إلى الجيش المعاد بناؤه. وهي الخطوة التي تقطع بأن المرغوب في العراق جيش شيعي صافٍ، ولبلوغ هذا الهدف وجب حل الجيش ذي القيادة السنية الذي كانه جيش صدام.

كل ذلك يمر علينا مرور الكرام، فلا يعدل شيئاً في التأويل الشائع من أن العراق ظل بألف خير إلى أن قدم الأميركيون حاملين إليه الكوارث على أنواعها، لا سيما تعليمه الطائفية! والحال أن الأميركيين مسؤوليتهم مؤكدة وكبيرة، في الحصار الذي سبق الحرب، وفي الحرب نفسها، وفي سجن أبو غريب، وفي قلة الإعداد لـ «اليوم التالي» التي تحدث عنها تقرير تشيلكوت، لكن مسؤوليتهم الأكبر أنهم وثقوا بالنخبة العراقية هذه واحترموها وعملوا بموجب ما تسديه من نصائح. وهي، على ما بات واضحاً جداً، عصابة قتل ولصوصية وفساد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَن حلّ الجيش العراقي واجتثّ البعث مَن حلّ الجيش العراقي واجتثّ البعث



GMT 13:32 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

احتراماً لـ«جمهور المقاومة»

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

المشرق العربيّ: الانهيار وقد اكتمل!

GMT 12:04 2020 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

مطلوب: مدحت باشا لبنانيّ

GMT 04:54 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عن مسارات «الزعامة» في لبنان

GMT 10:10 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عبد الكريم قاسم وطريق الوطنيّة الصعب في العراق
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen