آخر تحديث GMT 08:03:06
الجمعة 25 نيسان / أبريل 2025
اليمن اليوم-
أخر الأخبار

القضيّة الفلسطينيّة: لا هذا ولا ذاك!

اليمن اليوم-

القضيّة الفلسطينيّة لا هذا ولا ذاك

بقلم - حازم صاغية

عقود عاشت القضيّة الفلسطينيّة بوصفها مثال الوضوح القاطع الذي لا يشوبه غموض ولا تشوّش. لفظيّاً على الأقلّ، كانت «قضيّة العرب الكبرى» و «قضيّة الوجود لا الحدود» و «القضيّة المركزيّة» و «القضيّة التي يتقرّر موقفنا من دول العالم على ضوء موقفها منها»، وطبعاً «البوصلة». البعض ببراءة ردّدوا هذه العبارات. البعض بخبث ردّدوها بعدما صنعوها.

تعاقبت الأحداث والتطوّرات التي خلخلت هذه الصورة: من الصلح المصريّ – الإسرائيليّ إلى الصلح الأردنيّ – الإسرائيليّ إلى الصلح الفلسطينيّ – الإسرائيليّ. الحروب الأهليّة في العالم العربيّ، وكثير منها ارتبط بفلسطين وإسرائيل، خفّفت من وهج القضيّة. الثورات العربيّة وما تلاها من نزاعات وثورات مضادّة انتزعت منها بعض ما تبقّى من ضوء.

الآن: بنيامين نتانياهو يزور سلطنة عُمان. تطبيع رياضي مع أكثر من دولة. مصر تتوسّط بين الفصائل الفلسطينيّة في غزّة وإسرائيل. الأردن اختلف مع إسرائيل لكنّ الخلاف يدور حول ملحقين في معاهدة السلام ونظام خاصّ للاستثمار في جيبين صغيرين. مشروع «صفقة القرن» لتصفية القضيّة الفلسطينيّة يلوح في الأفق. الإيرانيّون والأتراك – الذين ينوون دائماً الصلاة في المسجد الأقصى – خفّفوا مؤخّراً من غلوائهم الإيمانيّة.

فلسطينيّاً، سلطة رام الله، التي ترتبط بالتنسيق الأمنيّ مع الإسرائيليّين، تعاني الإفقار السياسيّ المطلق لكنّها تحرص، مع هذا، على عدم سلوك الطريق الراديكاليّ. «حماس» تطلق صواريخها ظانّةً أنّها تفضي بها إلى موقع في عمليّة سياسيّة ما. «الجهاد الإسلاميّ» تزايد على «حماس» بالمعنى نفسه الذي تزايد فيه «حماس» على «فتح» وسلطتها.

القضيّة الفلسطينيّة التي كانت كلّ شيء، أو وُصفت كذلك، تكاد تصبح لا شيئاً. من قضيّة العرب الكبرى إلى قضيّة هي بالكاد فلسطينيّة. محلّ الوضوح القاطع حلّ، في أحسن الحالات، غموض مقيم.

لا هذا ولا ذاك... علماً أنّ الكثير من هذا جاء من ذاك. القضيّة الفلسطينيّة ليست كلّ شيء، لكنّها ليست لاشيئاً. ليست القضيّة الوحيدة والفريدة، ولا هي المركز لمحيط غير موجود. لكنّها قضيّة حقّ وعدل في مواجهة احتلال للأرض وطمس للهويّة واستبداد بالسكّان. فوق ذلك اعتباران: إسرائيل، كطاووس نوويّ أوحد في المنطقة، أمر مقلق لدول المنطقة، ومسؤوليّة العرب عن وصول الموضوع الفلسطينيّ إلى ما وصل إليه أمر ملزم أخلاقيّاً لدول الجوار وشعوبها.

الخوف اليوم، بعد هزيمة الثورات ومشاريعها الوطنيّة والديموقراطيّة، أن ننتقل إلى روايتين عابثتين: واحدة تريد أن ترتاح كلّيّاً من قضيّة الفلسطينيّين باسم «صفقة القرن» أو ما يشبهها، وأخرى تريد بعث تلك القضيّة بالمعنى اللفظيّ القديم، مراهنةً على خواء التحوّلات العربيّة والفشل المرجّح للوعود والصفقات الدوليّة.

معادلتا «القضيّة هي كلّ شيء» و «القضيّة هي لا شيء» هما وجها عملة واحدة وتعبيران عن فكر واحد وعن مَكر واحد مشطور نصفين. مع هذا فاجتماع المعادلتين في الوقت نفسه، في المكان نفسه، قد يكون مصدراً لمزيد من الكوارث التي لا تحتملها المنطقة، وطبعاً لا يحتملها الفلسطينيّون.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القضيّة الفلسطينيّة لا هذا ولا ذاك القضيّة الفلسطينيّة لا هذا ولا ذاك



GMT 05:21 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجود الروسي في سوريا: الأهداف المعلنة وغير المعلنة

GMT 05:13 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«شيك أب» آذاري عن حال الديمقراطية!

GMT 05:08 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الفلسطينيون كشفوا زيف اسرائيل

GMT 07:01 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

خطران يتهددان العالم العربي إيران والإخوان

GMT 06:34 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

عيون وآذان ( الوضع في سورية من سيء الى أسوأ)
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:40 2021 السبت ,17 تموز / يوليو

كيف يتعامل كل برج من الأبراج مع الطلاق

GMT 01:20 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة مي عز الدين تشبّه والدتها بالحياة والأكل والشرب

GMT 11:25 2017 الأحد ,30 تموز / يوليو

طريقة سهلة لتحضير كيكة التفاح بالزبيب

GMT 15:38 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

Ford تطلق وحش الطرق الوعرة

GMT 23:48 2016 الأربعاء ,28 أيلول / سبتمبر

أفكار مبتكرة وعصرية لوضع سفرة في الشرفة

GMT 03:20 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تيريزا ماي تنكر انقسام مجلس الوزراء حول بوريس جونسون

GMT 09:17 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد ليزي كيك في خُطوات سهلة وسريعة

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر

GMT 20:26 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إتيكيت كتابة الإيميل و طريقه تعاملك مع الاشخاص
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen