آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

القضيّة الفلسطينيّة: لا هذا ولا ذاك!

اليمن اليوم-

القضيّة الفلسطينيّة لا هذا ولا ذاك

بقلم - حازم صاغية

عقود عاشت القضيّة الفلسطينيّة بوصفها مثال الوضوح القاطع الذي لا يشوبه غموض ولا تشوّش. لفظيّاً على الأقلّ، كانت «قضيّة العرب الكبرى» و «قضيّة الوجود لا الحدود» و «القضيّة المركزيّة» و «القضيّة التي يتقرّر موقفنا من دول العالم على ضوء موقفها منها»، وطبعاً «البوصلة». البعض ببراءة ردّدوا هذه العبارات. البعض بخبث ردّدوها بعدما صنعوها.

تعاقبت الأحداث والتطوّرات التي خلخلت هذه الصورة: من الصلح المصريّ – الإسرائيليّ إلى الصلح الأردنيّ – الإسرائيليّ إلى الصلح الفلسطينيّ – الإسرائيليّ. الحروب الأهليّة في العالم العربيّ، وكثير منها ارتبط بفلسطين وإسرائيل، خفّفت من وهج القضيّة. الثورات العربيّة وما تلاها من نزاعات وثورات مضادّة انتزعت منها بعض ما تبقّى من ضوء.

الآن: بنيامين نتانياهو يزور سلطنة عُمان. تطبيع رياضي مع أكثر من دولة. مصر تتوسّط بين الفصائل الفلسطينيّة في غزّة وإسرائيل. الأردن اختلف مع إسرائيل لكنّ الخلاف يدور حول ملحقين في معاهدة السلام ونظام خاصّ للاستثمار في جيبين صغيرين. مشروع «صفقة القرن» لتصفية القضيّة الفلسطينيّة يلوح في الأفق. الإيرانيّون والأتراك – الذين ينوون دائماً الصلاة في المسجد الأقصى – خفّفوا مؤخّراً من غلوائهم الإيمانيّة.

فلسطينيّاً، سلطة رام الله، التي ترتبط بالتنسيق الأمنيّ مع الإسرائيليّين، تعاني الإفقار السياسيّ المطلق لكنّها تحرص، مع هذا، على عدم سلوك الطريق الراديكاليّ. «حماس» تطلق صواريخها ظانّةً أنّها تفضي بها إلى موقع في عمليّة سياسيّة ما. «الجهاد الإسلاميّ» تزايد على «حماس» بالمعنى نفسه الذي تزايد فيه «حماس» على «فتح» وسلطتها.

القضيّة الفلسطينيّة التي كانت كلّ شيء، أو وُصفت كذلك، تكاد تصبح لا شيئاً. من قضيّة العرب الكبرى إلى قضيّة هي بالكاد فلسطينيّة. محلّ الوضوح القاطع حلّ، في أحسن الحالات، غموض مقيم.

لا هذا ولا ذاك... علماً أنّ الكثير من هذا جاء من ذاك. القضيّة الفلسطينيّة ليست كلّ شيء، لكنّها ليست لاشيئاً. ليست القضيّة الوحيدة والفريدة، ولا هي المركز لمحيط غير موجود. لكنّها قضيّة حقّ وعدل في مواجهة احتلال للأرض وطمس للهويّة واستبداد بالسكّان. فوق ذلك اعتباران: إسرائيل، كطاووس نوويّ أوحد في المنطقة، أمر مقلق لدول المنطقة، ومسؤوليّة العرب عن وصول الموضوع الفلسطينيّ إلى ما وصل إليه أمر ملزم أخلاقيّاً لدول الجوار وشعوبها.

الخوف اليوم، بعد هزيمة الثورات ومشاريعها الوطنيّة والديموقراطيّة، أن ننتقل إلى روايتين عابثتين: واحدة تريد أن ترتاح كلّيّاً من قضيّة الفلسطينيّين باسم «صفقة القرن» أو ما يشبهها، وأخرى تريد بعث تلك القضيّة بالمعنى اللفظيّ القديم، مراهنةً على خواء التحوّلات العربيّة والفشل المرجّح للوعود والصفقات الدوليّة.

معادلتا «القضيّة هي كلّ شيء» و «القضيّة هي لا شيء» هما وجها عملة واحدة وتعبيران عن فكر واحد وعن مَكر واحد مشطور نصفين. مع هذا فاجتماع المعادلتين في الوقت نفسه، في المكان نفسه، قد يكون مصدراً لمزيد من الكوارث التي لا تحتملها المنطقة، وطبعاً لا يحتملها الفلسطينيّون.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القضيّة الفلسطينيّة لا هذا ولا ذاك القضيّة الفلسطينيّة لا هذا ولا ذاك



GMT 05:21 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجود الروسي في سوريا: الأهداف المعلنة وغير المعلنة

GMT 05:13 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«شيك أب» آذاري عن حال الديمقراطية!

GMT 05:08 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الفلسطينيون كشفوا زيف اسرائيل

GMT 07:01 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

خطران يتهددان العالم العربي إيران والإخوان

GMT 06:34 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

عيون وآذان ( الوضع في سورية من سيء الى أسوأ)
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 02:30 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 12:44 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

إنتاج أميركا من النفط سيرتفع لأكثر من 12 مليون برميل يوميًا

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق جديدة من أجل تنظيف أدوات الطهي الزجاج

GMT 15:42 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5,6 درجة على مقياس ريختر يضرب الساحل الغربي لتايوان

GMT 20:49 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ارسنال يخفض سعر سانشيز بعد اقتراب نهاية عقده
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen