آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

خيار واحد وحيد للنظام الإيراني

اليمن اليوم-

خيار واحد وحيد للنظام الإيراني

بقلم :خير الله خير الله

التعامي عمّا يدور في سوريا أو في الداخل الإيراني لا ينقذ النظام الإيراني الذي لم يعد أمامه سوى خيار واحد وحيد.

من أغرب ما نشهده في هذه الأيام من خلال بعض الصحافة العربية وقسم من الإعلام ذلك التعامي المقصود عن الذي يحصل في إيران. كلّ ما يحصل في إيران لا يعني شيئا بالنسبة إلى صحف كثيرة ووسائل إعلام ذات توجهات معيّنة. تسعى هذه الصحف ووسائل الإعلام بكل الوسائل إلى التغطية على الحدث الإيراني الذي لا يوازيه في الأهميّة سوى ذلك التكالب على درعا وأهلها بتواطؤ أميركي – روسي – إسرائيلي.

ماذا يحدث في إيران؟ الجواب لدى الذين يسعون إلى التعامي عن الحدث الإيراني هو أن لا شيء يحدث هناك. يشبه جوابهم ذلك الذي كان يصدر عن شخصيات لبنانية كانت تعتقد في العامين 2011 و2012 أن لا شيء يحدث في سوريا وأنّه لن تمرّ سوى أيّام قليلة ويغلق الملفّ السوري وتعود الأمور إلى طبيعتها ويعود بشّار الأسد يحكم سوريا وكأنّ شيئا لم يكن.

مرّت خمس سنوات على الوعود بعودة الأوضاع في سوريا إلى ما كانت عليه. لم يحدث شيء من هذا القبيل. كلّ ما حدث هو أن سوريا صارت تحت خمسة احتلالات، هي الإيراني والأميركي والروسي والإسرائيلي والتركي.

نعم، لا يحدث شيء في سوريا، كما لا يحدث شيء في إيران باستثناء أنّ إيران تحولت إلى بلد مفلس وأنّها لا تستطيع الخروج من سوريا كما هو مطلوب منها أن تفعل. يعود ذلك إلى سبب في غاية البساطة. الخروج من سوريا هو خروج النظام من طهران أيضا.

في الواقع، لا يمكن الفصل بين الهجمة التي تستهدف درعا وتصوير هذه الهجمة بأنها انتصار لـ”جبهة الممانعة” من جهة والوضع الداخلي الإيراني الذي دخل مرحلة جديدة من جهة أخرى.

يمكن الكلام عن مرحلة جديدة في إيران، خصوصا بعد انتقال الإضرابات والاحتجاجات إلى بازار طهران. على الرغم من أن تركيبة البازار تغيّرت في السنوات التسع والثلاثين الأخيرة، هي عمر الثورة التي أطاحت بنظام الشاه في العام 1979، لكنّ ما لا يمكن تجاهله أن إضراب البازار لعب دورا حاسما في حمل الشاه على الاستقالة.

يسمح هذا التكالب على درعا لميليشيات مذهبية تابعة لإيران بالتقدم في اتجاه المدينة التي ترمز إلى الثورة السورية. يرتدي هؤلاء بزّات الجيش السوري التابع للنظام. مسموح الاعتداء على درعا والانتقام منها بسبب دورها في تفجير الثورة السورية قبل سبع سنوات. مسموح لإيران الاقتراب من الحدود الأردنية عبر أدواتها المعروفة من ميليشيات شيعية.

ما ليس مسموحا هو الاقتراب من خط وقف النار مع إسرائيل. استغلت إسرائيل الوضع في درعا والمنطقة المحيطة بها لتقدّم مساعدات إلى السوريين الهاربين في اتجاهها. صارت إسرائيل دولة تتحلّى بالإنسانية مقارنة مع ما تقوم به إيران وميليشياتها والطيران الروسي في سوريا.

لا مفرّ من رؤية الوضع كما هو. هناك حدثان كبيران يدوران حاليا في المنطقة، إلى جانب حدث كبير آخر مرتبط بمستقبل العراق في ضوء الانتخابات الأخيرة التي كشفت كم من الصعب إعادة تركيب البلد. هذان الحدثان الكبيران هما سوريا، وما يدور في الجنوب السوري تحديدا، وإيران.

إن دلّ الحدثان على شيء، فهما يدلان على أن لا مستقبل للنظام الإيراني الحالي الذي عليه الخروج من سوريا عاجلا أم آجلا. سيترتّب عليه لاحقا الخروج من طهران في غياب تسوية جديدة مع الولايات المتحدة تستند إلى شروط معيّنة. لماذا سيخرج من سوريا؟ هذا عائد إلى أن لا أحد يريده هناك. في النهاية ما الهدف من الوجود الإيراني في سوريا؟ ماذا يخدم هذا الوجود باستثناء أن سوريا جسر لتمرير السلاح إلى “حزب الله” في لبنان.

ما هو مشروع إيران في لبنان عبر “حزب الله”؟ حسنا، باتت إيران تقول إنّها تمتلك أكثرية في مجلس النوّاب اللبناني. يعتبر الجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” أن لإيران 74 نائبا من أصل 128 يتألّف منهم المجلس. ماذا ستفعل إيران بهذه الأكثرية؟ السؤال الصحيح ما الذي تستطيع عمله بهذه الأكثرية؟

ما هو النموذج الذي تستطيع إيران تقديمه للبنان كي يتمكّن النواب الـ74 الذين تدعي أنّهم لها تحقيق شيء على الأرض باستثناء نشر البؤس والفوضى والسلاح غير الشرعي والاستثمار في إثارة الغرائز المذهبية؟

المصدر : جريدة العرب 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيار واحد وحيد للنظام الإيراني خيار واحد وحيد للنظام الإيراني



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen