آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

من لحود إلى عون: فخامة السلاح

اليمن اليوم-

من لحود إلى عون فخامة السلاح

بقلم/ علي الأمين

درجت مقولة الرئيس المسيحي القوي عشية انتخاب العماد ميشال عون التي امتدت لأكثر من عامين وربما سنوات، ربما شهد لبنان بعد اتفاق الطائف نموذجاً للرئيس القوي تمثل في الرئيس المقاوم اميل لحود... ربما الأمر يحتاج إلى بعض التفسير في تحديد معنى هذه القوة ومصدرها بل حقيقتها.

مقولة الرئيس القوي التي يعتّد بها بعض المسيحيين من خلال قولهم أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون يشكل المثال لها، تبدو وهمية أكثر منها واقعية ولا تعكس في الواقع إلاّ الأوهام التي يعيشها هذا البعض. ربما التوصيف الأقرب لمقولة الرئيس القوي تكمن في ما خبره اللبنانيون في تجربة الرئيس السابق اميل لحود، فالرئيس لحود كان في زمن الوصاية السورية، يتميز عن سلفه الرئيس إلياس الهراوي المعلن للولاء الصريح للوصاية السورية، أنّه كان يردد امام زواره أنّه لا يأتمر بأمرة الوصي السوري، ولكن بعض عارفيه الذين صدّقوه، فسروا مقولته على الشكل التالي، صحيح أنّه لم يكن يتلقى اوامر مباشرة لكنه كان يعرف ماذا يريد الوصيّ، وأين هي الخطوط الحمراء التي عليه أن لا يتجاوزها، ويعلم ماذا يمكن أن يرضي غرور سلطة الوصاية فيسير به من دون إذن مباشر.
 
ربما الرئيس الجنرال ميشال عون الذي لا يطيق سلفه لحود، ولم نشهد أيّ لقاء بين الرجلين، على رغم تطابق المواقف السياسية بينهما، فإنّ مرد هذه العلاقة المقطوعة لا يعود إلاّ إلى هذا التطابق ربما في المواقف، مع اختلاف بين الرجلين هو أنّ فخامة الرئيس لحود كان تحت الوصاية السورية، فيما فخامة رئيسنا الحالي هو تحت وصاية حزب الله وبالتالي الإيرانية.
 
نظرية الرئيس لحود التي خاطب فيها المسيحيين حين وصوله إلى الرئاسة الأولى، مفادها انسوا موضوع الوصاية وانسوا السيادة، ولنكن نحن وكلاء الوصي السوري، فلماذا نترك هذه “الفضيلة” للمسلمين ونزيد من إحباطنا؟ وفي ذلك الحين خرجت أصوات عديدة روجت لهذه الفكرة ككريم بقرادوني وإيلي الفرزلي وميشال المر وغيرهم.
 
تجربة رئيس جمهوريتنا الحالي لا تختلف من حيث الجوهر، بل ربما هي استنساخ لتجربة الرئيس لحود، ولكن مع اختلاف كما سلف، في هوية الوصاية الجديدة، التي انتقلت من وصاية الأسد إلى وصاية نصرالله كوكيل شرعي لبناني للقيادة الإيرانية ولولي الفقيه. رغم أنّ السيد حسن نصرالله قالها بصريح العبارة “إنّ كل ما لدينا من إيران” في إشارة إلى ما لدى حزب الله من إمكانيات مادية وغير مادية، فهو نفسه من قال أنّنا في حزب الله لا نتلقى أوامر من الولي الفقيه فيما يخص لبنان، وهو أيضاً في مقولته هذه يردد ما قاله الرئيس لحود في شان الوصاية السورية، فالسيد نصرالله الذي يقود حزباً ذي علاقة عضوية بمنظومة ولاية الفقيه والحرس الثوري، يكتسب أهميته لدى القيادة الايرانية في كونه الأقدر على فهم متطلبات الاستراتيجية الإيرانية في الدائرة اللبنانية. وبالتالي لا يحتاج إلى تلقي الأوامر الكفوء في تقديرها من دون أن تصل إليه بشكل مباشر.
 
المدرسة هي ذاتها، رئيس الجمهورية ميشال عون يدرك ما يغضب نصرالله وما يرضيه، فما دام فخامة الرئيس لا يجد في سلاح حزب الله ما يخلّ بالسيادة الوطنية، بل أكّد على أنّه حاجة لبنانية كما ردد أخيراً عشية وأثناء زيارة القاهرة قبل أيام، لذا فهو سيبقى الرئيس القوي، القوة هنا ليست محصلة تمسكه بالدستور وبالسيادة وبمؤسسات الدولة، ولا بتمثيله المسيحي، القوة هذه هي نتاج انسجام مع الوصاية الجديدة على لبنان أو قُل قوة الصدق في تمثيل هذه الوصاية وحسن التعبير عن مصالحها.
 
لا شكّ أنّ نظرية استثمار سلاح حزب الله التي روج لها بعض السياسيين المسيحيين، هي أقرب إلى وهم غرق فيه الكثير من المسيحيين، وفي ظنّهم أنّهم بارعون في استثمار سلاح حزب الله ومقولة المقاومة والحرب على الإرهاب، من أجل تعزيز الدور المسيحي في لبنان، بينما الحقيقة التي يرغب بعض المسيحيين التعامي عنها ولا يريدون أن يصدقوها، هي أنّهم لاعبون صغاراً في منظومة حزب الله وتحت وصايته، ولا نقول “الشيعية السياسية” ذلك أنّ الشيعية السياسية المتمثلة في حزب الله كما يصف البعض، أبرز ملامح هويتها أنّها ليست طالعة من الهوية اللبنانية قدر انتمائها وولائها لمنظومة لا تعير للدول والأوطان أهمية وجودية في عقيدتها الإيديولوجية وبرنامجها السياسي.
 
السلاح غير الشرعي هو الحقيقة الثابتة في المعادلة الحاكمة في لبنان، والصوت المعترض على هذا السلاح هم السياديون الحقيقيون الذين يريدونه تحت سلطة الحكومة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية والأمنية، وسوى ذلك سيبقى هذا السلاح عنصر استقواء داخلي وعنصر تورط خارجي لحسابات إيرانية، هذه الحقيقة التي يجري التعمية عليها هذه الأيام تحت ضغط الحسابات الانتخابية والاستقواء الطائفي، ستكون وبالاً على أصحابها ولو توهموا أنّهم يستثمرون سطوة السلاح لتعزيز حضورهم، لكنهم يدركون أنّهم يشاركون في تشريع قوة مسلحة أسوة بالحشد الشعبي في العراق وميليشيا الحوثيين في اليمن، ودائما على ركام الدولة وجثة الدستور، والقانون، وقبل ذلك وحدة الشعب اللبناني وسيادته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من لحود إلى عون فخامة السلاح من لحود إلى عون فخامة السلاح



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen