آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

استعارة غير مكنيّة من «الكولاج»؟

اليمن اليوم-

استعارة غير مكنيّة من «الكولاج»

بقلم/حسن البطل

١ - غزة الـ «ميغاواط»!
قل أنك تحلق في المحطة الفضائية الدولية، لا بل قل أنك راكب في طائرة «ايرباص ٣٢٠» .. كيف ترى هذه الأرض «المكدّسة»؟
من المحطة الفضائية قد ترى سور الصين العظيم؛ ومن الطيارة قد ترى، نهاراً، جدار العزل - الفصل الهبيل، لكن ليلاً قد ترى ليس «الخط الأخضر» الممحو، بل إسرائيل الوهاجة بأنوار الكهرباء، والأراضي الفلسطينية ذات الأنوار الناعسة كأنها عنقود مجرّة صغرى.

بدءاً من الأمس قد ترى غزة كما نور المصابيح الخافتة، او «ثقب اسود» مستطيل الشكل. شركة كهرباء غزة انتقلت من الوسن الى نوم عميق ليلي.

عداد بيتك يحكي لك بلغة الكيلوواط، ومحطة غزة تحكي بلغة ميغواط، وكهرباء إسرائيل تحكي بلغة الميغاواط!
هي أولى محطات الكهرباء التي أقيمت قبل كامب ديفيد ٢٠٠٠ لتعمل بالديزل، بالسولار الصناعي، وبالغاز، وبلغ اقبال الناس على شراء أسهمها حدّاً اعادت فيه الشركة أموال صغار المساهمين اليهم.

قبل يوم من قيلولتها التي ستطول، حكت هيئة العمل الوطني أسباب الظلام، وحكت «حماس» أسبابها .. وفتش بين هذا وذاك، عن الانقسام .. وأسبابه وعقابيله!

٢ - سورية: من مقتلة الى مقتلة
ضجّ العالم، ومجلس الأمن كمان وأولاً، بما جرى في خان شيخون (خان الشيخ) من مقتلة بفعل غاز السارين.
في هذا الضجيج خفتت شهادة الجنرال كولن باول (الذي كان رئيس هيئة الاركان المشتركة) عندما شهد امام مجلس الامن، مزوداً بالصور المفبركة، ان لدى العراق اسلحة دمار شامل، ثم لما اعتذر كوزير خارجية عن «استهباله» من اجهزة المخابرات.

أيضاً، خفتت عبارات الأسف والندم على لسان توني بلير، شريك بوش - الابن، بدلاً من الاعتذار الى مجلس العموم البريطاني عن أُحبولة شرك أوقعوا فيها العراق !
زمان، كان هناك «التعتيم»، والآن صار هناك إضاءات مبهرة وبهارات للروايات الكاذبة، وضجة من الصراخ الإعلامي الذي يغذي الصراخ السياسي، الذي يغذي نار الصراع المسلح، الأهلي والإقليمي والدولي، في الملعب السوري.
روسيا تطلق صواريخها على سورية شرقا من بحر قزوين، وأميركا تطلقها عليها غربا من البحر المتوسط، وإسرائيل تغير بطائراتها من الجنوب.

مسرح مزدحم على الأرض، وسماء مزدحمة بالطائرات، والمحصلة هي اخطر صراع أهلي وإقليمي ودولي.

في حرب كوريا وحرب فيتنام لم تكن في الميدان قوات متحاربة غير جيوش أميركا والقوات المحلية، وكانت روسيا تدعم القوات المحلية بالسلاح والعتاد، وكذلك الصين.

الآن، في حروب سورية وعليها، فإن لموسكو وواشنطن؛ لايران وتركيا؛ لدول الخليج قوات تدعم هذا الطرف او ذاك .. مطحنة!
في النتيجة، مليونان ونصف من الأولاد خارج المدارس، ومدرسة من كل ثلاث خرجت من الخدمة .. والبلد خسر وتبعثر خير اجياله.

هذا صراع يختلف عن صراع دار في يوغسلافيا، لما كانت موسكو تلعق جراح انهيار المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفياتي، وانتهى بتقسيم بلاد المارشال تيتو.
من ينهار اولاً؟ «داعش» ام النظام؟ النظام ام رأس النظام؟ البلد او الشعب الذي توزع «خيره» في أماكن اللجوء، او في المقابر والخراب.
المسألة ليست داعش - الرقة او القصر الرئاسي، لكن هي مصير البلاد والشعب.

٣ - البياع صار سلطاناً
حال هذا الجناح الشرقي من العالم العربي يشبه ما يقال عن  «ثالثة الاثافي» او ان هذا الثقب الأسود الاستبدادي العربي محاط بثلاث ديمقراطيات.
في بلاد الأناضول هناك من كان «بياعاً» وصار «سلطانا» بعد انتخابات اقرب للتحول من نظام برلماني الى نظام رئاسي.
صحيح، ان الاستفتاء كان لصالح السلطان بغالبية ضئيلة، لكن هكذا هي نتائج الانتخابات تكون. صحيح أن المدن الرئيسية صوتت «لا» لكن معظم المدن الصغيرة والأرياف صوتت «نعم» اسلامية - علمانية، او بالعكس.
هل لاحظتم على كيف يجلس أردوغان عندما يستقبل كبار ضيوفه؟ خلاف الكراسي الأُخرى، فإن كرسي أردوغان كأنه سلطاني مذهب ومحفور ليعطي الأبهة والفخامة.
هذا حكم ديمقراطي علماني الشكل اسلامي المضمون، بعدما روّض اردوغان الجيش الاتاتوركي العلماني، وروّض البرلمان بالاستفتاءات.
في إيران هناك ديمقراطية إسلامية في ظلال مرشد الثورة ومجلس صيانة الدستور، وتجري انتخابات دورية للبرلمان وللرئيس، إما يكون الرئيس المنتخب مثل رافد للنظام المتزمت، وإما يأتي رئيس يكون فرعاً للنظام وشكلاً من أشكال الاعتدال.
في إسرائيل لعبة بنغ - بونغ ديمقراطية بين اليمين واليمين المتطرف، بين بقايا الصهيونية والأحزاب الصهيونية الدينية، ويناور نتنياهو بين الجميع، ليبقى رئيساً للوزراء.
هذه الديمقراطيات الثلاث على اختلافها، تملك جيوشاً قوية، واقتصاداً ناميا وقويا ايضا. مصر المرهقة لا تزاحم بأكتافها!
تختلف فيما بينها من اشكال الديمقراطية، لكن جميعها تتدخل في ما يشبه ثقبا اسود عربياً، لا يعرف انتخابات ديمقراطية حقيقية، ويعيش حروباً اهلية، تنخرط فيها جيوشه وجيوش اقليمية ودولية.
* * *
الكولاج فن رسم بالاستعانة بمواد مختلفة، وتبدو لوحة الشرق الأوسط كأنها كولاج سياسي، ديني، عسكري!
من لقيط بن يعمر الأيادي:
«يا لهف نفسي إن كانت أموركم /  شتى وأحكم أمر الناس فاجتمعا».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استعارة غير مكنيّة من «الكولاج» استعارة غير مكنيّة من «الكولاج»



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen