آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

فيلم «أكشن» أميركي قصير!

اليمن اليوم-

فيلم «أكشن» أميركي قصير

بقلم/حسن البطل

الأمر أشبه بذهابنا إلى عرض فيلم، حيث تمهّد دار السينما إلى عروض أفلامها المقبلة: قريباً، قريباً جداً. سواء كانت دعوة الرئيس ترامب للرئيس عباس ستتم «قريباً» أو «قريباً جداً»، فإن المكالمة الهاتفية الأولى بين الرئيسين استمرت نصف ساعة. وكعادة ترامب نشر الدعوة القريبة على حسابه في «تويتر»، ولفتني أن الرئيس ترامب استخدم كلمة رئيس presidant في مخاطبة الرئيس عباس.

سأرى كيف يتم الاتفاق بين الرئاستين على بروتوكول الدعوة الرئاسية. هل سيجلس الرئيسان أمام الموقدة في الغرفة البيضاوية للبيت الأبيض في حديث قصير ومصوّر؟ هل سيلي ذلك اجتماع مغلق بينهما؟ هل سيقف الرئيسان بعد الاجتماع المغلق أمام منصتين صحافيتين، وخلفهما علما البلدين؟
وقائع هذا البروتوكول قد تعطي تفسيراً لقول ترامب، خلال استضافته رئيس حكومة إسرائيل قبل زهاء الشهر: دولتان أو دولة واحدة، سيسعدني أن تتفقا على أيهما الحل.

كانت رئيسة وزراء بريطانيا، تريزا ماي، أول من أدى زيارة رسمية للرئيس الجديد للبيت الأبيض، بحكم العلاقة الخاصة والتاريخية بين الدولتين.

قبل يومين، أدى وزير خارجية بريطانيا، بوريس جونسون، زيارة لإسرائيل وفلسطين استمرت 24 ساعة، وخلالها أكد جونسون، أمام نتنياهو ثم عباس، أن لندن لا ترى حلاً سوى «الحل بدولتين» الذي صوتت لصالحه في القرار 2334، وهو ما تجنّب نتنياهو قوله أمام ترامب، في المؤتمر الصحافي المشترك، وإن كان تحدث من قبل ومن بعد زيارته لواشنطن، عن كيان فلسطيني سيكون أقل من دولة سيادية.

هذا الاسبوع، سيزور المبعوث الأميركي الرئاسي إسرائيل وفلسطين، وسيبحث جيمس غرينبلوت على الأرجح ترتيب زيارة الرئيس الفلسطيني للبيت الأبيض، وربما زيارة الرئيس ترامب للبلدين في وقت لاحق أو سابق!

في يوم دعوة ترامب لعباس، وافقت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، على تعيين ديفيد فريدمان، سفيراً في إسرائيل، المعروف عنه انحيازه لإسرائيل ومشاريعها الاستيطانية، ومعارضته لموضوعة «الحل بدولتين». الرئيس هو من يرسم والسفير هو من ينفذ!

كان الرئيس ترامب، في المؤتمر الصحافي المشترك مع نتنياهو قد نصحه بـ»إبطاء» الاستيطان، وفسّر وزير الحربية الإسرائيلي خلال زيارته أميركا أفيغدور ليبرمان الأمر بتنسيق هذا الإبطاء بالتوافق مع أميركا، وتشكيل لجنة مشتركة بهذا الخصوص، بينما طلب نتنياهو من الكنيست تأجيل نقاش طلبه رئيس «البيت اليهودي» نفتالي بينيت لضم «معاليه أدوميم» كخطوة أولى.

يتردد أن إدارة ترامب ستوضح، خلال الشهرين المقبلين، مفهومها لما يكرره الرئيس ترامب من «صفقة» تسوية سلمية تاريخية، تقود إلى سلام حقيقي إسرائيلي ـ فلسطيني.

كان ترامب، خلال حملته الانتخابية، قد تعهد بتنفيذ قرار سابق للكونغرس بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهو التعهد الذي أجل ترامب تنفيذه إلى وقت لاحق، كجزء من «الصفقة» الكبيرة، بينما هناك ترجيحات إسرائيلية وأميركية أن يتم ذلك في هذه السنة، وربما خلال زيارة ترامب لإسرائيل إبّان احتفالاتها بمرور نصف قرن على احتلال القدس وضمها باعتبارها عاصمة إسرائيل.

الاجتماع الوزاري لوزراء الخارجية العرب، قبل أيام، حذّر من مغبة خطوة كهذه، ويتوقع ان تتخذ القمة العربية المزمعة في عمان، آخر هذا الشهر قراراً بهذا المعنى.

مع أن ترامب، ومن قبله إدارة الرئيس أوباما أكدتا على دور المفاوضات المباشرة الفلسطينية ـ الإسرائيلية، وكذا فعل المؤتمر الدولي في باريس، لكن هذا مرفوق بمواكبة دولية، وقبول صريح إسرائيلي بـ «الحل بدولتين»، وهو ما أكد عليه الرئيس الفلسطيني في الاتصال الهاتفي مع الرئيس الأميركي.
«الصفقة الجيدة» يجب أن تكون مُرضية للطرفين، وهي تتطلب «تنازلات مؤلمة» من الجانبين، كما تقول الإدارة الأميركية الجديدة الأكثر قرباً من إسرائيل حسب التصريحات الرسمية الإسرائيلية.
اشار القرار الأخير لمجلس الأمن 2334 إلى مبادرة السلام العربية لعام 2003، ويقال إن الرئيس ترامب سوف يستند إليها، بينما يريد نتنياهو أن لا تبدأ من «الألف» إلى «الياء» بل على العكس.

الشيء الجوهري في الدعوة الرئاسية الأميركية لرئيس السلطة الفلسطينية أن الادعاء لدى بعض حلفاء الائتلاف الحكومي الحالي في إسرائيل يتجاهل السلطة لصالح حل إقليمي أوسع ولم تعد ذات صلة، وأن واشنطن تسلم من جديد، في حقبة ترامب، بمركزية الحل الفلسطيني ـ الإسرائيلي، في المنطقة، أي أن التسوية الإقليمية لا تبدأ بإيران، أو التحالف الإسرائيلي مع دول الاعتدال السنّي ضد الإرهاب.

منذ ربع قرن، بعد رعاية أميركا لاتفاقية أوسلو، بدأ فيلم أميركي طويل لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ويبدو أننا مقبلون، هذا العام بالذات الذي يصادف مرور نصف قرن على الاحتلال، على فيلم «أكشن» أميركي قصير، حول إخراج جديد لفيلم «الحل بدولتين» الأميركي الذي بدأ في العام 2003.
لا يمكن للفلسطينيين والعرب قبول نقل السفارة الأميركية إلى القدس، حتى إلى شطرها الغربي، دون خطوة مقابلة بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وأي «صفقة جيدة» كما يتحدث ترامب كحل للصراع قد تشمل الاعتراف الاميركي بيهودية دولة إسرائيل، وأيضاً الاعتراف الأميركي بدولة فلسطين.

لم تكن «صفقة» كامب ديفيد 2000 جيدة للفلسطينيين، فقالوا: «لا» ودفعوا الثمن لأنها لم تتحدث عن «حل الدولتين»، ولم تكن صفقة أنابوليس جيدة للإسرائيليين، ويبدو أن «صفقة» ترامب ستكون «فركة أذن» لإسرائيل ولكمة مؤلمة لفلسطين!

على نتنياهو أن يعيد تشكيل ائتلافه الحكومي أو يرحل؛ وعلى السلطة الفلسطينية أن تجد حلاً لمشكلة الانقسام الغزي لتمرّ الصفقة أو تتعثّر!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم «أكشن» أميركي قصير فيلم «أكشن» أميركي قصير



GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة من مجهول!

GMT 00:07 2019 الخميس ,07 شباط / فبراير

ترامب علي موقفه .. ومع أزماته!!

GMT 23:13 2019 الأحد ,03 شباط / فبراير

التناقضات الخمسة فى أزمة فنزويلا

GMT 00:26 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

القدس خط أحمر

GMT 04:34 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

لماذا يجىء نائب الرئيس الأمريكى لمصر؟!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:24 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

اجتماع للحكومه اليمنية للوقوف على الأوضاع الراهنة في تعز

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 01:44 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة توضح مساعدة الأنظمة الغذائية في التصدي للأمراض

GMT 12:20 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

وزارة التربية الفلسطينية تعلق الدراسة في "رام الله" و"البيرة"

GMT 04:58 2017 الأحد ,01 كانون الثاني / يناير

جاكلين عقيقي تؤكد أن "القوس" من الأبراج الأكثر تفاؤلًا

GMT 19:20 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النجم الفرنسي أوليفيه جيرو يحرز جائزة بوشكاش

GMT 13:49 2019 الخميس ,14 شباط / فبراير

عرض كارولينا هيريرا carolina Herrera 2015
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen