آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

ديبلوماسية .. بيبلوماسية.. و«برلوماسية» !

اليمن اليوم-

ديبلوماسية  بيبلوماسية و«برلوماسية»

بقلم - حسن البطل

يعكف زميلي الشاب، رمزي الطويل، على تدقيق ومراجعة مؤلفه عن «الديبلوماسية» و»البيبلوماسية». الأولى (الوفادة بالعربية) في جذورها التاريخية، وتطبيقاتها الراهنية، والثانية عن «الديبلوماسية الشعبية» التي يمارسها ساسة «شعبويون» أو أحزاب سياسية فاشية، كما تمارسها، بشكل آخر، حركات ومنظمات غير حكومية.

خطر في بالي أن أضيف إليهما ديبلوماسية شخصانية ـ بيرسونالية، وأن أصفها بـ «البرلوماسية»، وقد نجد تطبيقات حديثة لها في ثلاث دول: أميركا الترامبية، وتركيا الأردوغانية، وربما، أيضاً، في سياسة وديبلوماسية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان!
تميز هذه الديبلوماسية ـ الشخصانية بين زعامة الرجل القوي، العادل أو المستبد، وبين الزعيم الشعبي المحبوب، صاحب الجاذبية أو «الكاريزما».

كان عبد الناصر زعيماً شعبياً ـ كاريزماتياً، كما شأن عرفات، أو كاسترو، أو مانديلا. أما أنور السادات، بطل حرب أكتوبر 1973، فقد مارس ديبلوماسية ـ شخصانية في قراره المفاجئ بزيارة القدس المحتلة، وإلقاء «خطاب تاريخي» في الكنيست، ما أثار عليه غضباً شعبياً عربياً، واستقالة بعض كبار مساعديه احتجاجاً.

قيل وسيُقال الكثير في تفسير شخصانية الرئيس ترامب وأسبابها الأميركية، وولعه بـ «التويتر» بصفته مدير شركة سابقاً، ومدراء الشركات الأميركية «يطردون» موظفيهم ومساعديهم، إضافة إلى الحق الدستوري الأميركي للرئيس في اختيارهم وتبديلهم و»طردهم» بتغريدات على «التويتر»، بأسلوب مفاجئ ومهين، أيضاً.

نعم، جاء ترامب بالانتخاب بأغلبية بسيطة، ولكن بغالبية حزبه في مقاعد مجلس الكونغرس، كما جاء أردوغان بغالبية شعبية أكبر، ثم طرد وأقال وسجن معارضيه من أنصار صديقه ـ خصمه، بعد ما يوصف بـ «مسرحية» انقلاب عسكري.

لا يخالف أردوغان السياسة التركية بخصوص أكراد بلاده وغير بلاده بالذات، لكنه حرص منذ حملة «غصن الزيتون» على الأكراد في عفرين على الظهور الدائم في شرح الحملة، تاركاً القليل لرئيس وزرائه وجنرالاته ووزير خارجيته. هذه هي ما توصف بـ «سلطانية ـ شعبية» في إهاب ديمقراطية ـ انتخابية. إنه متقلب المزاج السياسي والشخصي شأنه شأن ترامب.
عهد، إلى ملك غير متوّج بعد، وبعد ملوك كبار في السن، جاء ابن سلمان الشاب، ونصب عينيه أن يجعل بلاده المحافظة جزءاً من الثقافة العالمية، أي دمجها في الهوية العالمية ومحتفظة، قدر الإمكان، بخصائصها!

يمارس ابن سلمان سياسة «داخل الصندوق» في خصومته الثلاثية مع إيران، والإخوان المسلمين.. وحديثاً مع «إرهاب» الحركات الأصولية الإسلامية الداعية للعنف سبيلاً إلى تجديد «الخلافة».
لكن، يمارس سياسة «خارج الصندوق» العربي في حديثه عن السلام الإسرائيلي ـ الفلسطيني؛ وعن مصالح عربية (دول الخليج ومصر والأردن) في العلاقة الراهنة والمستقبلية بدولة إسرائيل المزدهرة!

خلاف «الإخوان» لا يعتقد ولي العهد بوجود «اعتراض ديني» على قيام دولة إسرائيل. لكن، سياسياً، يرى أن لكل من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي حقه في أن تكون له دولة خاصة «على أرضه».

إن قال أن «لا مشكلة دينية» مع اليهود، فقد قالها من قبله الفلسطينيون الذين كانوا يرون المشكلة مع الصهيونية، ثم مع السياسة الإسرائيلية، التي تخلط حالياً بخاصة بين دولة إسرائيل، والدولة اليهودية، ودولة أرض ـ إسرائيل، ولا تريد الاعتراف بحق تقرير مصير الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الخاصة.

 وكان هناك سؤال ملغوم لمجلة «ذي أتلانتيك»: «هل تعتبر أن الشعب اليهودي [لا الإسرائيلي!] لديه الحق في أن تكون له دولة قومية فوق جزء من أرض أجداده» وليس دولة إسرائيلية في «حدود آمنة ومعترف بها»؟ كما يقول العالم ومعه تقول السلطة الفلسطينية.

إن أرض فلسطين لدى الفلسطينيين هي 27 ألف كم2، ولدى بعض الإسرائيليين تشمل الضفة الثانية من نهر الأردن وكذا الجولان، وربما بعض جنوب لبنان.

كنتُ كتبتُ في عمود 3 آذار أن زمن «الصراع العربي ـ الإسرائيلي» انتهى، وعاد الصراع إلى جذره صراعاً فلسطينياً ـ إسرائيلياً، وهذا منذ أوسلو بشكل خاص.

تريد أميركا الترامبية بالذات، تطبيع العلاقة العربية ـ الإسرائيلية لتطويع حلّ الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، بما لا يخدم حق الشعب الفلسطيني، الصاحب الأصلي لأرض فلسطين في تقرير مصيره والاستقلال في دولة خاصة به.

لم يتحدث ولي العهد عن «حق العودة»، ولا حتى بصيغة مبادرة السلام العربية، التي تحدثت عن عودة متفق عليها لا تخلّ بتوازن إسرائيل اليهودية، لكن إشارته إلى إيران كالعدو الأول تتوافق مع «صفقة القرن» المرفوضة فلسطينياً، رسمياً وشعبياً على السواء.

لا بأس أن تكون العلاقة السعودية ـ الأميركية في أحسن حالاتها والعلاقة الفلسطينية ـ الأميركية والإسرائيلية في أسوأ حالاتها.

عندما طُرحت مبادرة السلام العربية (السعودية) قال إسرائيليون إنهم لا يريدون غزو الدشاديش العربية لتل أبيب بعد «التطبيع» حفاظاً على طابعها اليهودي ـ الصهيوني.

الفلسطينيون قالوا إن زيارة العرب والمسلمين للسلطة وللقدس ليست تطبيعاً في زيارة السجين وليس السجّان.

لا نخاف من التطبيع العربي لأننا لا نخاف من التطويع الفلسطيني للتطبيع. وذات يوم، بعد خروج بيروت، قال نزار قباني: «الفلسطينيون أوّل العرب.. وآخر العرب».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديبلوماسية  بيبلوماسية و«برلوماسية» ديبلوماسية  بيبلوماسية و«برلوماسية»



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen