آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

هل وصل المناخ «نقطة انكسار» ؟

اليمن اليوم-

هل وصل المناخ «نقطة انكسار»

بقلم/حسن البطل

جواب السيدة الإنكليزية فال (فاليري) على بوست أرسلته فاجأني نوعاً ما. سألت مداعباً: متى «سنلقوط» الفطر من غابة قرية ميليس شمال لندن؟ جوابها كان: لا مطر كافياً هذا الخريف!

لماذا فوجئت؟ في معلوماتي الجغرافية القديمة أن شتاء غزير المطر في أوروبا الغربية يعني شتاء ماحلاً في شرقي ساحل البحر المتوسط.. وبالعكس!

سنحظى، هذا الأسبوع، بزختين ليومين، وكنا حظينا، هذا الخريف، بزختين شحيحتين، وعلى ما يبدو لي، أن ما تبقى من شهور الخريف لن نحظى فيه بتهطال مطري يساوي، عادة، ثلث التهطال السنوي، مع أن الناس في بلادنا وجوارها يقولون: بين تشرين وتشرين صيف ثان. ست درجات فوق المعدل!

حسب دراسة مشتركة بين منظمات تابعة للأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، وأخرى مستقلة، سنشهد انحساراً في التهطال الشتوي في المنطقة العربية بعامة، مع استثناءات في مناطق معينة، يصاحبها ارتفاع في درجات الحرارة المتوقعة حتى منتصف القرن الحالي، يتراوح بين 1,7 إلى 2,6 درجة.

هذا يزيد على متوسط الاحترار المتوقع لعلماء المناخ كما قدروه في مؤتمر باريس العام 2015، المقدر بين 1,5 ـ 2 درجة، وانسحب السيد ترامب منه.

تقول تقارير دولية إن غزة قد تصل إلى نقطة انهيار في العجز المائي بعد خمس سنوات، إن لم يتم تداركها سريعاً.
لكن تقارير الأمم المتحدة تتوقع، إلى غاية هذا القرن، ارتفاعاً لدرجات الحرارة حتى 4,8، وفي بعض أجزاء أخرى من العالم العربي حتى 5 درجات.

حسب المركز الوطني الأميركي للمناخ، فإن الولايات المتحدة، وهي بلاد الفيضانات والأعاصير والعواصف كما نعرف، شهدت موجات حرّ وجفاف خلال الـ30 سنة الأخيرة، أودت بحياة ناس فيها أكثر مما أدت الفيضانات والعواصف.

حسب دراسة غير متوقعة لخبير أجنبي، فإن التهطال العام المطري في مدينتي رام الله والقدس لا يقل عنه في لندن وباريس، لكن الفارق أن الإنكليز يقولون إذا احتبس المطر أسبوعين في أي فصل من الفصول الأربعة «هذا جفاف».

الفصل الجاف في بلادنا يمتد تسعة شهور، وليس أسبوعين، مع تبخُّر كبير بفعل درجات حرارة عالية.

في أول سنوات عقد الخمسينات من القرن المنصرم، كان عدد سكان سورية 3,5 مليون، وفي نهاية العقد الأول من القرن الحالي، وصلوا إلى 25 مليون، ما شكل ضغطاً على مصادر المياه الجوفية والجارية، رافقها سنوات جفاف، أدت إلى هجرة سكانية من الأرياف إلى المدن، ومن ثم انفجرت التأثيرات المتراكمة في «الربيع السوري» منذ العام 2011.

حتى قبل موجة «الربيع العربي» تحدثوا عن «حروب مياه» مستقبلية، بينما تبدو حروب «الربيع العربي» حالياً حروباً بسب النفط والغاز، وصراعات الأديان والمذاهب والمِلَل.

مغنية مصرية سخرت من النيل فعوقبت، لكن القول القديم: «مصر هِبَة النيل» أمام امتحان اقتسام جديد لمياهه، منذ مباشرة أثيوبيا بناء سد النهضة.

الحال لا يختلف في العراق، المسمى بلاد الرافدين، أو ميزوبوتاميا، حيث صبيب النهرين الكبيرين في العراق انخفض خلال عقود قليلة من 60 مليار م3 إلى 30 مليارا بسبب السدود التركية أولاً، والسدود السورية ثانياً، وتغير المناخ العالمي ثالثاً.

يقولون عن كوكب الأرض إنه الفريد بين كواكب المجموعة الشمسية، وربما كواكب المجرات، بأنه الكوكب المائي ـ الأزرق، لكن 1% فقط من المياه المتوفرة هي عذبة تجري في النهار أو تتجمع في البحيرات.

هناك سباق مصيري بين ازدياد فرط السكان في هذه المعمورة التي يسكنها 7 مليارات إنسان وبين ترشيد استخدام المياه العذبة في الزراعة الاستنباتية، من الغمر القديم بالمياه إلى السقاية بالرش، إلى زراعة بالأحواض المائية، وبشكل خاص تحويل مياه البحار المالحة إلى عذبة عن طريق نزع ملوحتها، المسماة «تحلية» والصواب هو «زملحة» أي إزالة الملوحة.

القول القديم عن «بلاد بعل» سبع سنوات سمان وأخرى عجاف كان صحيحاً لما كان السكان قلائل نسبياً، لكن مع فيض من السكان اختلت المعادلة نحو «انكسار» سواء في الموارد المائية المتاحة أو احترار جو الأرض، وكذا في انقلاب متزايد في التيارات البحرية، التي تجعل فصل الشتاء في استوكهولم وسان بطرس بورغ أدفأ منه في موسكو مثلاً.

الآن، يتحدثون عن «نقطة انقلاب» في مناخ الأرض يصاحبه تغيير مفاجئ بعد مرحلة طويلة من التغيير التدريجي.

الأمر أشبه بما في صندوق حمولة «سيارة قلاّب» من الصخور أو الحصى والرمل والتراب، فعند درجة ميلان معينة يحدث «انهيار» في توازن المواد في الصندوق.
وكذا توازن عناصر البيئة والمناخ على هذه الأرض.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل وصل المناخ «نقطة انكسار» هل وصل المناخ «نقطة انكسار»



GMT 02:42 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

على هامش الانتخابات

GMT 16:24 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

اثنان. صفر. اثنان. صفر !

GMT 13:10 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أطراف النهار

GMT 08:56 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أطراف النهار "عصملية براسك" !

GMT 09:05 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المدقق والمحرر، الروائي والناقد
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen