آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

فلسطين وترامب: استمطار .. السراب؟

اليمن اليوم-

فلسطين وترامب استمطار  السراب

بقلم/حسن البطل

«بخبخت» السماء في آذار «أبو الأمطار» كأنها «رشرشات» ماء على بسطة بائع خضار ورقية هشة.

أما في سماء سحاب ماطر، فيقولون: إن الرعد يلي البرق.. هذا، إن كانت مكالمة هاتفية من الرئيس ترامب إلى الرئيس عباس تشبه برقاً في سماء علاقة رسمية أميركية مع الرئاسة الفلسطينية.

في الواقع، كان ترامب «أرعد» قبل برق الدعوة للبيت الأبيض، عندما تعهد، في حملته الانتخابية وبعد انتخابه، أن يحل معضلة السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي بـ»صفقة» تاريخية لم يسبقه إليها رئيس أميركي، منذ أن كان سلفه بيل كلينتون عراب اتفاقية أوسلو.

هل حجز صاحب الدعوة مقعداً أو موعد إقلاع، كما تفعل شركات الطائرات لمسافريها، أم أن الزيارة الرسمية الرئاسية الفلسطينية ستكون على قائمة الانتظار ـ ويتنغ ليست» المزدحمة للرئيس الـ45 للولايات المتحدة المتقلّب!

عندما كان أبو مازن أول رئيس وزراء في حكم ياسر عرفات في العام 2003، تلقى دعوة من الرئيس جورج بوش ـ الابن، وسبق للرئيس عرفات أن زار البيت الأبيض مراراً في ولاية الرئيس كلينتون، ولكن ذلك لم يكن بمراسيم رئاسية بروتوكولية، ولم تكن الإدارة الأميركية طرحت مشروع «الحل بدولتين» عام 2003، بعد طرح مشروع السلام العربي في العام 2002.

في ولاية ثانية لبوش الابن، اقترح على مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس في ولايته الأولى، أن تتولى حقيبة الخارجية، فاشترطت لقبولها أن يكون رئيسها جاداً في مشروع «الحل بدولتين».. وهكذا عقدت قمة أنابوليس ثم مفاوضات عباس ـ أولمرت.

بناء على طلب فلسطيني أن تفسر السيدة رايس حدود دولة فلسطين، قالت: إنها تشمل الضفة الغربية المحتلة كلها، بما فيها القدس الشرقية، وأيضاً منطقة اللطرون «المحايدة»، أي دولة متصلة ـ متواصلة جغرافياً.

.. لكن الرئيس بوش، في ولايته الثانية، كافأ رئيس الحكومة شارون على انسحابه من غزة، و»انطوى» عن مستوطنات في محافظة جنين، بقبوله تعديلات حدودية متفاوض عليها حول كتل استيطانية إسرائيلية.
نتيجة ذلك، صرح شارون في أحد مؤتمرات هرتسليا للأمن القومي، بأن الضفة الغربية واقعة «تحت الاحتلال.. نعم احتلال».. وليست «أرضاً محررة لا تُعاد»!

ترامب، الذي تحدث عن «سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين» وعن عزمه تنفيذ قرار الكونغرس عام 1985 بنقل السفارة الأميركية للقدس، وعن «صفقة» تراجع عن «حل الدولتين» و»خيّر الإسرائيليين والفلسطينيين وحيّرهم» بين حل الدولتين وحلّ الدولة الواحدة!

الاستيطان اليهودي تمادى كثيراً، منذ ولاية كلينتون إلى ولاية بوش الابن، وولاية أوباما، وتضاعفت أعداد المستوطنين ثلاث مرات من 200 ألف إلى 600 ألف.

واقعياً، تحول الأمر من «جدل» حجم الانسحاب الإسرائيلي إلى «جدل» إسرائيلي حول «حجم» الضم .. ومن الكتل إلى المنطقة (ج) ومنها إلى الضم الكامل.

بدلاً من «تجميد» الاستيطان، حيث هدّد أوباما نتنياهو في أول لقاء بينهما: لا تبني حتى «طوبة واحدة» جديدة Not one Brick، يقترح ترامب على نتنياهو في أول لقاء بعد انتخابه «تحجيم» الاستيطان، أي إطلاقه في الكتل الاستيطانية، والبناء في مستوطنات شرق الجدار دون إضافة مستوطنة أخرى!

هذا يعني أكبر عدد من المستوطنين في أقل مساحة للاستيطان، رداً على مفهوم إسرائيل للاستيطان: أكبر مساحة من الأرض بأقل عدد من السكان الفلسطينيين.

هناك من اقترح كونفدرالية فلسطينية ـ إسرائيلية، أو ثلاثية مع الأردن، حتى قبل أوسلو. بعد أوسلو صارت فلسطين وإسرائيل كونفدرالية ولكن في الزيارات الأجنبية للبلدين، أي ساحة دبلوماسية ـ سياسية واحدة.

نعرف أن علماء الأنواء يستمطرون السحاب بزرعه بعناصر فيزيائية، وينجحون إلى هذه الدرجة أو تلك، لكن الرئيس ترامب كأنه يحاول استمطار السراب، لأن تخيير الجانبين بين دولتين أو دولة لا يمكن استمطاره بـ «صفقة» سياسية على غرار صفقات الشركات التي هي اختصاص المليونير ترامب.

لحل الدولتين شروطه الفلسطينية والدولية، كما في القرار 2334 وهو ما ترفضه إسرائيل؛ ولحل الدولة الواحدة شروطه الفلسطينية وهو ما ترفضه إسرائيل، أيضاً.

كان الرئيس أوباما منح إسرائيل «صفقة» أمنية عشارية السنوات وغير مسبوقة بقيمة 38 مليار دولار، دون أن توافق إسرائيل المتملصة على «صفقة» سياسية لحل الدولتين. ربما كان على ترامب أن يطرح في «صفقته» على إسرائيل بدلاً من «تحجيم» الاستيطان، مبلغاً مماثلاً على مدى سنوات لإجلاء المستوطنين شرق الجدار وفق مبدأ «إخلاء ـ تعويض»، مرفوقاً بتعديلات حدودية متبادلة للكتل.

ورد في مصادر إسرائيلية أن المبعوث «المستطلع» للرئيس ترامب اقترح شروطاً على السلطة الفلسطينية، فإن وافقت عليها أو بعضها، ستعود إدارة ترامب إلى سكة «الحل بدولتين»، ومن ثم سيحدد ترامب موعداً في «قائمة الانتظار» لزيارة رئيس السلطة، أو «السيد الرئيس» كما وصف ترامب أبو مازن، إلى واشنطن والبيت الأبيض.

الخطير في الأمر، أن مطلب ترامب «تحجيم» الاستيطان يترتب عليه تفاهمات أميركية ـ إسرائيلية، وحتى لجنة مشتركة؛ ومن اعتبار أميركا أن الاستيطان «غير شرعي» إلى مشاركة أميركية في رسم حدود الاستيطان.
خلال جولة الشهور التسعة الفاشلة للسيد كيري، تناول سندويش شاورما في رام الله، أما غرينبلات، فكانت جولته الاستطلاعية رسمية وغير رسمية، شملت زيارة مخيم الجلزون، واجتماعاً مع قادة المستوطنين.

سيرفع غرينبلات تقريره للرئيس ترامب، وفي ضوئه قد يشمّر عن ساعديه لعقد اجتماع عالي المستوى في عمّان خلال حزيران لعرض تفاصيل وخطوات برنامج «الصفقة».. وعلى الأغلب لن تكون مثل استمطار السحاب، بل استمطار السراب، أو «فركة أذن» لإسرائيل ولكمة مؤلمة لفلسطين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين وترامب استمطار  السراب فلسطين وترامب استمطار  السراب



GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة من مجهول!

GMT 00:07 2019 الخميس ,07 شباط / فبراير

ترامب علي موقفه .. ومع أزماته!!

GMT 23:13 2019 الأحد ,03 شباط / فبراير

التناقضات الخمسة فى أزمة فنزويلا

GMT 00:26 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

القدس خط أحمر

GMT 04:34 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

لماذا يجىء نائب الرئيس الأمريكى لمصر؟!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen