آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

من الانعتاق إلى اللاـ انفكاك؟

اليمن اليوم-

من الانعتاق إلى اللاـ انفكاك

بقلم/حسن البطل

ثلاثة أسئلة صادمة:
هل نحن جديرون بالنصر.. الآن؟
هل نحن قادرون على وراثة إسرائيل.. الآن؟
هل إذا «انهارت» إسرائيل غدا، لن تنهار فلسطين بعد غد؟
في حياته، أجاب الشاعر على السؤالين الأوّلين: لا. على سؤال ثالث: هل أنشر كلامك على لسانك؟ لا.. ولا!
سأقول: جدارة النصر غير جدارة النضال، بمعنى أن نضال الشعب الفلسطيني، وأشكال مقاومته ومواقع حروبه، هو أمر لا يُشبه ولا يقارن بمقاومة يهود ألمانيا وأوروبا للنازية.
 قاوم الفلسطينيون المشروع الصهيوني في بداياته، وفي مقاومتهم لدولة إسرائيل بالكفاح المسلح، منذ تأسيس قوات العاصفة ـ فتح، خاضوا حروباً أهلية عربية في الأردن ولبنان ومع سورية، وأحياناً بين الفصائل الفلسطينية ولو بشكل مناوشات، وصدامات، وانشقاقات كانت ذروتها، بعد حرب الاجتياح للبنان 1982 وخروج بيروت، ما حدث في طرابلس لبنان، أقسى انشقاق في المنفى!
سنلاحظ، قبل الاجتياح الإسرائيلي 2002، كان إسرائيليون يسألون عرفات أن يحسم الخلافات الفلسطينية، كما حسم بن ـ غوريون خلافه مع حزب «حيروت»، عشية إعلان دولة إسرائيل، بحادثة السفينة «ألتالينا»، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي صلية قذائف، بقيادة اسحاق رابين على سفينة أسلحة لحركة «حيروت»، وبعدها انضمّت إلى الجيش!
كان سؤالهم: أين هي ألتالينا الفلسطينية يا عرفات؟ ولم يعودوا لطرح السؤال بعد سقوط 1800 قتيل فلسطيني في غزة عام 2007!
سأقول على السؤال الثاني إن إسرائيل «ورثت» معظم أرض فلسطين بعمل دؤوب، خلال 60 عاماً، منذ مؤتمر بازل حتى إعلان إسرائيل، ثمّ احتلت سائر فلسطين منذ حرب حزيران 1967.
في معطيات موازين القوى الحالية بين فلسطين الضعيفة والصغيرة والمحتلة، ودولة إسرائيل القوية، المزدهرة، يمكن لإسرائيل أن تتحكم وتدير شؤون فلسطين الصغيرة، ولا يمكن لفلسطين أن تدير شؤون إسرائيل، أو «ترثها». لا جدارة بالنصر الآن، ولا قدرة على الوراثة.. الآن، وفي المستقبل المنظور!
في وقت صعب فلسطيني (منذ متى لم يمرّ علينا الصعب والأصعب؟) قال الشاعر، في غير مجال: «لعلّ انهياراً يحمي انهياري من الانهيار الأخير».
كانوا هناك يقولون: تزامنت اليقظتان العروبية والصهيونية في وقت متقارب، ولكل منهما «روايتها»، وهناك، من بيننا، من يقول إن المقاومة الفلسطينية المسلحة بدأت في عصر حركات التحرير، وشرعية دولية، في ميثاق الأمم المتحدة وغيره، لممارسة العنف الثوري والكفاح المسلح.. الآن، صار العالم يدمغ كل شكل من العنف، أو المقاومة الشعبية السلمية، بأنه شكل من الإرهاب، حتى الحجر!
مع ذلك، فإن النضال العام الفلسطيني وأشكاله للانعتاق من ربقة الاحتلال، وصل أواخر ومطالع القرن المنصرم والحالي، إلى «الحل بدولتين» كمشروع فلسطيني له شرعية دولية.
.. لكن، سوية مع ذلك، سياسياً وأمنياً، فإن نصف قرن من احتلال لاحق لفلسطين، أوصلنا وإسرائيل إلى حالة شبه اللاـ انفكاك الديمغرافي على جانبي «الخط الأخضر» وكذا الاتكالية والاعتمادية الاقتصادية المتبادلة، لكن يستطيع الاقتصاد الإسرائيلي القوي أن يستغني عن السوق الفلسطينية، ولو أنها ثاني سوق لصادراته العالمية، وتشكل 6% فقط منها، فإن ما يقارب 82% من الصادرات الفلسطينية تذهب لإسرائيل، بينما الواردات الإسرائيلية للسوق الفلسطينية تشكل 64% من الواردات.
حسب تقرير إسرائيلي ناقشته إحدى لجان الكنيست فإن مقاطعة الفلسطينيين للبضائع الإسرائيلية تشمل فقط 13% من مجموع الصادرات الإسرائيلية للسوق الفلسطينية، بينما النفط والكيماويات ومواد البناء تشكل 41%، وجميعها تشكل 1,4% من صادرات إسرائيل للعالم.
هذا يعني أن الاتكالية والاعتمادية الاقتصادية المتبادلة تميل بشدّة لغير صالح فلسطين التي ستظل مرتبطة بعملة الشيكل حتى زمن طويل جداً بعد تحقق الانعتاق السياسي والأمني من الاحتلال الإسرائيلي. دعكم من الحنين للجنيه الفلسطيني!
حسب التقرير ذاته، فإن العمالة الشرعية لليد الفلسطينية في الاقتصاد الإسرائيلي ارتفعت من 38 ألفا عام 2007 إلى 92 ألفا عام 2014، وبينما لا توجد بطالة عملياً في إسرائيل فهي حالة مزمنة في فلسطين، خاصة في قطاع غزة.
هذا يعني أن الاقتصاد الفلسطيني التابع للاقتصاد الإسرائيلي أوصلنا إلى حالة اللاـ انفكاك اقتصادياً، والاستيطان أوصلنا إلى حالة صعوبة الانفكاك الديمغرافي، خاصة إذا تحقق الطموح الإسرائيلي بإسكان مليون مستوطن في هذه الضفة بعد سنوات، بينما سيكون تعداد الفلسطينيين في إسرائيل قارب المليوني نسمة!
إذا التفتنا إلى الواقع السياسي العربي، سنرى أن شعار: دول الثورة ودول الثروة انتهى إلى انهيار دول المركز العربي الراديكالي (سورية، العراق، مصر) وانتقل إلى المركز الخليجي مالياً وإعلامياً وثقافياً وسياسياً، الذي بدأ تفكُّكه مؤخراً.
تبخّر شعار: الوحدة العربية طريق التحرير، ويبدو أن فلسطين ستكون شكلاً ثالثاً أو رابعاً من الكيانات السياسية الدولية، ولعلّ حكماً ذاتياً حقيقياً وسياسياً مزدهراً، أحسن من دولة فاشلة اقتصادياً.

شمعة شحيحة أولى
من بين الدول العربية، كانت سورية تملك اقتصاداً متوازناً نسبياً في فروعه المختلفة. بعد سبع سنوات من الصراع في سورية وعليها، هناك ضوء شحيح، حيث عاد إلى البلاد منذ مطلع هذا العام زهاء نصف مليون سوري إلى مدنهم وقراهم بعد هجرة داخلية، وكذا عودة محدودة للسوريين المهاجرين إلى بلاد أُخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الانعتاق إلى اللاـ انفكاك من الانعتاق إلى اللاـ انفكاك



GMT 16:24 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

اثنان. صفر. اثنان. صفر !

GMT 08:55 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

6 أكتوبر

GMT 14:11 2019 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

إسرائيل وفلسطين.. تلازم المسار والمصير !

GMT 13:54 2019 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

صوت «المشتركة» في ميزان إسرائيل الثالثة
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen