آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

«المعسكر الديمقراطي».. الفكرة، المخاطر والفرص!

اليمن اليوم-

«المعسكر الديمقراطي» الفكرة، المخاطر والفرص

بقلم/حسن البطل

قرابة سنوات ثلاث انصرمت على تشكيل القائمة المشتركة، وفوزها بـ13 مقعداً في الكنيست، نتيجة مفاوضات ائتلاف بين ستة أحزاب وقوى عاملة في الوسط الفلسطيني في إسرائيل.
على مدى هذه السنوات، تشير استطلاعات الرأي الإسرائيلية إلى ثبات مدهش لمقاعد القوة البرلمانية الثالثة في الكنيست، بينما تتذبذب احتمالات عدد مقاعد الأحزاب الصهيونية واليمينية في انتخابات لاحقة، مبكرة كانت أم اعتيادية.

كانت الاستطلاعات التي سبقت آخر انتخابات تشير إلى تقدم قائمة "المعسكر الصهيوني "العمل + حزب ليفني"، لكن صيحة نتنياهو المحمومة: العرب يتدفقون على مراكز الاقتراع لصالح "اليسار" قلبت النتيجة لصالح الليكود وتحالفاته مع جرائه (ليبرمان، بينيت، كولانو).

في مرحلة ما، كان حزب "كاديما" المنشق عن الليكود، هو الحزب الأكبر، لكن هذه "الفقاعة" الأكبر في تاريخ "فقاعات" الأحزاب الجديدة، لن تحرز مقعداً، بعد فشل زعيم "العمل" اسحاق هيرتسوغ، وفوز عمير بيرتس أولاً، ثم آفي غباي ثانياً، وكلاهما "شرقيان" الأول كان زعيماً للحزب، والثاني وجه جديد، يُقال إنه إذا فاز، سيكون مثل فوز ماكرون برئاسة فرنسا. سيعود حزب "العمل" إلى اسمه الأصلي، بعدما كان "المعراخ".

على الأغلب، سيحاول الزعيم الجيد لحزب "العمل" بناء ائتلاف صهيوني آخر مع حزب "كولانو" و"فقاعات" حزبية جديدة، لكن فوزه على الليكود أمر غير وارد، حتى لو تحالف مع حزب يئير لبيد "هناك مستقبل".
هل هناك احتمال لتشكيل ائتلاف برلماني عربي ـ صهيوني يصبح القوة الثانية في الكنيست؟ لأن الـ 13 مقعداً تشكل السقف المنظور للقائمة العربية المشتركة.

لو جمعنا عدد المقاعد الحالية للقائمة المشتركة الـ 13 مع مقاعد حزب "ميرتس" سيكون لدينا، نظرياً، 18 مقعداً في الأقل، قابلة للزيادة.

كان هذا ممكناً في أطر انتخابات قطرية، لو اتفقت القائمة المشتركة مع "ميرتس" على اتفاقية توزيع فائض الأصوات. لكن وجهة نظر الجبهة ـ حداش في هذا لم توافق عليها بقية أحزاب القائمة المشتركة، وهكذا كسب الحزب الأكبر، الليكود، مقعدين آخرين، لأن النظام هو أن تصب "فراطة" الأصوات المبعثرة لصالح الحزب الأكبر الفائز.

بعد تشكيل القائمة المشتركة، رداً على رفع نسبة الحسم، التي اقترحها ليبرمان، لتقليل عدد المقاعد العربية، كتبت في 27 تشرين الأول 2015 أن ما كان الحزب الشيوعي الإسرائيلي، ثم القائمة الشيوعية الجديدة ـ راكاح، ثم الديمقراطية للسلام والمساواة، تقدم من الحزب العربي ـ اليهودي الوحيد، إلى الحزب الرائد.. وصار الحزب القائد للقائمة المشتركة.

في المقابل، تشكلت "ميرتس" بزعامة الراحلة شولاميت ألوني، من حركة "حقوق المواطن ـ راتس"، وبقايا حزب "مابام" (حزب العمال الموحد) وبعض "شينوي"، علماً أن "مابام" كان في مرحلة ما ثاني الأحزاب بعد "ماباي ـ العمل".

حافظ "راكاح" على كونه حزباً عربياً ـ يهودياً، وعلى وجود يهود تقدميين في قائمته للكنيست، ممن يرفعون شعار: المساواة والسلام، الذي صار يعني الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، وإقامة سلام بين دولتين.

قبل ثلاثة أسابيع، نشر رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، مقالاً يدعو فيه إلى إقامة "معسكر ديمقراطي" عربي ـ يهودي. لماذا؟ لأن جنوح إسرائيل المتزايد نحو اليمين المتطرف، واليمين الديني، و"تأتأة" حزب "العمل" في موضوع "الحل بدولتين" يعني أنه لا بد من "معسكر ديمقراطي" لتغيير سياسة إسرائيل، وهو أمر لا تستطيع الأقلية العربية، ولا القوى اليسارية الحقيقية والليبرالية اليهودية تحقيقه إن لم توحَّد جهودها في صيغة "معسكر ديمقراطي".

في هذه الدعوة نوع من المخاطرة بانفراط ائتلاف القائمة المشتركة، لكنها تشكل نوعاً من الرهان على زيادة مقاعد "المعسكر الديمقراطي" بدءاً باتفاق بين القائمة و"ميرتس" على توزيع فوائض الأصوات.

حسب الزميل عماد شقور، فقد يلعب "المعسكر الديمقراطي" دوراً فاعلاً يذكّر بدور الأقلية اليهودية في أميركا، والأقليات اليهودية في دول أوروبا، علماً أن هؤلاء وأولئك لا يشكلون 20% من السكان، كما يشكل الفلسطينيون في إسرائيل.

هناك في إسرائيل قوة ناخبة من المثقفين الصهاينة لا تجد نفسها في الأحزاب الإسرائيلية الحالية، وهي تعارض الاحتلال، وصعود اليمين القومي واليمين اليهودي المتطرف، وقد تفضل التصويت إلى حزب "ميرتس" إذا تحالف مع القائمة المشتركة، علماً أن هذا الحزب هو حزب اليسار الصهيوني الحقيقي في إسرائيل، وعندما شكل راببن حكومته قبل أوسلو، كان عدد مقاعده 12 مقعداً، مقابل 5-6 لاحقاً، وبفضل هذه المقاعد وعدة مقاعد عربية، أمكن رابين تمرير اتفاقية أوسلو بأغلبية ضئيلة في الكنيست.

بينما يرفع الليكود مطلب اعتراف الفلسطينيين بـ"يهودية" إسرائيل، فإن حزب "ميرتس" يدعو لفصل الدين عن الدولة، ولإنهاء الاحتلال والاستيطان، ولعقد سلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وهو الحزب الصهيوني الوحيد الذي يحرص على وضع مرشح عربي في مكان مضمون من قائمته الانتخابية، وبفضله كانت عربية احتلت أول مقعد في الكنيست.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المعسكر الديمقراطي» الفكرة، المخاطر والفرص «المعسكر الديمقراطي» الفكرة، المخاطر والفرص



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen