آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الـرئـيـسـي ؟

اليمن اليوم-

الـرئـيـسـي

بقلم/حسن البطل

على ألسنة السابلة والناس.. و"الشوفيرية" يحضر اسم "ركب" ويتوارى "الرئيسي" سوى على لوحات البلدية لتسمية الشوارع؛ كما في أخبار الوكالات عن هذه المدينة المثلثة، يحضر اسم رام الله، وتتوارى فيه "البيرة" و"بيتونيا"..!

عندما أعود إلى بيتي أعطي للشوفير إيعازي: مدرسة عزيز شاهين، وليس "شارع الشقراء" أو حتى رام الله ـ التحتا.

لو كانت الأفضلية للأقدمية في مباني هذا الشارع، لكان لذلك المبنى الذي شيّد في العام 1927 يستحق أن يسبغ اسمه على الشارع. يقول نحت غائر على حجر نافر: "داؤد وحنا إبراهيم" وتقول آرمة على "بوظة ركب" إنه شُيّد في العام 1941.

هل لأن "بوظة ركب" هي الأشهر في هذه الضفة من فلسطين، وتبقى كذلك، أم لأن الناس، كما تقول الزميلة رنا، كانوا يذهبون في الأماسي إلى "سينما دنيا" ويتناولون بعدها البوظة في "ركب"؟
مكان دار السينما ارتفع مبنى كبير لعمارة وظيفية لمكاتب شتى، وليس بينها شقة سكنية واحدة. على ما يبدو لي، منذ عمارة صلاح ومحل ركب، كانت مباني الشارع إمّا من طبقة واحدة أو طبقتين. إما دكانة فقط، وإما يعلو الدكانة شقة سكنية.

هناك صور فوتوغرافية عمّا كان يبدو عليه شارع الإرسال ـ الإذاعة المشجّر و"شارع العشّاق"، فكيف كان يبدو شارع ركب ـ الشارع الرئيس، دون محل البوظة ودون عمارة صلاح؟
في الواقع وذاكرة الاختيارية لم يتبق ما لم تطاله يد العمران الجديد سوى مبنيين من طبقة واحدة: محل لبيع الزهور والورود والنباتات، ومبنى يشغله الآن "بنك فلسطين" وإلى جواره مبنى شائخ لصاحب شائخ يسمى "حلويات السنترال" المعتّم، بلا حلويات، بل ببسطة دخان ومقرقشات البطاطا والذرة، وصور جمال عبد الناصر!

صاحب المحل يرفض عرض "خلو رِجل" مقابل مليون دولار، والبلدية تحمي المبنى من الهدم لصالح عمارة، كما تحمي محل الزهور، ولم تشمل الحماية "الأثرية" مبنى "سينما دنيا" رغم عرائض والتماسات الجيل القديم.

أي مستثمر وشركة استثمار سيدفع 14 مليون دولار ثمناً لقطعة أرض تطل على أشهر ميدان في المدينة، ميدان المنارة، لكن لم يعد من شارع يبدأ من ست نخلات في الدوار، إلى ست نخلات في آخره، سوى ثلاثة أبنية من طابق واحد، بعدما هدموا مبنى قميء كان دكانة عجيبة قبل زمن البوتيكات تبيع "كراكيش" غابرة من لوازم البيوت، هي دكانة أبو خالد العجوز، الذي لم يبق له من العمر مجاراة التحديث في البضاعة، وبدل مبنى من طبقة يشيدون عمارة من ست طبقات.

الشارع الرئيسي يبقى رئيسياً للناس ولي لسبيين: الأول؛ أنه شريان مستقيم يربط رام الله القديمة بالحديثة، وبقية غالبية شوارع المدينة عَ الطالع والنازل، ولذا يصلح "للكَسْدَرَة" و"المَشْوَرة" والتسكُّع؛ والثاني شخصي، فهو شارع المقاهي، وأبقى زبوناً مدمناً لها صباحاً ومساء، من مقهى "كان باتا زمان" الذي صار مطعم زيت وزعتر"، إلى مقهى أوروبا، ثم مقهى كرامة، وأخيراً مقهى رام الله الشعبي، الذي لم يتحول كافتيريا وحلويات.

.. إلاّ يوم الجمعة حيث صبحية تمتد عصرونية في "بوظة ركب" حيث تلتم شلّة مثقفين حول طاولة قد تمتد إلى اثنتين.. وحتى أربع، بعضهم يحنّ إلى "أسكيمو" طفولته بعد فنجان قهوته.

صار الشارع شارعاً حقاً، قبل ثماني سنوات، مع تحديث بنيته التحتية والفوقية، وتشجير أرصفته وإضاءتها، وتنظيم الآرمات العشوائية.. وبالذات توحيد بلاط الأرصفة، التي كانت مختلفة ومتنافرة الارتفاعات، فكثيرة العثرات.

هل هو الشارع الأغلى في أسعار العقارات؟ ربما، لكنه شارع وقوف السيارات الأغلى في نظام الدفع المسبق، ولقاء وقوف بالغلط أمام حيّز لسيارات المقعدين تدفع غرامة 150 شيكلاً.

قلت إنه شارع للكَسْدَرَة والمَشْوَرة، لذلك صار الرصيف أعرض، وصار للشارع أن ينقسم في حركة السير من اتجاهين في مطلعه، إلى اتجاه واحد في معظمه. ونظراً لكثافة حركة السير، فإن ارصفته تخلو من تخطيط بالأبيض ـ الأسود، دلالة الوقوف المجّاني، مع حيّزين صغيرين ملوّنين بالأزرق ـ الأبيض للتوقف المأجور، لكن شرطة السير "تطنّش" عن مخالفات الوقوف في الحيّز الأكبر الملوّن بالأحمر ـ الأبيض!

الشاعر قال في وصف المدينة إنها "تنمو على عجل".. وعلى عجل شديد في غير عقارات تصير عمارات، فإن محلات الشارع في "ثورة ديكورية" لا تتوقف، وغالباً ديكور جديد هش على جماله الصارخ يتغير من عام لآخر، باستثناء ديكور بوظة ركب الراسخ، الذي لم يتبدل سوى مرة خلال عشرين سنة، وإلى الأجمل والأبقى.
تقريباً، ونظراً لضيق الشارع في حركة السير وأرصفته في حركة السابلة، يخلو من إشغالات التعدّي على الأرصفة، باستثناء حالتين: الأولى عربة الأخوين سابا ووليم أمام بوظة ركب المحمّلة بالترمس والفول والذرة، واللوز الأخضر في مواسمه، وقرنة رسام الوجوه عبد الهادي يعيش جانب فلافل سابا.

منذ 30 سنة وعربة الأخوين في مكانها، إلى أن "كشّت" البلدية العربة، مطالبة بـ1000 شيكل أجرة الوقوف، ثم عادت عن قرار ظالم، وكذا عن "كشّ" الرسام عن زاويته.

مع أزمة سير للسيارات (وللناس على الأرصفة) وثنائية دكان ـ سكن القديمة التي تُستبدل بعمارات وظيفية، لا يوجد في الشارع سوى موقف سيارات واحد في عمارة دنيا، أما أقدم العمارات المشيّدة في العام 1927، فقد بُني على الصخر، دون طبقات تحت أرضية، وسيبقى قائماً هكذا، كما يبقى محل الزهور ومبنى بنك فلسطين و"حلويات السنترال" الممسوحة الغابرة في منجاة عن سيف الهدم والتحديث.

كان مبنى "داؤد وحنا إبراهيم صلاح" للدكاكين والسكن، ويبقى كذلك.. لكن، كم كانت إيجارة الدكان وكم أضحت فروغية الدكان الآن؟ وكم صار الإيجار والخلو بعد هدم دكانة "كراكيش" أبو خالد، ورفع عمارة من ست طبقات مكانها؟ هناك ثورة عقارية متصاعدة في المدينة التي "تنمو على عجل".

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الـرئـيـسـي الـرئـيـسـي



GMT 02:54 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

لماذا سيصوّت سمير جريس لـ«ميرتس»؟

GMT 08:03 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفلسطينيون يواصلون مقاومة الاحتلال

GMT 05:23 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"كل ما كان منفى يعتذر إلى كل ما لم يكن منفى"

GMT 06:22 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

28 و108 .. و 134 ؟

GMT 05:44 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مات «أبو حسن» الغرائبي !
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen