آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

28 و108 .. و 134 ؟

اليمن اليوم-

28 و108  و 134

بقلم - حسن البطل

تُرى، بماذا يفكّر مستوطن في «بساغوت»، على «جبل الطويل»؟ ربما هل تستطيع أفعى مثل «أناكوندا» الأسطورية أن تعصر مثلث المدن: البيرة، ورام الله وبيتونيا، كما نراها تفعل في الفيديوهات: تعصر ثم تبتلع بقرة صغيرة، أو تمساحاً صغيراً.. ثم تلفظ فريستها؟

.. أو كيف كانت ديناصورات لاحمة وصغيرة، تنهش ديناصوراً جسيماً وعاشباً؟ يقول علماء أجناس الديناصورات المنقرضة أن اللاحم الصغير منها يبدأ بنهش العاشب الكبير منها، لأن الأخير لا يشعر ببدء النهشة.. إلاّ بعد ثانيتين لضعف في جملته العصبية، التي تجعل ردود فعلها بليدة ومتأخّرة بين نهشة وتاليتها.. الجملة العصبية الفلسطينية نامية جداً.

تل أبيب الكبرى كأنها «ابتلعت» يافا الجميلة، لكن في القدس يفكّر إسرائيليون بلفظ ما أمكن من أحياء شرقي المدينة، وابتلاع ما أمكن من أحياء القدس العتيقة.

فهم شارون، أن مستوطنات وبؤرا في قطاع غزة، لا تستطيع بسكانها الـ 9 آلاف أن تبتلع غزة المدينة والقطاع، فاختار أن «يلفظها» والانصراف إلى محاولة ابتلاع الضفة الغربية أو ما تيسّر منها، على أن تبتلع الكتل الاستيطانية أولاً جوارها، كما تحاول كتلة «أريئيل» ابتلاع سلفيت، أو «معاليه أدوميم» و»ميشور أدوميم» أن تبتلع قرية الخان الأحمر.. و»حل الدولتين» معه.

.. وفي النهاية أن يصبح الاستيطان في ما يدّعونه «يهودا والسامرة» هو البحر الذي يحاصر ثمانية معازل سكانية فلسطينية.

هذا العام، هو مرور سبعين عاماً على إقامة دولة إسرائيل، و25 عاما على إعلان مبادئ اتفاقية أوسلو. جديد الاستيطان هو إقامة المزيد من المستوطنات، ولكن بشكل «أحياء» مُلحقة بمستوطنات أقدم، ولو كان «الحي» يبعد عن «المستوطنة» كيلومترات، أو كان الأكبر من المستوطنة الأم.. غير الشرعية وفق القانون الدولي، وليس الإسرائيلي واليهودي!

وصلنا، بعد سبعين عاماً من إقامة إسرائيل، ونصف قرن على احتلال ما تبقّى من أرض فلسطين، إلى أن «الابتلاع» نجح في إسرائيل بتشريع قومية الدولة دولة يهودية، وفي الضفة تمّ للاستيطان ابتلاع «حل الدولتين».. تقريباً!

استوقفتني أرقام أخرى، غير سبعينة إسرائيل، وخمسينة احتلال الضفة الغربية، وهي من الأكبر إلى الأصغر. ففي النقب هَدَمت إسرائيل قرية العراقيب البدوية غير المعترف بها مع 45 غيرها للمرة 134، وكانت المرة 133 في أيلول الماضي، والمرة 132 في آب.. أي مرة كل شهر!

هذا الأسبوع، يدخل الاعتصام الشعبي شهره الرابع، أو يومه 108 ضد قرار محكمتهم العليا هدم قرية الخان الأحمر البدوية، التي تمنع الربط الاستيطاني بين مستوطنة «معاليه أدوميم» وجارتها «ميشور أدوميم»، وتصعّب «حل الدولتين»!

العالم والفلسطينيون، وبعض اليسار الآفل في إسرائيل يقولون: إن هذه جريمة حرب موصوفة وإجراء تطهير عرقي. لولا «مدرسة الإطارات» في الخان الأحمر، ربما لم يكن الاعتصام الشعبي ينال هذه القوة والعناد ضد الهدم والترحيل. قد ينجح الهدم الوشيك، وقد يعودون مرة ثانية أو ثالثة لبناء ما تهدّم، كما فعلوا في قرية «باب الشمس» لكن صمود العراقيب على تكرار الهدم 134 مرة، غير صمود قرية الخان الأحمر على الهدم.

العراقيب سبقت إقامة إسرائيل، التي طردت معظم بدو النقب (وهم حالياً 240 ألف نسمة)، والخان الأحمر أقيمت بعد عشر سنوات على احتلال الضفة.

تقول إسرائيل: إن «تهويد النقب» هو خطة استراتيجية، كما تهويد الجليل، وتجميع بدو النقب في عدة قرى مخططة أقامت منها إسرائيل مدينة راس السبع فقط، المعترف بها.. ولكنها في ذيل القرى الفقيرة.

في نهاية الشهر الجاري، ستجري انتخابات بلدية في إسرائيل، وسيحاول الفلسطينيون في «نتسيرت عليت» تشكيل قائمة للفوز بعدة مقاعد بلدية لجعل المدينة مختلطة، كما حال مدينة يافا المختلطة التي ابتلعتها تل أبيب الكبرى، وتحاول «نتسيرت عليت» ابتلاع الناصرة عبثاً!

في غزة مقاومة شعبية «لكسر الحصار» دخلت أسبوعها الـ28 مع ثلاثة شهداء جدد، وفي أسبوعها الـ27 مع سبعة شهداء، وفي المحصّلة سقط حوالي 200 ضحية فلسطينية منذ آخر آذار حتى الآن، مقابل جندي إسرائيل قتيل واحد!

أمس، استكملت إدارة ترامب عقوباتها المتسلسلة ضد السلطة والشعب الفلسطيني بقرار أخير، هو وقف التمويل الأميركي لأجهزة الأمن الفلسطينية، بما يعني، عملياً، أن يتخذ الفلسطينيون قرار وقف التنسيق الأمني، ومن ثم زيادة وتيرة الاحتكاكات بين قوات الاحتلال والاحتجاجات الشعبية، دون أن تستطيع أجهزة الأمن الفلسطينية ضبط هذه الاحتجاجات السلمية والحيلولة دون اشتعالها أمنياً.

لم يعد في جعبة العقوبات الأميركية ضد السلطة والشعب إجراءات أخرى، فكم بقي في جعبة الصمود الفلسطيني؟ علماً أن جهات في جيش الاحتلال ذاته ترى مفاعيل أمنية سلبية سترتد على إسرائيل من بعض العقوبات الأميركية على «الأونروا» ومدارسها في غزة بخاصة، ووقف دعم مستشفيات الضفة، وإجبار السلطة على خيار وقف التنسيق الأمني بعد وقف التمويل الأميركي له. الضغط الأميركي وصل مداه، فهل وصل الاحتمال الفلسطيني له مداه؟

مرّ الفلسطينيون ومنظمتهم وسلطتهم بأوقات صعبة، لكن هذه أوقات عصيبة فعلاً، فكيف سيكون المخرج الوطني منها.. وخاصة في الشهور المتبقية من هذا العام؟ ربما بقوة اليأس مثلاً؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

28 و108  و 134 28 و108  و 134



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen