آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الطائرة والصاروخ

اليمن اليوم-

الطائرة والصاروخ

بقلم : حسن البطل

وأخيراً، أسقطت رشقة صاروخية سورية طائرة حربية إسرائيلية مغيرة. هذا حدث غير مسبوق منذ حرب العام 1973، حيث تساقطت طائرات إسرائيل على الجبهتين المصرية والسورية، وفي حرب اجتياح لبنان 1982 أسقط الفلسطينيون طائرة واحدة، وأسروا طيارها.

على الأغلب، كانت رشقة صاروخية، لأن الطائرات الحربية زُوّدت منذ حرب أكتوبر 1973 ببالونات حرارية تضلّل صواريخ الدفاع الجوي.
غير معروف، إلى الآن، هل استخدمت الدفاعات الجوية السورية صواريخ من نوع سام5، أم من منظومة متطورة روسية من نوع S300 أو S400.

حتى قبل الفوضى السورية 2011 اعتادت إسرائيل شن غارات جوية على مواقع سورية، وكانت تنسب أخبارها بلؤم إلى "حسب مصادر أجنبية"، كما كانت ذريعة إسرائيل المعلنة هي عرقلة إمدادات إيرانية صاروخية إلى "حزب الله"، باستثناء تدمير نواة بناء مفاعل نووي سوري قرب دير الزور بدعم كوريا الشمالية.

منذ العام 2015 صارت الأجواء السورية ملعباً لطائرات القتال: السورية التي تقصف المعارضة، والإسرائيلية التي تقصف المواقع العسكرية السورية، والروسية التي تدعم عمليات القوات الحكومية، ومؤخراً الأميركية، وكذا التركية التي تقصف مواقع كردية شمال سورية. على الأرض صارت سورية ملعباً لقوات برية محلية ـ إقليمية ـ دولية.

السؤال: هل يشكل إسقاط طائرة الـ F16 الإسرائيلية تغييراً في قواعد اللعبة الجوية ـ البرية في سورية، ونهاية اللعبة القديمة (غيم إند) وبداية لعبة جديدة، وقررت القيادة السورية مغادرة "سنردّ في الوقت المناسب".

قبل ذلك، أسقطت المعارضة في منطقة إدلب طائرة سوخوي روسية بصاروخ كتف، قيل إنه من طراز "ستينغر" الأميركي. وسبق للمعارضة أن هاجمت بطائرات مسيّرة قاعدة "حميميم" الجوية الروسية، وأعطبت سبع طائرات رابضة فيها.

لاحقاً، تدخل الطيران الحربي الأميركي في تدمير رتل مدرع لقوات النظام وحلفائه شرق دير الزور. على غير العادة، اتهمت موسكو واشنطن بأنها تنوي تقسيم سورية بحمايتها لقوات سورية الديمقراطية (قسد) المطالبة بسورية فيدرالية ـ لامركزية.

الطائرات الروسية والإسرائيلية تتجنّب صداماً جوياً، وموسكو لم تتلق من واشنطن رداً على طلب تنسيق لتجنب صدام جوي روسي ـ أميركي في السماء السورية.

إسرائيل وأميركا تقولان إنهما ستمنعان جسراً برياً إيرانياً عَبر العراق وسورية إلى لبنان، وتقول إسرائيل إن إيران تبني مصنعاً للصواريخ في لبنان، وإن ترسانة الصواريخ لدى "حزب الله" صارت كابوساً استراتيجياً.

كانوا يقولون: لا حرب في المنطقة دون مصر، ولا سلام دون سورية.. هذا بعد حرب 1973 وسلام كامب ديفيد. الآن صار لمحور "الممانعة" الذي سخروا منه، حزام صاروخي من إيران وسورية و"حزب الله" وغزة، إذا عمل معاً سيشكل تغييراً في موازين القوى مع إسرائيل.. حال اندلاع حرب إقليمية.

الفارق بين محور "الممانعة" وإسرائيل أن الأول تعمّد في معمودية الحرب والخراب، ومع أن إسرائيل قوية عسكرياً، لكن جبهتها الداخلية مثل "كعب آخيل" أو أن إسرائيل مثل قوقعة رخوة داخلياً على تلقي آلاف الصواريخ يومياً وعلى مدى شهور.
لا توجد مقارنة بين سلاح الجو الإسرائيلي وأسلحة الجو السورية والإيرانية، كما لا توجد مقارنة بين حزام الصواريخ لمحور الممانعة ووسائل الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، ولا بين معمودية النار والحرب والخراب بين الجانبين.
بدأت حرب أكتوبر 1973 باشتباك جوي قرب الساحل السوري، قبل أسابيع من اندلاعها، وكانت نتيجتها 13 طائرة سورية مقابل لا شيء. لماذا؟ لأن الطائرات الإسرائيلية كانت مزوّدة بصواريخ "هيل ـ فاير" الأميركية للقتال الجوي، دون حاجة لقتال "مهارشه" أو "دوغ فايتر" وأسقطت الطائرات السورية "من وراء الأفق".. دون اشتباك.

بدأت حرب لبنان 1982 بتدمير قواعد صواريخ سام ـ5 في البقاع عن طريق خدعة بطائرات مُسيَّرة أجبرت طواقم بطاريات سام ـ5 على تشغيل محركاتها.. ومن ثم الإجهاز عليها كلها!

بعد حرب أكتوبر 1973 قامت طائرة سورية بإحداث فرقعة صوتية في سماء حيفا حطّمت زجاج نوافذ المدينة، وردّت إسرائيل بفرقعة جوية في سماء دمشق حطّمت معظم زجاج نوافذها.

الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مواقع عسكرية سورية في الغوطة جاءت مع حرب جوية سورية لكسر المعارضة، وإسرائيل لا تريد أن ينتصر الجيش السوري على قوات المعارضة، وأميركا تتهم النظام السوري باستخدام غازات الكلور والبراميل المتفجرة.

إذا توقفت الغارات الجوية الإسرائيلية، يمكن القول إن إسرائيل تريد خفض عربدتها، وإلّا فإن الأمور قد تسير نحو انفجار كبير، مع إسقاط طائرات مغيرة أخرى، ولماذا ليس أميركية، أيضاً.

ملاحظة غير عابرة: نسخة F16 لدى إسرائيل وأميركا غيرها لدى دول أُخرى عربية وغير عربية!

المصدر : جريدة الأيام الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطائرة والصاروخ الطائرة والصاروخ



GMT 02:42 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

على هامش الانتخابات

GMT 16:24 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

اثنان. صفر. اثنان. صفر !

GMT 13:10 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أطراف النهار

GMT 08:56 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أطراف النهار "عصملية براسك" !

GMT 09:05 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المدقق والمحرر، الروائي والناقد
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:24 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

اجتماع للحكومه اليمنية للوقوف على الأوضاع الراهنة في تعز

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 01:44 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة توضح مساعدة الأنظمة الغذائية في التصدي للأمراض

GMT 12:20 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

وزارة التربية الفلسطينية تعلق الدراسة في "رام الله" و"البيرة"

GMT 04:58 2017 الأحد ,01 كانون الثاني / يناير

جاكلين عقيقي تؤكد أن "القوس" من الأبراج الأكثر تفاؤلًا

GMT 19:20 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النجم الفرنسي أوليفيه جيرو يحرز جائزة بوشكاش

GMT 13:49 2019 الخميس ,14 شباط / فبراير

عرض كارولينا هيريرا carolina Herrera 2015
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen