آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

شاعر «الطلاسم» أفصح بصيغة السؤال؟

اليمن اليوم-

شاعر «الطلاسم» أفصح بصيغة السؤال

بقلم/حسن البطل

مجيدون، ومجددون .. وصعاليك. من هم؟ الشعراء بخاصة. شعراء معاصرون كبار يرون في شعراء مجيدين أنهم مجددون، ونقّاد شعر يرون في شعر الشعراء الصعاليك تجديداً.

لكل شاعر، قديم او معاصر، أن يخصّ بالإعجاب ما يريد من شعر شاعر، وهكذا كنت قرأت للشاعر احمد دحبور تأثره ببيتين من شعر الشاعر المهجري إيليا أبو ماضي: «لا أكتفي وأخاف من قبل أن أكتفي / فكأنما في الاكتفاء حمامي»، أي موتي. كان صديقي غسان عبد الله سألني: هل الشاعر عمر ابو ريشة هو المعرّف بـ «شاعر الطلاسم»؟ السؤال جرّ إلى سؤال مني: هل هو القائل: «هل أنا يا بحر منكا» فقال: لا .. ومن ثم تذكّر وأهداني مجموعة مختارة من أجمل ما كتب شاعر «الطلاسم» إيليا ابو ماضي، من إصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب» ١٩٩٦.

كانت بعض أبيات قصيدة الطلاسم مقرراً مدرسياً في مدارس سورية، وبالذات «قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر منكا؟ / هل صحيح ما رواه البعض عني وعنكا؟ / أم تُرى ما زعموا زوراً وبهتاناً وإفكا؟ / ضحكت أمواجه مني وقالت: لست أدري».

في نقاش مع وضاح زقطان، وهو تتلمذ في مدرسة أردنية، خلافي أنا ودحبور وغسان عبد الله الذين تتلمذوا في مدارس سورية، علمتُ أنهم في مدارس الأردن درسوا مقاطع أخرى من «قصيدة الطلاسم» ومنها: «جئت لا أعلم من أين، ولكني أتيتُ / ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت / وسأبقى ماشياً إن شئت هذا أم أبيت / كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟ لست أدري».

اشتهرت قصيدة الطلاسم / بعد أن غنى محمد عبد الوهاب مختارات منها.
لا أقل من ٦٨ مرة تتكرر عبارة «لست أدري»، أعترف أنني قرأتُ «الطلاسم» كاملة، بفضل اصدار العام ١٩٩٦ «مهرجان القراءة للجميع»، فوجدتُ، كما الشاعر احمد دحبور، ما يعجبني منها، وبالذات تساؤله: «كم كياناً قد تلاشى في كياني واستحال / كم كيانا فيه شيء من كياني؟ لست أدري».

لا أظن أن بعض مقتطفات «الطلاسم» وجدت سبيلها الى المناهج المدرسية، أو في ما انشد محمد عبد الوهاب، وبخاصة نقده لرجال الدين: «إنني أشهد في نفسي صراعاً وعراكا / وأرى ذاتي شيطاناً وأحياناً ملاكا / هل أنا شخصان يأبى هذا مع ذاك اشتراكا / أم تراني واهماً فيما أراه؟ / لست أدري».

إيليا ابو ماضي ١٨٩١ - ١٩٥٧ ينتمي الى حركة التجديد الكبيرة في الأدب العربي، وما من شك ان معظم الأدب والشعر المهجري أضاف جديداً للأدب والشعر العربي، كما هو حال الأدب والشعر الأندلسي العذب والرقيق، حتى قالت ولادة بنت الخليفة المستكفي: «إني والله خُلقت للمعالي / أمشي مشيتي وأتيه تيها / أمكّن عاشقي من لثم خدّي / وأعطي قبلتي من يشتهيها» رداً على تغزل الوزير والشاعر ابن زيدون بها.

كان ابو العلاء المعرّي شكاكاً، وكان المتنبي حداثياً لأنه قال: «على قلق كأن الريح تحتي»، لكن «الرابطة القلمية» لشعراء المهجر (جبران خليل جبران من أبرزهم) أضافت جديداً للأدب والشعر العربي، لأن الشعراء والأدباء انتقلوا من الوطن الى وطن جديد في «العالم الجديد» كما الأدب والشعر الأندلسي نتيجة انتقال العرب من بيئة صحراوية عموماً الى بيئة جديدة في أوروبا.

هذا لا يعني أن الشعراء المهجريين لم يتطرقوا في شعرهم الى قضايا بلادهم ووطنهم الأم، فهناك في مختارات إيليا أبو ماضي قصيدة معنونة «فلسطين» .. ولكن لا جديد ولا تجديد فيها شكلاً ومضموناً.
ايضاً، هناك شاعر مهجري عروبي هو «الشاعر القروي» رشيد سليم الخوري، الذي عاد من مهجره الى وطنه سورية، اول قيام الجمهورية العربية المتحدة، ومدح فيها العروبة الجديدة كما يراها في نواة الوحدة العربية، وجمال عبد الناصر، والقى شعره في مديحها في مدرج كرة القدم بدمشق، كما فعل محمود درويش في زمن آخر، وشعر آخر، ومرحلة عربية وفلسطينية أخرى.

باستثناء «الغزل» فإن معظم مواضيع الشعر العربي القديم قد تغيّرت، معنى ومبنى، وأبرزها كان: الوقوف على الأطلال، والفخر، والهجاء، والنسيب .. وحتى المديح لم يعد كما كان.

«ولذا أزداد بُعداً كلما ازددت اقترابا / وأراني كلما أوشكت أدري .. / لست أدري»!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاعر «الطلاسم» أفصح بصيغة السؤال شاعر «الطلاسم» أفصح بصيغة السؤال



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:24 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

اجتماع للحكومه اليمنية للوقوف على الأوضاع الراهنة في تعز

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 01:44 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة توضح مساعدة الأنظمة الغذائية في التصدي للأمراض

GMT 12:20 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

وزارة التربية الفلسطينية تعلق الدراسة في "رام الله" و"البيرة"

GMT 04:58 2017 الأحد ,01 كانون الثاني / يناير

جاكلين عقيقي تؤكد أن "القوس" من الأبراج الأكثر تفاؤلًا

GMT 19:20 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النجم الفرنسي أوليفيه جيرو يحرز جائزة بوشكاش

GMT 13:49 2019 الخميس ,14 شباط / فبراير

عرض كارولينا هيريرا carolina Herrera 2015
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen