ارفضَّ سامر مؤتمر "فتح" السابع، أو مؤتمر الأيام الستة، أو مؤتمر الأسماء لا الأفكار، كما قال صديق. طيلة شهر، تقريباً، قبل المؤتمر، كانت المسألة، همساً وضجيجاً، حول عضوية المؤتمر، ولأيام بعد ارفضاضه، والإعلان الرسمي عن قائمتي المنتخبين لعضوية "المركزية" و"الثوري"؛ صارت المسألة تذكّر بنتائج امتحانات "التوجيهي"، أي تدريج علامات النجاح، أو ترتيب الفائزين المنتخبين.
كما في سائر مؤتمرات حركية سبقت، كانت معادلة التجديد والاستمرار، أو الوجوه القديمة والجديدة، وكعادة مؤتمرات سبقت أخذ جيل الاستمرار حصة أكبر من جيل التجديد، وأبرز ما في ستة وجوه جديدة في "المركزية" انتخاب امرأة، ما اضطر رئيس الحركة في المؤتمر السابق (بيت لحم 2009) إلى تعيين امرأة وفق صلاحياته بإضافة أعضاء!
شخصياً، لا أعرف معادلة التجديد والاستمرار في عضوية "الثوري" لأن 10% تقريباً من أسماء الفائزين معروفة لدي!
حضرت امرأة مناضلة في "المركزية" وغابت شخصيات القدس عنها، وقد يضطر الرئيس لإضافة وجه مقدسي إليها، لكن كانت للقدس في "الثوري" حصة، وللبعض أن يراها كافية أم لا!
مع كل مؤتمر، يقلّ عدد "الأبوات" لصالح الأسماء الرباعية الصريحة رسمياً، والمرفقة بهامش تعريف لها من أسماء حركية. هذا جانب من عملية "مؤتمر التجديد والاستمرار" على حدّ وصف ناصر القدوة في حديث لـ "الأيام" قبل المؤتمر.
جانب آخر من جدّة المؤتمر السابع، أنه كان أكثر من سابقيه، مؤتمراً فلسطينياً وعربياً ودولياً (حوالي 30 وفداً عربياً وفلسطينياً)، إضافة لاقتراح الرئيس الذي أقره المؤتمر بتعيين ثلاثة أسماء من قدامى الحركة، أو "الأبوات" ربما غير صلاحيته تعيين عدد محدود من الأعضاء، سواء في "المركزي" أو "الثوري".
في المؤتمر السابع، تغيّر ترتيب أسماء الأعضاء القدامى، بعضهم صعد درجة أو درجات في الترتيب، وبعضهم الآخر نزل درجة أو درجات، حسب درجة رضا الأعضاء الناخبين عن عملهم بين المؤتمرين، وهذا نوع ديمقراطي (أو شخصي!) من المحاسبة!
مع ذلك، بقي ـ كما أرى ـ خلل في عملية الانتخاب، وبخاصة لجنة عضوية "الثوري"، حيث أن نظام الحركة الداخلي يُلزم أعضاء المؤتمر بانتخاب عدد كامل من قائمة المرشحين، أي 80 اسماً.
مع ذلك، ربما كان في هكذا نظام داخلي للحركة ميزة غير مباشرة، وهي تأثيرها على تدريج أو ترتيب قائمة الفائزين من جيل الاستمرار، وهي قد تكون دعوة ضمنية لحث الفائزين على حسن القيام بمهام العضوية في "الثوري" باعتبار أن أعضاء "المركزي" الأقل عدداً والأكثر شهرة أسهل في عملية الانتخاب ونتائج تدريج المنتخبين.
مثلاً، في المؤتمر السادس، وهو أول مؤتمر حركي في البلاد، حلّ المناضل مروان البرغوثي ثالثاً، لكن في السابع جاء أولاً، ما دفع الرئيس للاتصال، في الرابعة صباحاً، بالسيدة فدوى، قرينة مروان، لتهنئتها المزدوجة، لأنها تصدّرت المنتخبين للمجلس الثوري، بعدما تصدّرت "آمنة جبريل" الفلسطينية اللبنانية قائمة الثوري في المؤتمر السادس.
في خطابه "الكاستروي" فقط، من حيث طوله غير المعتاد، قال الرئيس إن العام المقبل هو عام الدولة والاستقلال، وهذا من نوع "يرونها بعيدة ونراها قريبة" التي كان يُردّدها أبو عمار.
أحد الأصدقاء تفكّه متسائلاً: كيف تصادف مؤتمر بازل الصهيوني 1897، ووعد بلفور 1917، وقرار التقسيم 1947 ونكسة حزيران 1967، والانتفاضة الأولى 1987. لكنه عندما تحدث عن العام 1517 كبداية الاحتلال العثماني، قلت له أن يتأكد من "غوغل" لأن معركة مرج دابق كانت في العام 1516. كل ما في الأمر أن تاريخ الصراع مزدحم بالأيام والسنوات والمناسبات.
بعد إعلان اتفاقية مبادئ اوسلو، توافقتُ مع زميل لي أن دولة فلسطينية لن تقوم قبل العام 2017، ويبدو أن رهاننا الذي بدأ مبكراً كان سهماً طائشاً!
ترافقت أيام المؤتمر الستة، مع أول نوة شتوية مدرارة، بعد أن "بخبخت" السماء قبلها، وتلت "البخبخة" أيام غبراء ذات عواصف ريح باردة. تحت وابل من المطر والريح، تولّى جنود "الحرس الرئاسي" تأمين المؤتمر، وهم يستحقون تنويهاً وشكراً غاب عن كلمات المؤتمرين!
إلى هذا، ما أن فرغ رجال الدفاع المدني من إطفاء الحرائق، حتى انهمكوا في تسليك بواليع الشوارع من فيض الأمطار، ومعالجة انسداد بواليع الصرف الصحي كالعادة، التي زادتها وطأة رياح قوية تطايرت فيها الأوراق والأكياس البلاستيكية، ونفضيّات أوراق الشجر المتساقطة، التي تعب الكنّاسون في رفعها عن الأرصفة ومن الشوارع، وهم يستحقون الشكر، أيضاً.
خاطرتان
بنت تبدو في الثالثة، يدها بيد أمها تقطعان الشارع من مسار المشاة تحت المطر. الأم الحذرة تلتفت يمنة ويسرة. البنت تتأرجح وتنطُّ على الزيح الأبيض، كأنها لاهية وتلعب لعبة "إكس".
أم والدة تدفع بيسراها عربة طفل رضيع، وبيمناها تردُّ على هاتف محمول. طفلة أخرى في الثالثة تقريباً، تمسك بأطراف سترة الأم.. والموكب يقطع الشارع من رصيف إلى آخر.
ملاحظة
زينة الميلاد هذه السنة أبهى وأجمل مما سبقتها، وأكثر توفيراً في اختيار أضواء كهربائية حلوة وموفرة للطاقة، كما أن انقطاعات الطاقة الكهربائية من شدة الأحمال في طقس عاصف، كانت قصيرة.
أما برنامج احتفالات بلدية رام الله بأعياد الميلاد، فقد جاء متنوعاً وحافلاً. كل سنة ميلادية ونحن في خير.. "إن شاء الله" وهذه عبارة كتبت عن ذيوعها جريدة أميركية، ونقلت "الأيام"، أمس الأول، عنها بلفظها العربي والإنكليزي.. وأيضاً الإسباني.
أمامنا سنة اختبار صعبة.
أرسل تعليقك