آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

قمة استعادة الدور الإقليمي؟

اليمن اليوم-

قمة استعادة الدور الإقليمي

بقلم/وليد شقير

يحتاج القادة العرب إلى الكثير من الجهد لاستعادة الدور الإقليمي على رغم أن قمة البحر الميت أظهرت أن هناك استشعاراً جدياً بالحاجة إلى تعويض الغياب والانكفاء عن الدور الفاعل في الأزمات الإقليمية والحلول لها.

فالانكفاء فسح المجال لإيران لأن تتقدم في ساحات المواجهة الحالية بينها وبين الدول العربية التي تتعرض لانتهاك أراضيها ونسيجها الاجتماعي والسياسي، طوال 3 عقود من العمل الدؤوب عبر إنشاء قواعد وأذرعة التدخل فيها، تحت عنوان تصدير الثورة أحيانا، وبتوسل التعبئة المذهبية أحياناً أخرى، وبادعاء تقدم الصفوف في مواجهة الإمعان الإسرائيلي في إلغاء حقوق الشعب الفلسطيني، لتوظيفه في تبرير امتداداتها.

على رغم أن القمم العربية وقراراتها باتت مملة وتكراراً بلا فاعلية، فإن قمة البحر الميت حملت جديداً يمكن البناء عليه على طريق الألف ميل لاستعادة المبادرة. وإذا كان الإجماع العربي على إدانة تدخلات إيران في الدول العربية هو النقطة الأكثر وضوحاً، خلافاً لتحفظات سابقة من بعض الدول، فإن هذا الأمر لم يكن ليتم لولا تراكم عمل عسكري، منذ سنتين، عبر «عاصفة الحزم» التي قادتها السعودية في اليمن لمواجهة الاقتحام الإيراني. في 26 آذار (مارس) 2015 حين انطلقت العملية العسكرية ضد المراهقة الحوثية المدعومة إيرانياً، بدا أن هناك استفاقة عربية حيال التوغل الإيراني. وانطلاق التدخل العسكري العربي أظهر خلال سنتين، على رغم ما تخللهما من مآس، أن قرار المواجهة أُعد له، مع سابق تصور بأنها مواجهة طويلة النفس، إذا جاءت معطوفة على ما يدور في سورية والعراق ولبنان والبحرين وسائر الدول الخليجية التي لطهران أذرع فيها. خلافا للدعاية الإيرانية عن فشل «عاصفة الحزم»، فإن استعادة جيش الشرعية اليمنية 80 في المئة من الأراضي، يسقط الادعاء بالانتصار. والوعد الإيراني بالانتصار في سورية يتجدد كل بضعة أشهر، من دون أن تتمكن طهران على رغم المساندة الروسية والمآسي خلال 6 سنوات، من تثبيت سيطرتها على بلاد الشام. تحتاج طهران إلى التوقيع العربي للتسليم بتثبيت نظام إقليمي هي محوره، فلم تحصل على التوقيع. إلا أن الأمر احتاج إلى أكثر من هذا الموقف السلبي حيال تمددها، وتطلّب تدخلاً مقابلاً، ولو اختلفت أساليبه وفق كل ساحة. فلا إمكان لمقاومة نظام إقليمي يرجح كفة إيران، وترجيح نظام متوازن أساسه مصالح المنظومة العربية، إلا بعمل عسكري مقابل، وصلابة في الموقف، ليلعب العرب دورهم في ترتيباته.

قد تشكل قمة البحر الميت بموازاة المواجهة الدائرة محطة على الطريق الطويل، نظراً إلى مصالحات عدة تخللتها، سبقتها مساع، ويفترض أن تتبعها جهود كبيرة. الحديث هنا عن المصالحة المصرية السعودية بعد فتور في التعاطي مع أزمات المنطقة ولا سيما سورية. والمصالحة السعودية العراقية، ورفع التحفظ الخليجي عن التضامن مع لبنان، بعد الارتياب بموقف سلطاته. والتوافق على وحدة المقاربة للتفاوض الفلسطيني الإسرائيلي، الذي كانت تأمل واشنطن التمهيد له بتعديل المبادرة العربية للسلام بحيث يتقدم التطبيع مع إسرائيل على قيام الدولة الفلسطينية. غير أن القمة تمسكت بالمبادرة لأن أياً من العرب لا يملك أي ضمانة باستعداد إسرائيل لحل الدولتين في ظل تصعيدها الاستيطان.

من الطبيعي أن يوازي هذه الجهود تأقلم الداخل في كل من الدول المعنية مع الحاجة لاستعادة الدور، ما يطرح تحديات متنوعة في كل دولة. فدول تعاني من الانقسام وضعف السلطة المركزية، ومعرضة لأزمات اقتصادية واجتماعية، ستكون عاجزة، ولو اجتمع قادتها، عن قول كلمتها في التسويات الكبرى. يكفي أن العراق أمام تحدي استعادة دور السلطة فيه، بعد الانتهاء من هزيمة «داعش» التي سوغت لطهران مزيداً من الهيمنة. كل هذا مدعاة لترقب جدية إعادة اللحمة العربية ليحسب اللاعبون الدوليون والإقليميون حساباً لها.

قمة البحر الميت التأمت غداة قمة روسية - إيرانية وعد فلاديمير بوتين بأن ترتفع إلى مقام العلاقة الاستراتيجية، مع غضه النظر عن قصف النظام السوري الوحشي الغوطة الشرقية، بموازاة زعمه في رسالته إلى القادة العرب نيته تطوير التعاون مع الجامعة العربية، فموازين القوى على الأرض هي التي تحدد أياً من الخيارين سيسلك. وواكبت القمة العربية مفاوضات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في تركيا حول الحرب على «داعش» في سورية وتنظيم تقاسم النفوذ على أرضها بعد تحرير الرقة، في غياب الدور العربي الذي يقتصر على حضور الأردن مفاوضات آستانة.
قمة البحر الميت أسست لمسار، وما بعدها هو الأهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة استعادة الدور الإقليمي قمة استعادة الدور الإقليمي



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen