آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الفُجر فى الخصومة

اليمن اليوم-

الفُجر فى الخصومة

بقلم : كريمة كمال

فى تصريح له فى لقاء استضافته «المصرى اليوم» قال «إسماعيل هنية»، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس: «قطاع غزة مصدر حماية لأمن مصر القومى»، يأتى هذا بعد أن تغيرت طبيعة العلاقات ما بين مصر وحركة حماس، وتكررت زيارات حماس لمصر، ضمن وساطة مصر للتصالح ما بين «فتح» و«حماس».. كيف يمكن أن ننظر إلى هذه التصريحات، بل كيف يمكن أن ننظر إلى كل تلك الزيارات المتكررة من حماس إلى مصر، وفى المقابل زيارات الوفود المصرية لحماس، ضمن إطار الوساطة المصرية ما بين الفصائل الفلسطينية؟أتساءل: كيف ننظر إلى هذه العلاقات التى تبدو دافئة، والذاكرة لم تُسقط بعدُ كل ما كان يقال فى الإعلام المصرى عن حماس ودورها ضد مصر؟!لا أحد ينسى كيف كان الإعلام المصرى يوغل فى الهجوم على حماس، ويتهمها بكل التهم، منذ أن كانت التهم تدور حول دور حماس المزعوم فى ثورة يناير إلى الأنفاق واستغلال حماس لها لتهريب السلاح والإرهابيين إلى أرض مصر.كل ما استقر من الخطاب الإعلامى المصرى ضد حماس أنها بكل الأشكال تهديد للأمن القومى المصرى.فى الخطاب الإعلامى المصرى كانت حماس هى العدو الذى يجب علينا أن نحذره.

والآن جرت الأيام، وتغيرت الأوضاع، وصار إسماعيل هنية يقول إن غزة مصدر حماية لأمن مصر القومى، وتتصدر تصريحاته تلك صفحات الصحف المصرية، أى تتصدر الإعلام المصرى.المشكلة هنا- كما قلت- أن كل ما جاء فى الإعلام المصرى ضد حماس لم تسقطه الذاكرة، ومازال حياً فيها ينبض، فكيف يتقبل المتلقى الخطاب الحالى الذى يصور حماس مصدر حماية للأمن القومى المصرى، بينما خطاب الهجوم عليها وتصويرها كعدو مازال حيا لم يمت؟المشكلة الحقيقية هنا أن الخلافات السياسية واردة بين الدول، لكن الوارد أيضا أنه لا شىء ثابت فى العلاقات السياسية بين الدول، وأنها تشهد مدًا وجزرًا واتفاقًا واختلافًا وعداءً وصداقةً، وعدو الأمس صديق اليوم، فالعلاقات السياسية متغيرة،

لذا فالدبلوماسية ما بين الدول تلعب دورها بحرص فى التعامل مع المواقف باختلافها وانقلاباتها، أما الإعلام- بالذات إعلامنا- فيلعب دوره بشكل آخر تمامًا.الإعلام المصرى يلعب دوره فى الخلافات السياسية بيننا وبين الدول بطريقة المعركة الصفرية، فما إن يلوح أن هناك خلافًا ما حتى ينطلق الإعلام لينال من الدولة الأخرى بصفتها الخصم الدائم، ويذهب فى هذا الاتجاه إلى أقصى الدرجات الممكنة، بحيث يصبح التراجع عن هذا المدى أمرًا صعبًا، بل مستحيلًا، فالإعلام يبالغ فى الهجوم، ويصور الدولة الأخرى بصورة العدو الدائم، بل يشيطنها، ويشيطن أفعالها،

ويحيك القصص العديدة المختلفة حول دور هذه الدولة فى استهداف مصر ومحاولة النيل منها.هل نسى أى منا كل ما صرخت به برامج التوك شو عن مؤامرات حماس ضد مصر؟فى العلاقات السياسية عدو الأمس صديق اليوم، أما الإعلام فهو شىء آخر تمامًا، هو صورة يتم تجسيدها، ويصعب محوها.. وهذا الأمر ليس مقصورًا على الإعلام وحماس، فلنا فيما لعبه الإعلام من دور فى الأزمة مع السودان دليل على الدور الذى يلعبه الإعلام فى الأزمات السياسية مع الدول، ولا أعتقد أن هذا ينطبق على أى إعلام، فهو فقط ينطبق على الإعلام المصرى الذى يَفْجُر فى الخصومة إلى حد قطع كل الأواصر والروابط، ويصبح السؤال:ما الذى يمكن أن يفعله هذا الإعلام إذا ما تغيرت الظروف، وأصبح عدو الأمس صديق اليوم؟هل ينقلب الإعلام ليحيى الصديق أم يلزم الصمت؟!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفُجر فى الخصومة الفُجر فى الخصومة



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen