بقلم : معتز بالله عبد الفتاح
هذا كلام أحب أن أذكر به نفسى فى كل مناسبة دينية مهمة، وكلما كتبته أو مثله وجدت الأصدقاء يتعاملون معه وكأنهم يسمعونه لأول مرة، فهى تذكرة، ومن شاء ذكر وتذكر.
لا تحمدن أحداً على فضل الله، ولا تذمنّ أحداً على ما يعطيك الله، فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص أو ترده عنك كراهية كاره، وإن الله بفضله وعدله قد جعل الروح والفرح فى الرضا واليقين، وجعل الهم والحزن فى السخط والشك، سبحانه يعطى من يشاء بفضله ويمنع من يشاء بعدله ولا يسأله مخلوق عن علة فعله ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله، سبحانه قد يعطى وهو يمنع، وقد يمنع وهو يعطى وقد تأتى العطايا على ظهر البلايا وقد تأتى البلايا على ظهر العطايا وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ بفضلها يا رب لا تكلنا إلى أحد، وأغننا يا رب عن كل أحد، يا مَن إليه المستند، وعليه المعتمد، خالق البشر فرد صمد، منزه فى ملكه ليس له شريك ولا ولد، ورزقه ميسر يجرى على طول المدد، يا إلهنا خذ بأيدينا من الضلال إلى الرشد، ونجنا من كل ضيق ونكد، يا إله الفضل بحق «اللَّهُ الصَّمَدُ الذى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَد»، لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم، اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل، يا حى يا قيوم برحمتك نستغيث، اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى نفوسنا طرفة عين وأصلح لنا شئوننا كلها، لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين، اللهم إنا عبيدك، بنو عبيدك، بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم لك سمَّيت به نفسك أو أنزلته فى كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به فى علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا وذهاب غمومنا.
سئل الحسن البصرى عن سر زهده فى الدنيا، فقال: أربعة أشياء: علمت أن عملى لا يقوم به غيرى فاشتغلت به، وعلمت أن رزقى لا يذهب إلى غيرى فاطمأن قلبى، وعلمت أن الله مطلع علىَّ فاستحييت أن يرانى على معصية، وعلمت أن الموت ينتظرنى فأعددت الزاد للقاء ربى.
ورأى إبراهيم بن أدهم رجلاً مهموماً فقال له: أيها الرجل إنى أسألك عن ثلاث تجيبنى، قال الرجل: نعم، فقال له إبراهيم بن أدهم: أيجرى فى هذا الكون شىء لا يريده الله؟ قال: كلا، قال إبراهيم: أفينقص من رزقك شىء قدره الله لك؟ قال: لا، قال إبراهيم: أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله فى الحياة؟ قال: كلا فقال له إبراهيم بن أدهم: فعلامَ الهم إذن؟!
وأستأئذن حضراتكم فى أول إجازة أحصل عليها من الكتابة فى «الوطن» منذ مارس ٢٠١٢.
إلى كل الأصدقاء: عيد سعيد.
أرسل تعليقك