آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

إن صدقت التأكيد الأمريكية أو لم تصدق

اليمن اليوم-

إن صدقت التأكيد الأمريكية أو لم تصدق

عريب الرنتاوي
بقلم - عريب الرنتاوي

إن صحت التأكيدات الأمريكية بأن إيران، وليس الحوثي، هي المسؤولة عن الهجمات على موقعي ابقيق وخريص السعوديين، وإن الطائرات المسيرة – أو الصواريخ التي استخدمت فيها قد انطلقت من إيران، وليس من اليمن، فإن الأمر يشفُّ عن فضيحة من العيار الثقيل، ويستبطن أخطر المعاني والدلالات.فالهجمات، إن صحت الروايات، هي عدوان إيراني صريح على المملكة، وهي ترقى إلى مستوى إعلان الحرب على السعودية، وعن سبق الترصد والإصرار ... وهي فعلة، سيكون لها ما بعدها، فلا أحد في هذا العالم، بمقدوره العيش مع «شرطي خليجي ثان»، ولكن بعباءة دينية هذا المرة.وهي فضيحة لإيران – الثورة والدولة على حد سواء – إذ كيف تتلطى دولة إقليمية كبرى، خلف جماعة فقيرة، وتستجلب أبشع ردود الفعل الانتقامية ضد بلد فقير، معدم، يتعرض للتدمير والإبادة منذ خمس سنوات على التوالي، وفيه ما يكفيه من حروب متناسلة، وقتل مجاني وجوع ومرض وأوبئة... ولديه أفقر المؤسسات والبنى التحتية، وأدنى مستويات الدخل على المستويين الوطني والفردي ... كيف تقبل إيران، لمن هو حليف موثوق لها، أن يجابه تحدياً من هذا النوع.وهي فضيحة في المقام الثاني، للحوثيين أنفسهم، إذ كيف يرتضون لأنفسهم وبلدهم القيام بدور «كيس الملاكمة» الذي يتلقى الضربات المؤلمة، في تمرينات و»بروفات» ليس لهم فيها ناقة ولا جمل ... كيف يرتضون «الاستخدام» الإيراني لمعاناتهم لتحقيق مآرب وأهداف، تخدم إيران واستراتيجيتها الإقليمية والدولية، ولا تخدم أهداف الشعب اليمني وتطلعاته أبداً، وهم الذي ما انفكوا يقدمون أنفسهم بأنهم حملة مشاعل المشروع الوطني اليمني، وأنهم وحدهم، من يتملك زمام قرارهم بأيديهم، بخلاف جيوش «المرتزقة» التي تتبع هذه العاصمة أو تلك.لكننا والحق يقال، لسنا على يقين من صحة ما تقوله الإدارة الأمريكية وتروّج له من معلومات وتأكيدات ... فذاكرتنا حافلة بالأكاذيب التي انخرط فيها البيت الأبيض ووزارة الخارجية بنشاط... صورة كولن بأول في مجلس الأمن في العام 2003، ما زالت تقرع جدران مخيلتنا، وهو يعرض أدلته وبراهينه على المجتمع الدولي مبرهناً على أن صدام حسين يتوفر على أسلحة دمار شامل، وأن لديه «روابط» مع القاعدة وأسامة بن لادن ... تلك الأكاذيب التي صدّق عليها وعمل على نشرها، وأضاف إليها، طوني بلير من موقعه في 10 داوننيغ ستريت – لندن – بريطانيا العظمى.ونزداد شكاً حين نرى مايك بومبيو، أحد أهم من تبقى من صقور الإدارة «ومحافظيها الجدد»، يبادر منذ اليوم إلى تأكيد مسؤولية إيران عن الهجمات، فيما آثر رئيسه التريث قليلاً، وترك لإيران «ميزة الشك» بوصفها المتهم الوحيد بالحرب على «قلب صناعة النفط العالمية» .... مثل هذا التناقض، أو التفاوت في الروايات، يحسب لصالح المتهم، الذي هو بريء حتى تثبت إدانته ... وهو ما يجعلنا بين متشكك بالرواية، غير قابل لتصديقها، وننتظر بفارغ الصر أن يكون هناك تحقيقاً دولياً نزيهاً وشفافاً قي ذيول الواقعة ومجرياتها.الحراك الأمريكي النشط منذ واقعة ابقيق – خريص، يهدف إلى بلورة «الخطوة التالية» لإدارة ترامب ... وثمة من يجري موازنات بين كل الخيارات والسيناريوهات والبدال، وثمة «محاسبين» يراجعون بمنتهى الجدية، حسابات الجدوى ويضعون كل خيار في ميزان الربح والخسارة، وثمة من يصرخ من بعيداً مستعجلاً دفع الأموال للخزانة الأمريكية ومجمع الصناعات الحربية ... الحسابات التجارية لها مكانة أكثر وزناً من الحسابات الاستراتيجية، طالما أن الأزمة الخليجية برمتها، ليس من وزن استراتيجي كما قال ترامب حين أكد أن بلاده لم تعد بحاجة لغاز الخليج ولا نفطه، وإن كانت مستعدة لمساعدة أصدقائها وحلفائها إن هم استعدوا لدفع الثمن.لا بد من تحقيق دولي نزيه وشفاف فيما حصل، سيما بعد أن قالت موسكو وباريس أن ليس لديها معلومات كافية عن منصات انطلاق الهجمات ولا من يقف وراءها ... بريطانيا – جونسن 2019، تعيد انتاج ما فعلته بريطانيا – بلير في 2003 ... لا أحد يريد أن يتعلم من درس العراق، لأنهم ببساطة لا مصلحة لهم في تعلم الدرس .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إن صدقت التأكيد الأمريكية أو لم تصدق إن صدقت التأكيد الأمريكية أو لم تصدق



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen