آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الكونفدرالية الخطرة ... ثنائية كانت أم ثلاثية

اليمن اليوم-

الكونفدرالية الخطرة  ثنائية كانت أم ثلاثية

بقلم : عريب الرنتاوي

حين تكون الكونفدرالية أو حتى الفيدرالية، خياراً طوعياً مستقلاً للشعبين الأردني والفلسطيني، فلا غبار عليها ولا خوف منها، وأحسب أنها ستحظى بتأييد غالبية واسعة من شعبين متجانسين، بينهما من الروابط والمشتركات ما يوحدهما ويجمعهما.

لكن حين تكون الكونفدرالية أو الفيدرالية، خياراً مفروضاً عليهما، مستجيباً لمصالح إسرائيل، وإسرائيل وحدها، ومخرجاً لها من «مأزق الديموغرافيا» الفلسطينية، ومكافأة لها على ضمها الزاحف لـ»الجغرافيا الفلسطينية»، فتلكم واحدة من أخطر التهديدات التي لا تجبه المشروع الوطني الفلسطيني وحده، مشروع العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، بل وتطاول بتأثيراتها أسس الكيانية والهوية الأردنيتين، وتمس أمن الأردن واستقراره.

لا جدال في دعم أي مشروع وحدوي أردني فلسطيني، وعلى أي مستوى جاء أو شكلاً اتخذ ... لكن اليقظة والحذر، يمليان على الأردنيين والفلسطينيين على حد سواء، التنبه لما يحاك لهما في غرف نتنياهو – كوشنير – جرينبلات السوداء المغلقة: إنهم يريدون تصفية قضية الشعب الفلسطيني الوطنية، على حسابه وعلى حساب الأردن والأردنيين ... أنهم يريدون تحويل الصراع التناحري القائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلى صراع ممتد بين الأردنيين والفلسطينيين، فالحذر الحذر.

الولايات المتحدة في عهد إدارة اليمين الشعبوي – الإنجيلي – الصهيوني، المنحاز كلياً إلى جانب اليمين الإسرائيل المتطرف دينياً وقومياً، ماضية في تفكيك أركان المشروع الوطني الفلسطيني الثلاثة: العودة وتقرير المصير والقدس ... بدأت العملية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها ... وتمر الآن باستهداف «حق العودة» من خلال استهداف الرمز الأممي لنكبة الفلسطينيين ولجوئهم: الأونروا، أو محاولات إعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني، لحصره بالجيل الأول، الآيل للرحيل عن هذه الدنيا، توطئة لشطب العودة والتعويض بعد نزع صفة اللجوء عن الغالبية الساحقة من اللاجئين، وستتواصل غداً بالعمل على إجهاض حلم الاستقلال الوطني والدولة السيدة وتقرير المصير لملايين الفلسطينيين في الوطن المحتل والمحاصر والشتات.

اليوم، تفوح من جولات كوشنير ولقاءاته في الغرف المغلقة، رائحة الانقضاض على مشروع تقرير المصير والدولة، فلا مطرح للدولة الفلسطينية القابلة للحياة بعد كل هذا الزحف الاستيطاني السرطاني، ولا قبول إسرائيلياً بفكرة «الدولة الواحدة ثنائية القومية» ... ليبقى الخيار، بحث عن «شريك عربي» لاستيعاب فائض الديموغرافيا الفلسطينية، وإدارة بقايا الضفة الغربية وكانتوناتها.

من أسف، أننا لم نسمع عن أطروحات كوشنير وعروضه، إلا مؤخراً، مع أنها طرحت قبل عدة أشهر على أقل تقدير، ولم نسمع بها من مصدر فلسطيني أو عربي، بل قرأناها في صحيفة «هآرتس» وبعض المواقع الإسرائيلية ... من المؤسف أن الرئيس الفلسطيني اختار إبلاغ شعبه بهذه العروض «التصفوية» من خلال وفد إسرائيلي زاره مؤخراً، مع أنه كان حرياً به مكاشفة شعبه عبر منبر فلسطيني، وبلسان عربي مبين، وليس من خلال منابر إسرائيلية، ومترجمة عن العبرية.

مؤسف أن الرئيس يتخذ في جلسة مع وفد زائر (كوشنير وصحبه) قراراً بقبول الكونفدرالية مشترطاً أن تكون ثلاثية (مع إسرائيل أيضاً) وليست ثنائية فحسب، مع أن أي مؤسسة فلسطينية لم تبحث الأمر ولم تتخذ بشأنه أي قرار، وهو قرار يمس صميم المشروع الوطني الفلسطيني وعنوان نضال شعب فلسطين منذ أربعين عاماً أو أكثر.

وسوأ أقصد الرئيس إحراج الجانب الأمريكي لمعرفته المسبقة بتعذر قبول إسرائيل بكونفدرالية ثنائية أو ثلاثية، أو أنه كان يعني ما يقول، فالنتيجة واحدة: الرئيس يتفرد بقرار، أو موقف، كان حرياً به أن يخضعه لدراسة معمقة في المؤسسات الفلسطينية، بل وربما احتاج الأمر استفتاء الشعب الفلسطيني على أمر جلل بهذا الحجم.

والخلاصة، أن معالم وأركان «صفقة القرن» تتضح يوماً إثر آخر، ليس بالأقوال فحسب، وإنما بالأفعال كذلك، ومع ذلك يخرج علينا بين الحين والآخر، هذا المسؤول أو ذاك، ليقول لنا بأننا لم نطلع على هذه المبادرة، ولم تُعرض علينا رسمياً، ومن المبكر اتخاذ موقف حيالها قبل ذلك ... والمعيب أن موفد الرئيس الأمريكي لعملية السلام جيسون جرينبلات، ينتقد الفلسطينيين في مقالة له نشرت مؤخراً في صحيفة شيلدون إديلسون، «إسرائيل هيوم»، لأنهم يرفضون الصفقة قبل الاطلاع عليها ... تلك أثاركم تدل عليكم، وما تفعله واشنطن، هو أوقح تعبير عن الصفقة، وأسوأ وسيلة لعرضها والكشف عن مضامينها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكونفدرالية الخطرة  ثنائية كانت أم ثلاثية الكونفدرالية الخطرة  ثنائية كانت أم ثلاثية



GMT 04:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وكيل أميركا في سوريا

GMT 04:58 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عيون وآذان (أهم أخبار إدارة ترامب)

GMT 04:52 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

إنصافا للدبلوماسية المصرية

GMT 04:38 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف قبلي!!

GMT 04:36 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

خفض الأسعار والتضخم
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen