آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

وقائع الساعات الـ «12» على الحدود بين الكوريتين

اليمن اليوم-

وقائع الساعات الـ «12» على الحدود بين الكوريتين

بقلم :عريب الرنتاوي

حدثنا السفير الكوري (الجنوبي) في فيينا، ومندوب بلاده لمنظمة حظر الانتشار النووي التي تتخذ من العاصمة النمساوية مقراً لها، عن وقائع الساعات الاثنتي عشرة، التي قضاها الزعيمان الكوريان في المنطقة الفاصلة بين بلديهما، ففاض واستفاض في شرح المناخات الإيجابية للقاءات الزعيمين، وكيف أنهما تبادلا اجتياز “الخط الوهمي” الفاصل بين شطري كوريا، في دلالة رمزية على رغبتهما الصادقة في تطبيع العلاقات وبناء السلام وتوحيد شبه الجزيرة ... كما أنهما وزوجتيهما، قضيا وقتاً في مشاهدة العروض الفولكلورية والاستماع إلى الموسيقى والغناء الشعبيين.هذا في الشكل والمناخ العام للمحادثات غير المسبوقة، لكن في المضمون يبدو أن الزعيمين قررا السير في محادثاتهما على ثلاثة خطوط متوازية:

الأول؛ ويتصل بالعلاقات الكورية – الكورية، وهنا تقرر وقف كافة مظاهرة العسكرة والأعمال العدائية، براً وبحراً وجواً، واستئناف العمل بالمصانع الكورية الجنوبية المتوقفة عن العمل في شمال كوريا منذ بدء الاختبارات النووية والصاروخية قبل ثلاثة أعوام ... فضلاً عن لم شمل العائلات الكورية، أو من تبقى منها على قيد الحياة بعد خمسة وستين عاماً من التقسيم، إلى غير ما هنالك من إجراءات بناء ثقة، من نوع: المشاركة في الألعاب الأولمبية المقررة في سيئول وفي طوكيو من بعدها، بفريق واحد، يحمل علم شبه الجزيرة... 

ومن أطرف ما سمعت، أن الرئيس الكوري الشمالي دعا نظيره الجنوبي لزيارة بيونغ يانغ، على أن يأتيها جواً، بالنظر لحالة “الانهيار” التي تعيشها الطرق والبنى التحتية في بلاده.الثاني؛ ويتعلق بإجراءات خفض التصعيد وتحويل شبه الجزيرة إلى منطقة خالية من السلاح النووي، ووقف تجارب النووي والصاروخية، وهنا قال السفير، أن الرئيس الكوري الشمالي أعطى تعهدات صارمة بهذا الخصوص، بل أنه دعا اليابان والولايات المتحدة والمجتمع الدولي، لزيارة موقع إجراء التجارب النووي والتأكد من تقيد بلاده بتعهداتها، لكن هذا المسار يبدو معلقاً بنتائج القمة التي ستجمع الرئيس الكوري الشمالي بنظيره الأمريكي، فالمسألة النووية الكورية باتت عالمية بامتياز، وهي تحل في واشنطن وليس في سيئول أو بيونغ يانغ.الثالث؛ ويتعلق بالتوافق على آلية دائمة لمراقبة حظر الانتشار وتطبيع العلاقات وبناء السلام وتوفير المظلة الدولية المناسبة، هنا جرى الاتفاق على توسيع هذه المظلة من ثلاثية (الكوريتين بالإضافة إلى الولايات المتحدة)، إلى مظلة رباعية بإضافة الصين، مع ترك الباب مفتوحاً لتصبح سداسية بضم روسيا واليابان في مرحلة لاحقة ...

 الطرفان يريدان ضمانات دولية، وكل منهما يريد الزج بحلفائه الدوليين لهذه الغاية.من وجهة نظر السفير، لم يكن لدى الزعيم الكوري الشمالي خيارات كثيرة، فقد استثمر كل شيء في برامج التسلح، وبلده من أفقر البلدان في العالم، وهي معزولة تماماً عن العالم الخارجي، وقدرتها على التحمل والممانعة باتت في أدنى حالاتها، ثم أن الزعيم الشاب، وصل إلى استنتاج مفاده أن البديل عن السلام ونزع السلاح النووي، هو الحرب المدمرة التي قد لا تبقي في بلاده حجراً فوق آخر.

لا أحد يبدو متأكداً من أن “عودة الروح” للسلام بين الكوريتين ستنجح هذه المرة، بعد سلسلة من المحاولات الفاشلة والإخفاقات السابقة ... لكن الجميع على قناعة بأن الفرصة هذه المرة، أكبر من سابقاتها، وأن البديل عن السلام، هو حرب لا يريدها أحد، ولا يرغب بها، ولن يقوى على تحمل تبعاتها... ولا أحد لديه وهم، بأنها ستكون عملية قصيرة تنجز بين عشية وضحاها، بل هي مسار معقد، قد يستغرق بضع سنوات للوصول إلى خواتيمه.هنا، أدرك السفير الكوري الصباح، وتوقف عن الكلام المباح، وسأعطي لنفسي الحق بتعليق مقتضب من شقين: الأول، أن هذه الفرصة قد تعطي أكلها، أن كف “مجنون البيت الأبيض” على التشدق بحزمه وصرامته وشخصيته الفريدة، وسعى في صياغة صفقة “رابح – رابح” كوريا الشمالية، وليس إلى فرض صك إذعان عليها، كما يمكن أن يُستشف من تغريداته.

والثاني؛ أن إيران قبل غيرها، وأكثر من غيرها، تتابع عن كثب تفاصيل المفاوضات مع كوريا الشمالية بشأن برنامجها النووي، وهي وإن كانت في وضع مختلف، وسياق مختلف، لا يسمحان بـ”نسخ وإعادة لصق” التجربة الكورية، إلا أن ثمة الكثير مما يمكن التعلم منه والبناء عليه.

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقائع الساعات الـ «12» على الحدود بين الكوريتين وقائع الساعات الـ «12» على الحدود بين الكوريتين



GMT 09:49 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

تأملات في المشهدين اللبناني والعراقي

GMT 16:22 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

«بيان سوتشي» يجبُّ ما قبله... وما بعده

GMT 11:59 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

عشر ساعات هزت سوريا والإقليم

GMT 13:14 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أبعد من «شرق الفرات»

GMT 09:01 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الأكراد كما العرب... لا يتعلمون
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen