أقسم بالله العظيم، ورحمة أبى وأمى، وحياة أولادى، والله العظيم ثلاثاً، إننى أستشعر أن بلادنا تمر هذه الأيام بحالة من الخطر المخيف غير المسبوق.
وفى يقينى أن أى إنسان، كائناً من كان، يحاول التهوين من هذا الخطر أو يحاول أن يبيع لنا وهم أننا «مية مية» وأن مصر تعيش أزهى عصورها، وكل هذه الأكاذيب، هو يرتكب جريمة فى حق الوطن وحق الشعب.
لماذا أقول إننا فى خطر شديد غير مسبوق؟
حتى نجيب عن هذا السؤال تعالوا نرسم بصدق ودقة ملامح الموقف الحالى:
1- الوضع الاقتصادى صعب للغاية واحتياجات موازنة العام العاجلة تساوى خمسة أضعاف الاحتياطى النقدى البالغ 16٫5 مليار دولار.
2- هناك بدايات مقلقة من تناقص الاحتياطى المائى لمياه النيل، مما يؤشر ببدايات تفاعل آثار سد النهضة الإثيوبى.
3- هناك مؤشرات ودلائل على اقتراب قوات داعش فى ليبيا من المحافظات الحدودية مع مصر، حيث يقال إن هناك ما بين 7 إلى 10 آلاف مقاتل مسلح على بعد 70 كيلومتراً من الحدود المصرية.
4- هناك احتمال عقد اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى بناء على طلب إيطاليا لبحث موضوع التحقيق فى قتل الطالب الإيطالى «ريجينى» الذى يفتح باب النقاش على مصراعيه فى ملف حقوق الإنسان فى مصر.
5- هناك معلومات عن حصول تنظيم «ولاية سيناء» مؤخراً على تمويل إقليمى وأسلحة حديثة فيها صواريخ مضادة للطائرات ومضادات للدروع.
6- هناك تصاعد فى نشاط جماعة الإخوان عبر 6 قنوات تليفزيونية وتصعيد قوى عبر الكتائب الإلكترونية وتنسيق كامل بين الإخوان وقوى 25 يناير 2011 من تيارات الناصريين واليسار والاشتراكيين و6 أبريل من أجل التمهيد لحركة عصيان مدنى متدرجة تهدف إلى الوصول للعصيان المدنى الكامل.
7- تدل مؤشرات أبحاث الرأى العام على تناقص حالة الرضا والتفاؤل بالمستقبل لدى قطاعات واسعة من القوى التى أيدت نظام ثورة 30 يونيو 2013.
وأخطر ما فى كل هذه العناصر هو حالة الهيستيريا والشك والتخوين واليأس الجماعى التى أصابت روح المجتمع المصرى.
إن هذه الحالة المدمرة تجعل عين المجتمع كله عمياء عن رؤية أى إنجاز صغير أو كبير، وغير قابلة للتصديق أن هناك أملاً فى تحقيق أى إصلاح منشود. الذى لا يدركه الجميع أن سقوط الدولة هذه المرة لن يأتى بثوار، ولن يأتى بجماعة الإخوان، ولن يأتى بقيادة جديدة للجيش على رأس الحكم. سقوط الدولة -لا قدر الله- هذه المرة لن يأتى بأى من القوى التقليدية التى تم استهلاك رصيدها من الثقة الشعبية والتى فقدت جميعها أى مصداقية فى التصدى للحكم.
سقوط الدولة هذه المرة قد يؤدى إلى انقسام جيش مصر العظيم.
سقوط الدولة هذه المرة لن يجد أى قوى إقليمية تدعمه سياسياً أو تقدم له أى مساعدات مالية بعدما نضب المال من الخزائن.
سقوط الدولة هذه المرة سوف يقتل أى أمل فى عودة السياحة أو إقناع الاستثمار المباشر بضخ الأموال فى مصر.
سقوط الدولة هذه المرة لا انتصار فيه إلا لفريق واحد لا غير وهو فريق الفوضى.
الفوضى المقبلة غير منظمة، وغير عاقلة، وهى بلا عقل، وبلا قيادة.
الفوضى المقبلة هى استيلاء «الرعاع» و«الغوغاء» على الشارع وتعطيل الدولة وإسقاط الأمن بكل أشكاله إلى غير رجعة.
الفوضى المقبلة هى نهاية أقدم دولة فى التاريخ وبدء قيام نظام الفوضى.
إنه الكابوس المخيف.. لذلك كونوا على مستوى المسئولية.
أرسل تعليقك