آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

«لم أندم لأننى مراراً صمتُّ لكن ندمت مراراً لأننى تكلمت»

اليمن اليوم-

«لم أندم لأننى مراراً صمتُّ لكن ندمت مراراً لأننى تكلمت»

بقلم : عماد الدين أديب

"الخليفة عمر بن الخطاب"

كل شىء حاضر بقوة فى عالمنا العربى، إلا الحقيقة.

وتحت دعوى أن كل شىء قابل للجدل، وأن كل الوقائع قابلة للتشكيك فيها، وكل المخطوطات يمكن الطعن فى مصداقيتها، تضيع حقيقة التاريخ، وتتبخر أصول وقواعد الجغرافيا، ونضيع الأمس واليوم، ولا نرى مستقبلاً لأى غد.

انشغل الفلاسفة فى اليونان القديمة بتعريف الحقيقة والبحث الجدّى عنها.

وجاء فى تعريف الفلسفة أنها علم «التفكير فى التفكير»، وتوصف أحياناً بأنها «علم البحث عن الحقيقة ومن يمتلك الحقيقة».

ونحن، فى عالمنا العربى، نختلف حول كيفية خلق الكون، وحول حقيقة خلق سيدنا آدم والسيدة حواء، وحقيقة غواية إبليس، وحقيقة الجنة والنار، ونزول سيدنا آدم والسيدة حواء إلى الأرض.

ونختلف فى عدد الأنبياء والرسل وأماكن بعثتهم، وأين عاش سيدنا إبراهيم، وأين ذهب فلك سيدنا نوح، وفى حقيقة فرعون موسى، والأسر الحاكمة التى عايشت وجود سيدنا يوسف فى مصر، والفترة التى قضاها السيد المسيح فى مصر، وتفاصيل واقعة الإسراء والمعراج لسيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام.

وما زلنا نتجادل فى واقعة وتفاصيل قتل ذى النورين سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه، ومحاكمة قتلته، وعن خلاف سيدنا على رضى الله عنه وسيدنا معاوية رضى الله عنه رغم مرور أكثر من ألف عام ميلادى على نشوء حادثة الفتنة الكبرى بين الشيعة والسنة.

أكثر من 1400 عام، وما زلنا نعيش فى ظل أكبر انقسام فكرى سياسى طائفى عرفته البشرية، وما زالت آثاره تدمر شبابنا ومواردنا وعقولنا.

ما زال العقل العربى أسير الامتياز الحصرى للحقيقة، وما زال ضمير الإنسان المسلم يرى أن المذهب أقوى من العقيدة، وأن الانحياز الطائفى أقوى من الإيمان، وأن التعصب أفضل من التسامح والسماحة.

تاريخ العرب القديم، وتاريخ العرب المعاصر، غير متفق على واقعة واحدة فيه، بل كله روايات متناقضة بشكل يكاد يُذهب العقل والمنطق.

واليوم، وأقصد اليوم، ما زلنا نختلف على حقيقة «داعش»، ورؤية حكام إيران للمنطقة، وتفاصيل حرب اليمن، وحقائق الحرب الأهلية فى سوريا، وحقائق خلاف «السلطة» و«حماس» ومئات الملفات التى لا يوجد فيها حد أدنى من الوقائع أو المراجع أو الثوابت.

حينما تضيع الحقيقة يضيع المنطق، ويذهب العقل، وتبدأ فوضى التفكير، وينتقل ذلك إلى السلوك الذى يؤدى للعنف، فتضيع الشعوب، وتسقط الأوطان، لأننا خير من يكذب فى الصدق، وخير من يصدق فى الكذب.

وحسبنا الله على الحقيقة.

وسلام عليك يا خليفة خليفة رسول الله، سلام عليك يا سيدنا عمر، رضى الله عنك وأرضاك، حينما قلت: «لم أندم لأننى مراراً صمتُّ، لكننى ندمت لأننى مراراً تكلمت».

الحقيقة تبدأ بكلمة، والسيد المسيح، عليه السلام، علمنا حكمته: «فى البدء كانت الكلمة».

واليوم الحقيقة هى الفريضة الغائبة، والكلمة هى الحروف المغتصَبة، والضمير العلمى ذهب ولم يعد.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لم أندم لأننى مراراً صمتُّ لكن ندمت مراراً لأننى تكلمت» «لم أندم لأننى مراراً صمتُّ لكن ندمت مراراً لأننى تكلمت»



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen