آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

عظيم احترامنا لبابا الفاتيكان

اليمن اليوم-

عظيم احترامنا لبابا الفاتيكان

بقلم - عماد الدين أديب

لم أفهم حتى الآن، لماذا يشتم العرب بعضهم البعض حينما يختلفون فى أمر ما أو حول قضية بعينها؟نشتم بعضنا البعض فى الخلاف على محبة وتشجيع فريق كرة قدم.ونشتم بعضنا البعض لأسباب دينية أو مذهبية أو طائفية.ونشتم ونسب بعضنا البعض لأسباب لها علاقة بالعرق أو اللون أو العائلة.نشتم بعضنا البعض لأن هذه «امرأة» أو «حرمة» أعزك الله، أو نلقى الكلمة بتخابث حينما نقول «هذه مطلقة» أو «ما زالت غير متزوجة حتى الآن» وكأن ذلك -عفواً- نوع من الخبث الإنسانى أو السقوط الأخلاقى.نشتم بعضنا البعض لخلاف حول زعيم سياسى أو حزب أو ميليشيا أو جماعة، ونوغل فى الاغتيال المعنوى لمن يخالفنا الرأى حتى نشكك فى وطنيته ونتهمه بالعمالة والخيانة وبيع البلاد والعباد.والتعريف النفسى للسباب والشتائم هو أنه يعكس حالة من الشعور الداخلى بعدم الثقة فى النفس، لذلك نمارس العدوان اللفظى على الغير، ونسعى لاغتياله معنوياً حتى يبدو قزماً ونبدو نحن عمالقة أمامه.هذه الحالة هى آفة عظمى من آفات العقل العربى الذى يصل بها إلى أعلى درجات «العنف اللفظى».والعنف اللفظى حينما يصل إلى أعلى درجات انحطاطه ينتهى -كما علَّمنا التاريخ- إلى عنف دموى مادى مدفوعاً بمخزون هائل من كراهية النفس أولاً، وكراهية الآخرين ثانياً.العنف حينما يصل إلى حالة الضغط على الزناد وإطلاق الرصاصة هو قرار عقلى - نفسى قبل أى شىء آخر.ويجب ألا يخجل عالمنا العربى من أن يعترف أنه صاحب أعلى معدلات من الأمراض النفسية الأصيلة التى تتصف بالكراهية ورفض أى آخر يختلف عنا، ورفض الحوار بهدف التفاهم والتفهم لموقف من يخالفنا الرأى.نحن أمة لديها اعتقاد راسخ أنها تملك وحدها «توكيل الصواب الحصرى» فى هذا الكون.نحن أمة تؤمن أنها وحدها هى التى لديها تاريخ، ودين، وعقل، وجغرافيا، وكأن فى البدء كان العالم العربى، ومنذ ذلك التاريخ لا يوجد أى شىء آخر.نحن لا نبذل جهداً للفهم والتفهم والتواصل ومحاولة التعرف على «الرؤى المختلفة» و«المصالح المضادة» والتراكم الثقافى المغاير لنا.نحن نريد أن يكون العالم كله كما نريد، ولا نريد أن نبذل أدنى جهد للتأقلم والتكيف والانخراط فيه مع المحافظة على ثوابتنا الأساسية.كما يقول الفيلسوف المفكر «جان بول سارتر»: «بعضنا يعتقد أن الجحيم هو الآخر».«يا ستار» الآخر هو الجحيم، هذه هى حقيقة العرب المؤلمة.منذ أيام أذاعت الكنيسة الكاثوليكية فى الفاتيكان شريطاً يقوم فيه الرجل العظيم قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان بتقبيل أقدام وأحذية ممثلى جنوب السودان الذين دفعت عائلاتهم قتلى وجرحى وسبايا فى الحرب الأهلية، طالباً لقتلاهم الرحمة ولجرحاهم السلامة، وطالباً منهم المغفرة لأن أحداً -وهو منهم- لم يقدر على منع الجريمة أو نجدتهم وقتها.ورغم أن البابا غير مسئول مسئولية مباشرة عن هذه الجريمة، إلا أن حسه الإنسانى المرهف وضميره الإيمانى العميق جعله يشعر بالتعاطف إلى حد الشعور بالذنب عن جريمة لا علاقة له بها.يا له من زمن يقتل فيه «قابيل»، «هابيل» بينما هناك من يقبل أقدام وأحذية الآخرين طلباً للصفح عن جريمة ليس مسئولاً بأى شكل عنها. من قال إن هذا عالم عادل أو منطقى؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عظيم احترامنا لبابا الفاتيكان عظيم احترامنا لبابا الفاتيكان



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen