آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

«بوتين» قريباً فى الرياض

اليمن اليوم-

«بوتين» قريباً فى الرياض

بقلم - عماد الدين أديب

 مَن يفهم المنطقة بشكل أفضل.. الروس أم الأمريكان؟ «ترامب» أم «بوتين»؟ من الرياض أحاول الإجابة.

سؤال جدّى وأساسى ونحن نتابع التغييرات القصوى فى معادلات القوة، وتبدّل مواقع التحالفات فى هذا العالم المضطرب الذى يعيش حالة من السيولة السياسية تسير بسرعة يعجز أى مراقب عن أن يلاحقها حتى يفهمها.

ثبت من قواعد اللعبة أن باراك أوباما اتبع سياسة «النأى بالنفس» عن مشكلات وملفات المنطقة لمدة 8 سنوات، ما أدى إلى تسليم العراق وسوريا واليمن إلى النفوذ الإيرانى، وتهديد الدولة الوطنية فى كل من مصر وتونس وليبيا.

قد يكون منطقياً أن يكون لبنان الصغير جغرافياً، واقتصاداً، وجيشاً، يتبنى سياسة «النأى بالنفس»، ولكن أن يتبناها رئيس أكبر دولة فى العالم اقتصاداً ونفوذاً وجيشاً فإن هذه كارثة وضربة فى الصميم للنظام العالمى وللتوازنات الإقليمية.

قرأ فلاديمير بوتين، الضابط الأسبق فى الاستخبارات العسكرية الروسية، صورة هذا العالم، وأدرك أنه يتعين عليه أن يستغل الفرصة التاريخية «لملء الفراغ الأمريكى فى الشرق الأوسط».

وبين ليلة وضحاها، أصدر الكرملين بياناً، ونقل الأسطول الروسى بوارجه وغواصاته، وهبطت السوخوى والميج والتوبوليف الروسية فى مدارج المطارات فى سوريا، وأُقيمت القواعد بكل تجهيزاتها، وتم تركيب الـ«إس 300» والـ«إس 400» وأصبح قائد القوات الروسية فى سوريا هو الحاكم بأمره.

وأعطى الروس -بلغة كرة القدم- كتفاً قانونية للأمريكى، والإيرانى، والتركى، و«داعش، والقاعدة، وجند الشام»، والأكراد، والحكم، والمعارضة، فى آن واحد.

وتحرك «بوتين» تجاه مصر والإمارات والأردن وإسرائيل والكويت والجزائر والسعودية.

وأصبح السلاح الروسى هو عنوان الملفات المشتركة بين موسكو وعواصم المنطقة، وثبت أنه أسهل من ناحية القرار السياسى، أسرع فى التسليم، أرخص فى السعر، أجود فى بعض الأحيان من غيره.

وفتح «بوتين» قناة خاصة مع تل أبيب وأصبح الساسة الإسرائيليون الأكثر زيارة وتردداً على موسكو فى العامين الماضيين.

وتم تشكيل غرفة عمليات على أرفع مستوى للتنسيق والمراقبة للعمليات العسكرية فوق الأراضى والأجواء السورية بين جنرالات روس وإسرائيليين.

وأقام فى ظل ذلك كله الروس مثلث علاقات مع طهران وأنقرة للتفاهم حول أوضاع المنطقة.

وبعد أيام قليلة يزور «بوتين» السعودية بدعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعدما أكد الكرملين، أمس، أن الاستعدادات تتم للقيام بهذه «الزيارة التاريخية للرياض»، وجاء فى تأكيدات الكرملين «أن ملف قتل خاشقجى -رحمه الله- ليس له أى تأثير على الزيارة، وأن موسكو تفضل انتظار التحقيقات فى هذا الموضوع».

حكمة الكرملين فى التعاطى مع سياسات وزعماء المنطقة تعكس عمقاً أبعد بكثير عن الانفعالات الهيستيرية التى صدرت عن مواقف وقوى وجهات شعبوية تسعى لدغدغة مشاعر الرأى العام فى زمن انتخابات محلية.

تأتى الزيارة فى وقت يتوقع فيه أن يدخل الرئيس ترامب فى مواجهة 3 إشكاليات داخلية كبرى:

1- فوز الديمقراطيين بالأغلبية فى مجلس النواب ومخاطر حصول حزبه الجمهورى على أغلبية ضئيلة فى مجلس الشيوخ.

2- انشقاق بعض القوى فى مؤسسة الحكم عنه فى أجهزة الأمن والبيت الأبيض وحزبه الجمهورى وكثير من الذين دعموه فى حملته الرئاسية.

3- مخاطر صدور نتائج شديدة السلبية لما يعرف بلجنة «مولر» التى اقتربت من الانتهاء من التدقيق فى كثير من المخالفات والتهم المنسوبة إليه، خاصة فى علاقة «ترامب» وأسرته سياسياً وأمنياً بروسيا منذ عام 2012، إلى حد أنه تردد أن الرجل «تحت السيطرة» للأجهزة الروسية.

إذاً، الرياض تفكر استراتيجياً بشكل سليم وواقعى فيه إدراك لعلاقات توازن القوى فى عالم اليوم، وتنوُّع مصادر علاقاتها وتحالفاتها الإقليمية فى هذا الزمن المضطرب والمتقلب.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بوتين» قريباً فى الرياض «بوتين» قريباً فى الرياض



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen