آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الميلاد الجديد لسعد الحريرى

اليمن اليوم-

الميلاد الجديد لسعد الحريرى

بقلم : عماد الدين أديب

سعد الحريرى، مثله مثل البطل التراجيدى الذى يحمل نقاءه بداخله.

مثل ذلك الذى يحمل كفنه على يده يذهب إلى الموت المادى أو الفناء المعنوى.وكأنه يؤمن بعنوان رواية إحسان عبدالقدوس «لا شىء يهم»!نعم، لا شىء يهم، أفهمه جيداً، فبعد أن دفن نفسه مع والده فى مقبرة الشهداء لم يعد بعد الموت موت، ولم يعد هناك خط أحمر، وليس للخوف سقف!

الظرف التاريخى هذه المرة يختلف عن رئاستيه للحكومة اللبنانية فى نوفمبر 2009 وفى 18 ديسمبر 2016، اليوم يعود إلى الحياة السياسية زعيماً شعبياً بامتياز.

فى السابق، كان يعتمد على مثلث الإرث التاريخى لوالده، والدعم الإقليمى من الرياض، والمال السياسى.اليوم يدخل إلى الساحة بلا داعم، بلا مال، قافزاً فوق فكرة التعاطف الشعبى لمشروع شهيد ابن شهيد!اليوم خطابه السياسى، مواقفه، أفكاره، هى مثلثه الذهبى الذى يتحصن به.ورغم أنه يحتل مقعداً خصص طائفياً للسنة إلا أنه عبر ذلك إلى كل الطوائف.

ورغم أنه مقيد فى الدائرة الثانية لبيروت إلا أنه نزل الشارع السياسى من طرابلس إلى عكار، ومن صيدا إلى الشوف، ومن كورنيش بيروت إلى «طريق جديدة».

خلق لنفسه «كاريزما» خاصة، وتفوق على الخطابات المكتوبة سلفاً، حمل الأطفال على أكتافه، وصور نفسه مع الفتية والفتيات، وتجاوز «الفكر السلفى» إلى «الصورة السيلفى» التى يلتقطها بالموبايل مع الجميع.

تحمل ما لا يطيق بشر من أجل أن يدافع عن حق دم أبيه، واستطاع بشجاعة أسطورية أن يرتاح حينما حضر الجلسة الأولى للمحكمة الدولية الخاصة بجريمة مقتل أبيه.

تحمل خيانات ومحاولات القريب والشقيق قبل الخصم والعدو السياسى.أنفق كل ما يملك من أرصدة على مشروعه السياسى، بينما كان أسهل عليه أن يراكم ثروته وينعم بها فى أى عاصمة كبرى من عواصم العالم.

تحمل بصبر وشجاعة مشروع إفلاس شركاته عن عمد وفعل المستحيل من أجل تعويض أصحاب الحقوق وما زال.

يسير فى الأزقة والطرق والأروقة المزدحمة واضعاً نفسه تحت رحمة عمل إجرامى يتهدد حياته غير خائف، غير متردد، غير عابئ.تجربة الجدل الذى أثير حول احتجازه مؤخراً أعطته تعاطفاً لا حدود له، وضاعفت من مشاعره بالثقة اللانهائية بالله، والناس، والقدر.

ها هو يعود إلى مشروعه السياسى بعدما ولد من جديد، فى المرة الأولى كان معمداً بدماء والده الشهيد، واليوم يعود معمداً بعرقه ودموعه وليس بدفتر شيكات أو بقرار إقليمى.

أيها السادة، التاريخ يقدم لكم الوجه السياسى الجديد سعد رفيق الحريرى إنتاج 2018 على مسرح لبنان الخطرة ومسرح الشرق الأوسط المجنون.

المهم ليس فوز سعد، وليس الحصول على الترشيح، ولكن التحدى الأكبر، أى لبنان سيواجهه الرجل، فى ظل أى قواعد إقليمية مخيفة؟!
(بيروت - 2018).

المصدر : جريدة الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الميلاد الجديد لسعد الحريرى الميلاد الجديد لسعد الحريرى



GMT 05:17 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

صورة عن قرب: كيف تفهم عبدالفتاح السيسى؟

GMT 03:35 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

عظيم احترامنا لبابا الفاتيكان

GMT 06:39 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

تعديل الدستور فى مصلحة مصر

GMT 01:28 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إقليمياً: أسوأ أيام قطر وتركيا
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen