بقلم/عماد الدين أديب
كان الملك حسين ملك الأردن -رحمه الله- يردد عبارة هى فى حقيقة الأمر حكمة بليغة كانت تقول: «إن الزحام يعيق أى حركة».
وقد تنبه إلى ذلك مبكراً العالم الجليل الدكتور سيد عويس فى كتابه المهم «مجتمع الزحام» عن التأثيرات السلبية للتكاثر السكانى المخيف الذى يعانى منه المجتمع المصرى، وأثر ذلك على حالة الاستقرار الاجتماعى فى البلاد، وتداعياتها على العباد.
ومن مهازل القدر أن 92 مليوناً من المصريين يعيشون على 6٪ من مساحة الأرض، ويشكلون نتيجة ذلك معدلات تعتبر الأعلى من ناحية الكثافة والازدحام السكانى الأعلى فى العالم على مساحة الكيلومتر الواحد!
وحتى تعرف أثر الازدحام على السلوك الاجتماعى والحالة النفسية التى تؤدى إلى التوتر والفوضى والعنف تأمل سلوك ركاب أوتوبيس مزدحم، على طريقة «علبة السردين»، وسلوك ركاب أوتوبيس آدمى فى برلين أو جنيف أو أوسلو، سوف نجد أن ركاب الأوتوبيس غير المزدحم أكثر هدوءاً ولطفاً فى ما بينهم، بينما سلوك «باص علبة السردين» هم أكثر توتراً ولا يطيقون «العيشة واللى عايشنها».
من هنا يصعب على إنسان فى بلادنا أن يتعامل مع طريق غير مزدحم، أو أوتوبيس آدمى، أو يجد طاولة خالية فى مطعم، أو مقعداً فى سينما، أو رغيف خبز فى فرن، أو زجاجة زيت أو كيس سكر فى سوبر ماركت.
إن ذلك يذكرنى بمسرحية «أنا وهو وهى» حينما حاول صاحب الفندق إقناع الفنان فؤاد المهندس باستضافة نساء فى غرفته، بسبب ازدحام الفندق، بسبب احتفالات رأس السنة.
قال الخواجة للفنان فؤاد المهندس: «عاوزينك يا بك تخلى 3 يناموا فى السرير و7 على الأرض و4 فى البانيو».
أرسل تعليقك