بقلم/ عماد الدين أديب
1 - هل يضاجع الزوج زوجته المتوفاة؟
2 - هل كان «عبدالناصر» يأكل من سويسرا؟
ما يُشغل الرأى العام فى بلادنا -للأسف الشديد- الشكل وليس الجوهر، الشائعة وليس الحقيقة، التفاصيل وليس المضمون، الإثارة وليس الجد.
تأملوا معى قضايا هذا الأسبوع التى شغلت الرأى العام والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى:
القضية الأولى: السؤال الخطير الذى حيّر أهل العلم والدين والفكر الإسلامى، وهو: هل مضاجعة الزوج لجثة زوجته المتوفاة حلال أم حرام؟
وقامت الدنيا ولم تقعد حينما قال أحد الشيوخ إن المسألة ليست «مألوفة» لكنها «حلال»، رغم أن الشرع والفقه الإسلامى واضح فى أن الزوجة فور وفاتها لا تحل لزوجها، ولا يحق له لمسها أو حضور غسلها أو حملها للدفن.
وفى ذلك الوقت الذى يشتعل فيه الإرهاب التكفيرى وتُسال دماء طاهرة من أبنائنا من الجيش والشرطة فى سيناء، يصبح هذا السؤال هو الشغل الشاغل لعقل المجتمع.
ونأتى للسؤال الثانى، الذى جاء عبر مذكرات الأستاذ عمرو موسى، التى تشرفت بحضور تدشين الجزء الأول منها الأسبوع الماضى فى القاهرة.
كان السؤال: هل صحيح ما ذكره الأستاذ عمرو من أن الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر كان -بسبب حالته الصحية- يطلب طعاماً خاصاً يأتيه من سويسرا بشكل دورى؟
وقامت الدنيا ولم تقعد دفاعاً عن الزعيم الشعبى وصدرت شهادات تاريخية تنفى هذا الموضوع، منها شهادة السيد سامى شرف، المسئول عن رئاسة الجمهورية وشئون الرئيس فى ذلك الوقت.
وغاب عن عقل الأمة أن أزمة مصر الآن ليست إذا كان الرئيس جمال عبدالناصر يأكل من سويسرا، لكن أزمة مصر هى أن يجد بسطاء مصر طعامهم فى مصر بسعر مقبول.
وغاب عن عقل الناس أسئلة جوهرية مثل اقتراب معركة رئاسة الجمهورية، وعدم وجود مرشحين جديين، وغاب عنهم ذلك الجدل الذى لم يؤكده أو ينفه أحد عن إمكانية تعديل الدستور.
هذه الحالة الفكرية التى تسيطر على عقل الأمة تصنع سداً منيعاً أمام أى إصلاح حقيقى أو تقدم نحو إنقاذ البلاد من تحدياتها الداخلية والخارجية.
أرسل تعليقك