بقلم/عماد الدين أديب
أخطر شىء فى تجربة الـ31 يوماً التى حكم فيها دونالد ترامب الولايات المتحدة الأمريكية، أنه أحدث أكبر قدر من الاضطراب والفوضى إلى الحد أن أكبر حلفاء له فى أوروبا واليابان لا توجد لديهم ثقة فى حقيقة التوجهات الحقيقية له.
الاضطراب الكبير سببه 3 أمور:
1 - أنه يقول الشىء ونقيضه فى الخطاب السياسى ذاته.
2 - أنه يقول الشىء ويفعل عكسه.
3 - أنه يقول ويدلى بتصريحات سياسية مناقضة تماماً لما يصرح به نائب الرئيس، ووزير الدفاع، ووزير الخارجية.
حلفاء «ترامب» يريدون أن يسمعوا الكلام المحدّد منه شخصياً وليس من نائبه أو وزراء أو كبار مساعديه، لأن لديهم انطباعاً راسخاً أن هذا الرئيس يحكم بشكل منفرد تماماً، ولا يأخذ بروح الفريق الواحد، لذلك لا يطمئنون إلى أن ما يقوله هؤلاء هو تعبير عن سياسة مركزية موحّدة متفق عليها فى إدارة متجانسة.
إنها أزمة رجل ورث الإدارة فى شركته عن أبيه، وأصبح بعد وفاته المتصرف الأول والوحيد والمنفرد فى قرارات الشركة، يفعل بها ما يريد بالطريقة التى يريد، وفى الوقت الذى يريد.
هناك فارق بين أن تدير شركة تملك معظم أسهمها، ولك مطلق صلاحيات إدارتها، وبين رئاسة دولة عظمى، فيها توازن بين السلطات الثلاث، وينظمها دستور عريق كتبه الآباء المؤسسون للبلاد، وفى ظل مجتمع مفتوح ومعارضة قوية وإعلام لا يرحم.
منذ أن دخل «ترامب» البيت الأبيض أدلى بعشرات الساعات من التصريحات والمؤتمرات الصحفية، وقام مؤخراً باجتماع شعبى لمناصريه فى فلوريدا ارتكب خلاله 38 خطأً، ما بين معلومة خاطئة، أو خلق أزمة جديدة، أو تناقض مع مساعديه.
وترجع آخر أزماته فى إيجاد مستشار للأمن القومى فى البيت الأبيض.
إن معظم الذين عرض عليهم المنصب يرفضون أن يتولوا منصباً ليست لديهم القدرة فيه على اختيار مساعديهم وموظفيهم أو تحديد سياساتهم.
سياسة الحاكم المطلق الذى ورث الأرض وما عليها لا يمكن أن تنجح فى واشنطن.
أرسل تعليقك